لون طعامك بألوان الطيف يجعل صيفك منعشا

لون طعامك بألوان الطيف يجعل صيفك منعشا
أكلات تناسب فصل الصيف

اختيار الألوان في الوجبة الغذائية للحصول على المذاق الجيد للطعام والتمتع بصحة جيدة ينبغي فيه اتباع ألوان الطيف. ولو طبقنا هذه السياسة في غذائنا تحديدا بفصل الصيف ومع الفواكه الصيفية بكل أنواعها وأشكالها سنروي أجسادنا بنكاتها وسوائلها الطبيعية.. بهذا التعريف استهلت أخصائية التغذية ثريا البلوشي حديثها وتعريفها بأهمية فاكهة الصيف وفائدتها لصحتنا الغذائية.

بداية ما القيمة العلمية للفاكهة الصيفية؟

تبين الأبحاث أن المنتجات الغذائية داكنة اللون والغنية بالنكهة تحتوي على كمية أكبر من المواد الكيميائية الطبيعية (مضادات الأكسدة) وهي مواد حينما تدخل الجسم فإنها تعمل على تعطيل ضرر مواد تدعى الجذور الحرة (Free Radical) التي تعيق وظائف الجسم الطبيعية وتدمر خلاياه السليمة في حال زيادتها في الجسم.

وما أهمية مضادات الأكسدة التي ذكرتها؟

مضادات الأكسدة التي تتوافر في الفواكه والخضراوات والمكسرات بألوانها تعمل على حماية بشرتنا من ضرر أشعة الشمس في الصيف، وتقلل خطورة نمو الخلايا السرطانية وأمراض القلب والشرايين.

تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في الصيف بسرعة التعرق وفقدان سوائل الجسم، ويزداد الشعور بالعطش والإحساس بالتعب.

إذن ما النصائح التي تفيدنا لتعويض هذه العوامل؟

يجب اتباع النصائح التالية للتمتع بصيف منعش بألوان الطيف.

الماء: يحتوي جسم الإنسان على الماء بمقدار الثلثين منه، وهو عنصر غذائي ضروري وحيوي يدخل في كل وظيفة من وظائف الجسم، ويساعد على نقل العناصر الغذائية إلى داخل الخلايا، ونقل نواتج أو فضلات التمثيل الغذائي إلى خارجها، وهو ضروري لجميع الوظائف الهضمية والامتصاصية والدورية (الدم)، والإخراجية (من الكلى)، وكذلك هو ضروري للاستفادة من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، ويعتبر مهما أيضا للمحافظة على درجة الحرارة الطبيعية للجسم، عن طريق شرب 8 أكواب ماء على الأقل (بمعدل لترين).

يمكنك أن تضمني أن جسمك قد حصل على كل احتياجاته من الماء للمحافظة على سلامة صحتك، لذلك ينصح بقدر الإمكان التخلص من عادة إرواء العطش بشرب المشروبات الغازية، أو شرب العصائر المليئة بالسكر، ولجعل الماء جذابا ومنعشا ضعي قطعة أو شريحة من الليمون أو أوراق النعناع.

ماذا عن فاكهة الصيف وأهميتها لتعويض الجسم عم يفقده من ماء؟

من الفاكهة المفيدة في ذلك البطيخ الذي لا تكمن فائدته في أنه يشبع عطش الإنسان أثناء حرارة فصل الصيف، بل يساهم في مقاومة الأمراض لاحتوائه كما من مضادات الأكسدة، فهو مصدر جيد لفيتاميني C وA حيث يحتوي على البيتاكاروتين، كما أن اللون الأحمر يشير إلى احتوائه على الكاروتينويد والليكوبين، وفائدة مضادات الأكسدة أنها تساعد على حماية الجسم من تكون الشقوق أو الجذور الحرة التي تسبب تدمير الخلايا، كما تقلل الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وسرطان.

