الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، مقولة إذا طبقناها في رمضان نجونا بأنفسنا من أمراض كثيرة، يؤكد لنا هذا الكلام الأستاذ فهد البناي في حواره مع الزميل أشرف الصدفي فكونوا معنا، إتماما لحديث الرمضانيات الذي نكمله اليوم عن”رمضان والصحة”فهل لك أن تحدثنا عن ذلك أستاذ فهد؟
نعم رمضان هو شهر مبارك ومميز لدى جميع المسلمين, لأن فيه الصيام وهو ركن من أركان الإسلام, وكذلك هو شهر أنزل فيه القرآن, وأيضا فيه تفتح أبواب الجنان وتقفل أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين, وله أيضا مميزات كثيرة من حيث الإسلام والدين.
وكذلك هناك فوائد لهذا الشهر الكريم في الصحة, وهذا فضل من رب العالمين لنا جميعا.
كلام جميل حدثنا عن صيامه وفوائده الطبية؟
نعم مع إطلالة كل رمضان يتساءل كثير من المرضى فيما إذا كانوا يستطيعون الصوم أم لا, وفيما إذا كان صيام رمضان يزيد من مرضهم سوءا أم لا.
أسئلة كثيرة تترد على بال المريض, والبعض يقع فريسة الأوهام أو يفتيه جاهل بالعلم فيصوم أو يفطر دون الرجوع لأهل العلم, مع العلم أن ديننا العظيم لم يترك أي شيء إلا وأشار إلى كيفية معالجته, سواء ذكر ذلك في القرآن الكريم أو السنة النبوية أو من اجتهاد العلماء.
ومن فوائد الصيام الطبية أنه يعالج “أمراض الجهاز الهضمي، بعض أمراض القلب، أمراض الكلى، مرض السكر، بعض أمراض الصدر”.
وهل هناك دراسة أجريت على هذه الأمراض؟
نعم هناك دراسة علمية حديثة في مجلة (B.M.J) البريطانية وقد نشرت في عدد من المجلات الطبية العالمية, عن الصيام ومرضى السكري, وأخرى عن تأثير الصيام على الوليد, والثالثة حول تأثير الصيام على مرضى الفشل الكلوي.
- ذكرت في حديثك بعض الأمراض ومنها أمراض الجهاز الهضمي فكيف تنصحنا للوقاية من هذه المراض ومعالجتها في شهر رمضان؟
- نعم من المفترض أن تكون أمراض الجهاز الهضمي في رمضان في إجازة, ولكن المؤسف حقا أن أغلب الناس يكثرون أو يخلطون بعض الأطعمة خاصة عند الإفطار, فيكون من عندهم أمراض الجهاز الهضمي هم أكثر ضررا.
ولكن أنصح كل صائم أن يبدأ عند الإفطار بكوب من التلبينة بعد أكل التمر, وأيضا يضع قليلا من القسط الهندي والقسط البحري في الطعام أثناء تحضيره, وكذلك نضع (خل التمر) على السلطة وهو ملين ومرطب للمعدة.وهذا ليس علاجا لمرضى الجهاز الهضمي فقط, بل هو أيضا وقاية لنا من أمراض الجهاز الهضمي.
وبماذا تنصح لمرضى القلب في رمضان؟
- نعم أمراض القلب كثيرة ولكن نذكر المنتشر منها وهو (ارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين وجلطة القلب).
- وللوقاية من هذه الأمراض وعلاجها وخصوصا في رمضان لأن أوقات وجباتنا تكون منظمة أنصحكم بالآتي:
- (الدوم) نضع قليلا منه في الأكل وهو مفيد لضغط الدم.
- (الثوم) نكثر منه في طبخنا لأنه بصفة عامة مفيد للقلب.
- (الزنجبيل) يوضع مع الأكل أو يشرب مثل الشاي وهو مفيد للشرايين.
- (لسان الثور) يغلى ويصفى ويشرب وهو مفرح للقلب.
