تنشيط وتقوية ذاكرة أطفالنا تكتسب أهمية فائقة إذ بها ترتفع معدلات تثبيت المعلومات الحياتية المكتسبة خلال سنوات أعمارهم، كما أنها تجعلهم أكثر فهماً وإدراكاً للمعلومات التي يتلقونها طوال أعوامهم الدراسية، كيفية نمو وتطور الذاكرة توضحها الدكتورة مها السيد ـ أستاذ العلوم التربوية ـ مؤكدة أن ذاكرة الطفل في سن السادسة تكون آلية، بحيث يتقيد الطفل بحرفية الكلمات دون الاعتماد على فهم المعنى، فيما تتطور ذاكرته بتقدمه في السن فتعتمد على الفهم، أي تتحول إلى ذاكرة عقلية متقيدة بالفكرة والمعنى، وهو ما يعني ارتفاع مادة التذكر ونضج الطفل عقلياً واداركه العلاقة بين عناصر الخبرة وتنظيمها وفهمها.
تنشيط الذاكرة
خبرات الحواس
وتضيف د. مها أن الطفل يتذكر الخبرات التي يكتسبها بصورة شخصية ومحسوسة، وتقول» لو عرضنا أمام الطفل أشياء وصوراً مشخصة وكلمات مجردة وطلبنا منه بعد عرضها مباشرة أن يتذكر ما حفظه منها لوجدناه يذكر الأشياء والصور والأسماء المشخصة أكثر من تذكره للأعداد والكلمات المجردة، ولهذا يستطيع طفل الابتدائية ـ خصوصاً في السنوات الأربع الأولى ـ الاحتفاظ بالخبرات التي اكتسبها عن طريق الحواس، كما أن نمو التفكير والقدرة على الإدراك للعلاقات والفهم يُنمي لديه إمكانية تذكر الكلام، مما يرفع مردود الذاكرة وقدرتها على التذكر.
عوامل مساعدة
وتتحسن قدرة التذكر والحفظ في نشاط الطفل المدرسي من خلال عدة عوامل منها :
- التنظيم والربط : إذ يساعد التنظيم والربط بين أجزاء المادة الدراسية وعناصرها في جعلها وحدة متماسكة يسُهل تذكرها وحفظها والربط بينها وبين الخبرات السابقة المكتسبة.
- دمج الحواس : حيث تساهم حاستا السمع والبصر بصورة كبيرة في فهم المادة الدراسية، ولذلك تمثل الوسائل الحسية لطلاب الابتدائية أهمية استثنائية في الفهم وتعميق الإدراك، لا سيما إذا كانت مُلفتة وتشد تركيزهم إليها.
- وقت أقل : كلما كان الزمن بين تخزين الأطفال للمعلومات وبين تذكرها محدوداً كان التذكر أقوى، لأن الطفل ـ عادة ـ ينسى المعلومات القديمة باستثناء تلك التي تتسم بشحنة انفعالية قوية، ومع ذلك يمكن استخدام المعلومات القوية في مواقف متكررة ما يضمن بقاءها طويلاً في ذاكرته.
- الذكاء : وهو عامل مهم، فالطفل الذكي أقدر على فهم المعنى وإدراكه، وكذا أكثر إمكانية للتمييز والربط بين المعلومات القديمة والجديدة.
تقوية الذاكرة
أغذية لتقوية ذاكرة طفلك
هناك مجموعة من الأطعمة والعناصر الغذائية التي تساعد على تقوية ذاكرة الأطفال، خصوصاً أولئك الذين ساهمت بعض الأسباب في ضعف ذاكرتهم، ومن تلك الأطعمة :
التونة والسالمون
ويجب تناول هذه النوعية من الأسماك من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، نظراً لاحتوائها على «أوميجا3» التي تمتص الدهون المترسبة في الأوعية المغذية للمخ، وبالتالي تنشط ذاكرة الأطفال.
المكسرات
وتساعد على التخلص من المواد المؤكسدة الضارة بخلايا المخ، كما تُعطي شعوراً بالامتلاء والشبع، ولكن من المهم تناول المكسرات باعتدال، ومن أهمها فائدة: اللوز«الفستق».
فيتامينات لتقوية الذاكرة للاطفال
الفواكه والخضروات واللبن
فبالإضافة إلى احتوائها على فيتامينات «أ، ج، ب» المهمة للجسم، فإنها تساعد في التخلص من المواد المؤكسدة الضارة بخلايا المخ، ومن أشهر الفواكه المفيدة لأطفالنا: التوت والفراولة والبرقوق، كما تعد السبانخ والفلفل الأحمر والبصل الأخضر والثوم والبروكلي أهم الخضروات المساعدة في تقوية ذاكرة الصغار وتنشيطها.
إضافة لكل ذلك فإن اللبن مادة أساسية لتقوية عظام الأطفال وإنشاط ذاكرتهم وإكسابهم مناعة وقوة.
قلة نوم الأطفال تصيبهم بالبدانة
أكد باحثون من كلية جون بكنز بلومبرج الأمريكية للصحة الغذائية أن الأطفال الذين لا يحصلون على نوم كافٍ معرضون للإصابة بالسمنة أكثر من غيرهم ممن ينامون ساعات كافية، وخلصت دراستهم حول العلاقة بين النوم والسمنة لدى الأطفال إلى نتائج مهمة، حيث أشارت إلى أن كل ساعة نوم إضافية تُخفض من خطر إصابة الطفل بزيادة الوزن أو البدانة بمعدل 9%، وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين ينامون فترة أقل معرضون بنسبة 92% للإصابة بالبدانة مقارنة بمن ينامون جيداً.
من جهته قال «يوفاوانج» ـ أحد المشاركين في الدراسة ـ: «تُظهر تحليلاتنا للبيانات علاقة واضحة بين مدة النوم واحتمال الإصابة بزيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال، وقد انخفض خطر الإصابة بالسمنة مع زيادة فترة النوم لديهم»، لافتاً إلى أن النوم الصحي طريقة قليلة الكلفة ومهمة للحيلولة دون إصابة الأطفال بالسمنة.