مضاد الأكسدة الليكوبين له خواص في محاربة بعض أنواع السرطانات التي تصيب البروستاتا والثدي وبطانة الرحم والرئة والقولون والمستقيم، بالإضافة إلى أن البطيخ غني بفيتامينات B الضرورية لإنتاج الطاقة خاصة B6 ،B1، بالإضافة إلى بعض المعادن المهمة كالماغنسيوم والبوتاسيوم، ويعتبر البطيخ مناسبا للذين يتبعون نظاما غذائيا لإنقاص الوزن يحتوي (100 جرام) من البطيخ على 26 سعرا حراريا.

هل للشمام نفس التأثير؟

الشمام فاكهة الصيف اللذيذة فهو مرطب ومطفئ للعطش، كما أنه علاج ممتاز للإمساك إذا أخذ على الريق، وهو مفيد أيضا لإدرار البول ويساعد في علاج أمراض الكلى والنقرص، ويقاوم مرض البواسير، وغني بفيتاميني C وA، والمعادن مثل الحديد والألياف، ففيتامين A ضروري لنمو الأنسجة ويساعد العينين على الرؤية الطبيعية في الظلام، وفيتامين  Cضروري لإنتاج الكولاجين في البشرة، ولامتصاص الجسم للحديد المهم لفقر الدم، وهو أيضا غني كالبطيخ بمادة الكاروتين التي تخلص الجسم من الميكروبات، وتسهم في الوقاية من أمراض السرطان وأمراض القلب، وفي تأخير أعراض الشيخوخة.

ماذا أيضا من فاكهة الصيف؟

الأجاص فيقال في الطب الصيني إن للأجاص «طبيعة مبردة»، فهو فاكهة الصيف المميزة وضروري لحماية العظام وكذلك يحتوي على مواد ذات علاقة بسلامة المخ ووقايته من الأمراض، وغالبا ما يوصف للريجيم لأنه يبطئ حركة المعدة ويعد مهدئا نفسيا لبعض الأمراض كالتوتر، فالأجاص يكسر العطش ويمنع الغثيان والقيء، وفي بعض الأحيان يعد خافضا للحرارة ومنشطا للمعدة والكبد، ومدرا للبول لاحتوائه على البوتاسيوم، كما يحتوي على الكثير من الألياف القابلة للذوبان، التي تبين أنها تساعد في تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم.

نكثر أحيانا من شرب عصير الليمون فهل له دور في إرواء العطش؟

الحمضيات عامة (البرتقال والليمون والجريب فروت وثمار الأوغلي)، تعرف باحتوائها على فيتامين C، الذي يساعد الجسم على امتصاص الحديد الموجود في الطعام، وهو مهم بنوع خاص للنباتيين الذين يستهلكون الكثير من الأطعمة الغنية بالفيتامين C، مثل الحمضيات للتقليل خطر نقص الحديد، ما قد يؤدي إلى فقر الدم، وأيضا من فوائد الحمضيات احتواؤها على الكولاجين الذي يشكل البنية الأساسية للبشرة، فيقلل فرصة ظهور الترهلات ويمنع البشرة من التهيج ويحميها من أشعة الشمس الضارة والتلوث. وتساعد الحمضيات على الوقاية من سرطان المعدة وسرطان القولون لاحتوائها على فيتامين C والألياف.

نرى الكثيرين يقبلون في الصيف على المانجو فهل لها من أثر طيب في ذلك؟

المانجو من أقدم الفواكه الاستوائية المعروفة وهي مغذية جدا، وتعطي مقادير وافرة من فيتامين C ومركبات الكاروتين والألياف، والكربوهيدرات سهلة الهضم، فهي مصدر جيد للبوتاسيوم الذي يعتبر معدنا رئيسيا للأشخاص المصابين بضغط الدم المرتفع، وتحتوي المانجو على المادة المضادة للأكسدة المعروفة باسم بيتاكريبتو كسانثين، وهذه المادة مرتبطة بانخفاض كبير في خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.