- (خل الثوم) يوضع مع السلطة وهو مقو للقلب.
- (خل الزنجبيل) يوضع مع السلطة وهو مفيد لشرايين القلب.
- (بذرة الكتان) توضع مع الأكل أو تشرب في كوب ماء حار ونعالج الكوليسترول.
- (خل بذرة الكتان) يوضع مع السلطة ويعالج الكوليسترول.
هل الصيام يجدد الشباب ويزيد حيوية وعمل الخلايا؟
نعم شهر رمضان فرصة حقيقية لتجديد الشباب وزيادة حيوية وعمل الخلايا وذلك لأن الصوم يؤدي إلى تأثيرين مهمين وهما:
- أثناء استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فترة الصيام، فإن من بين هذه المواد المتراكمة الدهون المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية، فيؤدي ذلك إلى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج، وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم، وبالتالي تزداد حيوية وعمل الخلايا، لذلك نرى أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين وتتأخر عنده علامات الشيخوخة.
- انتهاء وتحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشطة يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم المختلفة لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه.
وماذا تنصحنا لمرضى الكلى؟
نعم مرضى الكلى لهم بإذن الله بعض الأشياء المفيدة مع الصيام, فعند الإفطار أو السحور يوضع مع الأكل قليل من (بذور البقدونس) أو “بذور خلة” وهي مفيدة للكلى ولحصو الكلى.
- وكذلك نستخدم (خل بذور الرجلة) ويوضع مع السلطة وهو أيضا مفيد لحصو الكلى.
- وكذلك نأخذ (حلف بر) ونغليه ثم يصفى ويشرب وهو مدر للبول.
- مع الإكثار من الشعير سواء في الأكل أو كشراب.
وماذا عن مريض السكر في رمضان وهل هناك دراسات حول صيام مرضى السكر؟
- نعم مريض السكر مثل غيره يحتاج إلى الوقاية قبل العلاج, ومن أهم الأشياء الوقائية أن يبتعد عن الطحين ومشتقاته وعن النشويات مثل (الرز).
- ويكثر في وجبة الإفطار من الكركم والقسط الهندي والقسط البحري.
وتشير الدراسات الحالية إلى أنه لم تحدث أية مشاكل هامة عند صيام مرضى السكري من النوع الثاني (الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم)، أما المرضى الذين يتناولون الأنسولين فلا ينصحون عادة بالصيام.
وما تأثير الرياضة على مرضى السكر في رمضان؟
نعم لقد أظهرت دراسة نشرت في شهر ديسمبر 1997، وأجريت على 38 مريضا مصابا بالسكري غير المعتمد على الإنسولين ( أي المرضى الذين يعالجون بالحبوب الخافضة لسكر الدم ). ولقد قسم المرضى إلى مجموعتين، فأما الأولى – وشملت 18 مريضا – فقد اختارت القيام بتمارين رياضية خفيفة إلى معتدلة يوميا. وأما المجموعة الثانية فاختارت عدم إجراء أي تمرين رياضي في رمضان.
وبعد ثلاثة أسابيع من الصيام، تبين حدوث انخفاض وضبط أفضل لمستوى السكر عند الذين كانوا يمارسون النشاط الرياضي منه في المجموعة الثانية. وقد انخفض مستوى الدهون الثلاثية بشكل ملحوظ في المجموعة الأولى أيضا.
واستنتج الباحثون أنه لا مانع من ممارسة نوع من الرياضة البدنية الخفيفة في رمضان عند المرضى السكريين الذي يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم، ويحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات، كما أن قدوم رمضان في فصل الصيف قد يعطي نتائج مختلفة.
بما أننا نتحدث عن فوائد رمضان والصحة وبالأخص الصيام فحدثنا عن فوائد الصيام ؟
نعم إن شهر رمضان الكريم بما يحمل من رسالة عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل هو مناسبة قيمة للتخلي عن العادات السيئة, فهو بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، وهو فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والجمود لمن أراد ذلك.
