إنه فن نظم الكلام، إنه سحر الشفاه، إنه الكلام الموزون الجميل المقفى، إنه الشعر يا أحبتي، ومن منا لم يتذوق حلاوته يوما أو يتغني به أو يطرب لسماعه، كيف لا وهو الذي يحمل معان عدة وصورا رمزية عجيبة، كيف لا وهو الموحد القافية، المتعدد البحور والأنواع : من الشعر العمودي للشعر الحر، إلى الشعر الشعبي، فالشعر النبطي، وكما اختلفت أنواعه، اختلف شعراؤه وناظموه عبر العصور، فلنترككم إذن مع أشهر شعراء العصر الحديث.
شعراء العصر الحديث
أحمد شوقي
كيف لا نبدأ به وهو أمير الشعراء، ولد بالقاهرة في مصر سنة 1868، لأب كردي وأم تركية، لكنه عشق اللغة العربية وأبدع فيها بل أعتبره العديد من الشعراء مجدد الشعر العربي وباعث نهضته من جديد، ولعل ثلاث وعشرين ألف بيت التي نظمها دليل على نبوغه، حيث أنه لم يسبق لشاعر عربي بلوغ هذا العدد.
اشتهر بقصائده في جميع المجالات : السياسة والمدح والرثاء والغزل، وكانت أشهر دواوينه “شوقيات”، وبعد أن أبدع في النظم توفي سنة 1932.
محمود درويش
أو شاعر الثورة والوطن، ولد أحمد درويش بقرية البروة بفلسطين سنة 1941، واعتقل عدة مرات نتيجة نشاطه السياسي وكونه عضوا بمنظمة التحرير الفلسطينية، اشتهر بالشعر الحر وبقصائده الثائرة ضد المحتل، والمحبة والمدافعة عن الوطن.
تنقل بين العديد من الدول كلاجئ فلسطيني، ونظم العديد من القصائد أهمها : بطاقة هوية، ثم توفي بعد مرض للقلب ثم غيبوبة في أحد المستشفيات الأمريكية سنة 2008.
أقوى شعراء العصر الحديث
أبو القاسم الشابي
أو شاعر الخضراء، ولد في مدينة توزر بتونس الخضراء سنة 1909، ويعد من الشعراء القلائل الذين أبدعوا بسهولة اللفظ في البلاغة الشعرية، من أهم قصائده “إرادة الحياة”، لكن الأمل في الإبداع توقف مبكرا، بعد أن توفي سنة 1934 بوعكة قلبية، وسنه لم يتجوز 25 سنة، أعطى فيها الكثير والكثير.
إيليا أبو ماضي
أو شاعر التفاؤل، كما كان يتغنى بالطبيعة مثله مثل أبي القاسم الشابي، من أهم شعراء المهجر، ولد في المحيدث بلبنان سنة 1890، ثم رحل إلى مصر وبعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ساهم هناك في تأسيس الرابطة القلمية التي ضمت العديد من الشعراء والكتاب، اشتهر شعره بالعذوبة وبالدفاع عن القضايا الإنسانية والسياسية، من أهم قصائده الخمائل والجداول، توفي سنة 1957 بالولايات المتحدة الأمريكية.
نزار قباني
أو شاعر المرأة، ولد الشاعر بالعاصمة السورية دمشق سنة 1923، اشتهر بكتابته للشعر الحر أو شعر التفعيلة، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث، تحدث في شعره عن المرأة وتغزل بها، وتناول أيضا الكثير من القضايا السياسية، تأثر كثيرا بانتحار أخته ووفاة زوجته بلقيس ثم ابنه، ترك العديد من القصائد أهمها: قصائد بلقيس، وتوفي سنة 1998 بالمملكة المتحدة بعد أزمة قلبية.
بدر شاكر السياب
أو شاعر النفس والوجدان، ولد سنة 1926 بقرية جيكور جنوب البصرة بالعراق، يعتبر مؤسس ورائد الشعر الحر، وقد تفنن في كتابة قصائده بحسه المرهف، من أهم قصائده أنشودة المطر، توفي سنة 1964 بالكويت وهو مازال شابا.
جبران خليل جبران
أو الشاعر الفيلسوف، ولد في قرية بشري شمال لبنان سنة 1883، وهو من شعراء المهجر ومن مؤسسي الرابطة القلمية، ويعد من الشعراء القلائل الذين مزجوا بين سلاسة الشعر العمودي وحلاوة الشعر الحر، اشتهر شعره بالثورة على عقائد الدين والاستمتاع بالحياة والتغني بالطبيعة، أشهر قصائده : أعطني الناي وغني، توفي سنة 1931 بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد مفتاح الفيتوري
أو شاعر العروبة وشاعر إفريقيا، ولد بالجنينة بالسودان سنة 1936، ويعد من رواد الشعر الحر، امتاز شعره بالـتأمل والبلاغة والدقة في الوصف، أشهر قصائده عاشق من إفريقيا، انتقل كلاجئ في ليبيا، بعد ذلك غادرها ليستقر مؤخرا بالمغرب.
نازك صادق الملائكة
أو الشاعرة الناقدة، ولدت في بغداد بالعراق سنة 1923، وقد كانت أول من كتب قصيدة شعرية، انتقلت للعيش بالولايات المتحدة الأمريكية، وهناك قامت بكتابة العديد من القصائد أهمها: شظايا الرماد.اتصف شعرها باللغة البسيطة والاعتماد على الشعر التصويري ذي الدلالة الإيحائية، توفيت سنة 2007 بالقاهرة بعد إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية.
أحمد مطر
أو عدو الملوك والسلاطين، ولد بالبصرة بالعراق سنة 1954، عرف شعره بالتحريض واستنهاض الهمم ومقاومة الاستعباد، وهذا ما جعله محل انتقام ففجع بموت أخويه وصديقه ناجي العلي- رسام الكاريكاتور الشهير – بحوادث مفتعلة ومدبرة، لكن هذا لم يمنعه من الثورة ضد الحكام، من أشهر قصائده : ورثة إبليس، تم طرده من الكويت بسبب مواقفه الثابتة وحدة أشعاره، ليستقر في لندن حيث يعيش الآن.
هذا فيض من فيض، لكن لن ننسى أسماء شعراء آخرين أثثوا للشعر الحديث أمثال : (حافظ إبراهيم وخليل مطران وأمين الريحاني ونسيب عريضة وأمل دنقل و فدوى طوقان وإبراهيم ناجي ومحمود سامي البارودي ومحمد القيسي ومعروف الرصافي وابراهيم المازني وناصيف اليازجي) وغيرهم كثير.