فالأطعمة الغنية بالبيتاكاروتين تساعد على تقوية جهاز المناعة، وأكل المانجو يقلل من خطر الإصابة بالالتهابات الفيروسية ونمو الأورام.

 هناك من يصف فاكهة بعينها لتخفيف بعض التهابات الجسم؟

في هذ المجال يجب أن يذكر الكرز، فهو يهدئ الأعصاب وينظف الدم من السموم ومفيد للأشخاص الذين يعانون أمراض الجهاز الهضمي والبولي والعصبي، والكرز فاكهة غنية بالأملاح المعدنية، ومطفئ للعطش، لأنه غني بالبوتاسيوم الذي يساعد الجسم على التخلص من أملاح الصوديوم الضارة بالأوردة المتصلبة، كما يفيد الكرز مرضى الروماتيزم إذ يساعدهم على مقاومة الالتهاب ويخفف آلام المفاصل المتعلقة بالروماتيزم والنقرص.

أيضا يقلل الكرز من احتمالات الإصابة بالأمراض السرطانية حيث يحتوي على مضادات الأكسدة، وهي الصبغة الحمراء الطبيعية «انثو سيانين» بالإضافة إلى إنه يحمي من أمراض القلب ويخفض من مستوى الكوليسترول السيئ، ويمنع تصلب الشرايين بسبب احتوائه على مركبات مقاومة ضد التأكسد. (10 حبات من الكرز تحتوي على 49 سعرا حراريا).

 هل هذا مقتصر على الكرز أم يدخل معه على نفس الطريق التوت؟

نعم وبخاصة توت العليق الذي هو ملك العنبيات، فقد شكل توت العليق وأوراقه جزءا مهما من العلاجات المنزلية طوال قرون، وهو يشتهر بخصائصها العلاجية وهذه الثمرة الحمراء اللذيذة لها أيضا دور تؤديه في منع أمراض السرطان، لاحتوائها على المادة التي تدعي حمض الإلاجيك، التي يبدو أنها فعالة بنوع خاص في مقاومة الملوثات الناتجة عن دخان السجائر والأطعمة المصنعة واللحوم المشوية، فحمض الإلاجيك يحد من المواد المسببة للسرطان قبل أن تتمكن من غزو الخلايا السليمة، وأيضا تبين أنه يمنع تطور سرطان الرئة.

توت العليق يزخر بتشكيلة واسعة من المواد المضادة للأكسدة، إضافة إلى الفيتامين (سي وهـ) تعطي هذه الثمار الحمراء ايضا المواد الكيميائية النباتية المضادة للأكسدة (كرستين ولوتيين وما يريستين وحمض الإلاجيك) جميع ولوتيين ومايريستين وحمض الإلاجيك) جميع هذه المواد ذات تأثيرات مضادة للأكسدة قوية على الجسم، ويبدو أنها تؤدي دورا في منع أمراض القلب وأنواع معينة من السرطان.

والتوت له دور كبير في الطب التقليدي فنرى الأثر المنبه لأوراق التوت العليق على الرحم. فنقيع أوراقه يحدث حركات منتظمة في البطانة العضلية الملساء للرحم عند النساء الحوامل، فأوراق التوت تحضر الجسم لعملية الولادة.

ماذا عن المشمش فاكهة الصيف الحاضرة الغائبة؟

المشمش يأتي الطعم الحلو لهذه الفاكهة من ارتفاع نسبة كربوهيدرات السكروز التي تحتويها، ولون لبه وقشرته المصفر الضارب إلى البرتقالي سببه صبغة البيتاكاروتين المضادة للأكسدة، فالمشمش سواء كان طازجا أو مجففا أو جاهزا للأكل (مجففا جزئيا)، فهو حلو المذاق ومغذ.