- كما يُعَدّ شهر رمضان اختبارًا عمليًّا يتعلم المسلم كيف يهذب من سلوكياته وأفكاره، ويعيد النظر في بعض عاداته وتقاليده، وكذلك تقوية الإرادة الذاتية، وحسن المراقبة لله في كل الأعمال.
- والتدخين من الأمور التي لا يُقِرّها الدين، فضلاً عن العقل السليم، والتدخين فيه من الأضرار ما لا يُعَدّ ولا يحصى على الصحة، والنفس، والمال.
- وأكدت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئة، وتليف الكبد، وأمراض الشريان التاجي، الذبحة الصدرية، سرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة.
- وتذكر الإحصائيات أعدادًا بالملايين في العالم يفتك بها التدخين سنويًّا، وتتراوح أعمارهم بين 34 – 65 عامًا.
- ولم يسلم من التدخين حتى الأجنة في بطون أمهاتها!
- ولذلك يجب علينا أن نشكر الله أن أنعم علينا بالصيام فهو كما ذكرت له فوائد كثيرة, ولكن الآن أتحدث عن فائدته للإقلاع عن التدخين.
- فالصيام بحد ذاته يعتبر تدريبا للإقلاع عن التدخين, فكيف إذا كانت هناك رغبة من الشخص للإقلاع عنه, وكذلك يجب على الشخص المدخن أن يتذكر الأمراض التي قد تصيبه إذا أستمر في التدخين, ويكثر من ذكر الله عز وجل.
- فالوقت ما بعد الإفطار إلى الإمساك ليس بالطويل فلو عود نفسه بترك التدخين في الشهر فقط, ويكثر من شرب ورق الجوافة والتليو والزعتر البري ليقوم بعملية التنظيف للصدر والبلعلوم.
- وبعد انتهاء شهر رمضان سيجد نفسه مقلعا عن التدخين بإذن الله.
وبما أننا نتحدث عن شهر رمضان وهو شهر الصلاة والعبادات فما هي نصيحتك لمن عنده آلام بالمفاصل؟
نعم كثير من الناس يهملون في صحتهم ولا يهتمون بها إلا عند إحساسهم بالتعب أو المرض, فكما قلت الوقاية هي الأفضل.
وأما لعلاج المفاصل أفضل شيء هو زيت الخردل ويستخدم كدهان للجسم كله وبالأخص المفاصل, وهو مفيد لكل الأعمار وللرجال والنساء, وكذلك ليس للصلاة فقط بل يستخدمه الرياضيون والعمال وفي كل الأوقات, والأفضل أن نستخدمه حتى وإن كنا لا نشكي من شيء، للوقاية فقط.
هل يجني كل صائم فوائد الصوم الصحية؟
- للأسف الشديد، فكما أن بعض الصائمين يحرم من الأجر كما أخبر بذلك المصطفى، صلى الله عليه وسلم:” رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش”.
- وهم الصائمون الذين لا يصومون عن الغيبة والنميمة وإثارة الفتن واللعن وغش الناس وغيرها من حدود الله عز وجل.
فان هناك أيضا من الصائمين من يحرم من فوائد شهر رمضان الصحية وهم الذين يسرفون في الأكل أثناء ليل رمضان أو الذين لا يتحركون أثناء نهار رمضان ويقضي كل نهاره في النوم، وهؤلاء يحرمون من فوائد الصوم الصحية لأن جسم الإنسان أثناء النوم لا يحتاج إلى طاقة كبيرة وبالتالي ليس بحاجة أن يحرق المواد الغذائية المخزنة فيه.
وبالتالي يخسر هذا الشخص أهم فائدة يعتمد على أساسها الفوائد الأخرى وهى حرق وإذابة المواد السكرية و الدهنية و البروتينية المخزنة في الجسم.