المشمش داكن اللون يعطي البيتاكاروتين التي تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة والرئة، والمشمش المجفف مصدر غني بالبوتاسيوم ويساعد على خفض ضغط الدم المرتفع.

فهذه الفاكهة الرائعة تساعد على منع العشى الليلي (عدم الإبصار ليلا)، خصوصا لدى المسنين الذين يأكلون عادة القليل من الفواكه والخضراوات الطازجة، لأنه مصدر جيد للكاروتين.

المشمس مفيد في الحميات الهادفة إلى إنقاص الوزن (حبة من المشمش متوسطة 30 جم تعطي 17 سعرا حراريا).

وما قولك في الخوخ؟

الخوخ غني بالألياف ويعرف بخصائصه الملينة ويعطي مجموعة وافرة من الفيتامينات والمعادن، كما أن يحتوي على مركبات الكاروتين الموجودة في القشور الخارجية الأرجوانية لهذه الثمار تبقى سليمة بعد عملية التجفيف، ما يعني أن الخوخ يمكن أن يضيف إلى الطعام مضادات أكسدة قيمة، شرب عصير الخوخ كإكسير صباحي نافع لإنعاش الجسم وإزالة السموم منه بعد النوم، الخوخ الطازج والمجفف والجاهز للأكل يساعد على تخفيف ومنع الإمساك، ويعمل الخوخ بطبيعتين..

الطبيعة الأولى؛ يوفر الألياف كغذاء للبكتيريا الموجودة في القولون، والبكتيريا تخمر الألياف، وأثناء عملية التخمر تزيد كمية الإخراج، لذلك الجدران العضلية للقولون يكون لديها مزيد من المواد التي تعالجها، ما يزيد قوة وسرعة انقباضاتها بحيث تستطيع رفع الفضلات من الجسم بسرعة أكبر.

ثانيا: يحتوي الخوخ وعصيره على مشتقات مادة تدعي هيدروكسيفنيليساتين، وهذه تحفز مباشرة العضل الأملس لجدار القولون، وهذا التحفيز يسرع حركة البراز، ويساعد الخوخ على معالجة ارتفاع ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم.

 نسمع أن عائلة الكرنبيات تحتوي على قيمة عالية من مضادات الأكسدة؟

الكرنبيات هي مجموعة الخضراوات المعروفة بالكرنبيات وهذه تشمل البروكلي (القرنبيط الأخضر) والملفوف (الكرنب) والكرنب اللارؤسي، وبركسل، واللفت، وهذه الخضراوات قليلة السعرات وتعطي كثيرا من المواد المغذية كفيتامينات مثل (بي وسي وهـ، والمعادن مثل الحديد والمضادات الأكسدة مثل الكاروتينات.

إن مضادات الأكسدة بيتاكاروتين، الموجودة في الكرنبيات تساعد على تحفيز جهاز المناعة، لذلك يحسن قدرة الجسم على حماية ذاته من الأمراض، وأيضا فهو مصدر ممتاز للفولات الذي يساعد على منع حدوث خلل في النخاع (الحبل) الشوكي لدى الأطفال، الذين لم يولدوا بعد، لذلك ينبغي على النساء اللواتي في سن الحمل التأكد من تناول كميات كافية من الفولات، وأيضا مجموعة الكرنبيات قد تساعد على منع أمراض القلب.

ويأتي البروكلي في المرتبة الأولى على قائمة جميع مجموعة الخضر (الكرنبيات) المقاومة للسرطان، لأنه يؤدي دورا في الوقاية من سرطان الرئة، والمعدة، والفم، المبيض، والثدي، وعنق الرحم، والقولون والبروستات وهو غني بعدد من المواد المضادة للأكسدة مثل الإنرولات والفلوكوزينولات والبيتاكاروتين وفيتامينC وأيضا مادة سلفورافان، يقي البروكلي من فقر الدم لأنه مصدر جيد للحديد وقد يساعد على الوقاية من فقر الدم خصوصا النباتيين.