تحظى صحة الإنسان باهتمام التربويين وغيرهم من المختصين في الطب الاقتصادي والغذاء، وإذا كان كل منهم ينظر إلى الصحة من زاوية اختصاصه، فإنهم يجمعون الرأي على أن صحة الإنسان هي كلٌّ لا يتجزأ، وأن الأبدان تتأثر بما يدخل إليها من هواء تتنفسه وماء تشربه وغذاء تأكله، ويتحدد سلوك الإنسان في السنوات الأولى من العمر أي سنوات التعلم المدرسي، وما يكسبه الطالب من سلوك يجعله قادرًا على أن يحقق قدرًا أكبر من التوازن الحياتي.
ويمثل الغذاء مصدر الطاقة للإنسان، وإذا كان الإنسان قد عرف وأدرك أهمية الغذاء في الوقاية من الأمراض وعلاجها منذ زمن بعيد فقد آن أن يدرك وبوعي أن الغذاء يمثل سلاحًا ذا حدين، ونقصه يمثل معضلة، وزيادته تسبب مشاكل صحية عديدة.
التغذية الصحية لطلاب المدارس
ومن هنا تبرز أهمية التربية في تعليم الناس وخصوصًا الطلبة في سن المدرسة كيف يتعاملون مع الغذاء، وكيف يستفيدون من عناصره بما يحقق لهم قدرًا أكبر من الصحة، واستثمارًا أفضل للموارد الغذائية، من هنا حظيت صحة الطلاب وتغذيتهم بالاهتمام الكبير على مستوى وزارة المعارف ممثلة في الإدارة العامة للصحة المدرسية، حيث قامت بمبادرات تهدف إلى تربية الناشئة على السلوك الصحي وتعليمهم نمط الحياة الصحية والتعامل بشكل صحيح مع الغذاء للاستفادة بالشكل الأمثل من محتوياته.
التغذية السليمة لطلاب المدارس
لهذا فقد تبنت الإدارة العامة للصحة المدرسية برنامج التربية الغذائية «غذاؤك حياتك» والذي يهدف إلى زيادة الوعي الغذائي في المجتمع المدرسي، ويستهدف الطلاب في السنة الخامسة الابتدائية. ويعتمد على استغلال دروس النشاط لتدريب الطلاب على التغذية السليمة بطرق تربوية محببة للطلاب، وبواقع خمس حصص دراسية على مدار فصل دراسي واحد. وقد طبق البرنامج في جميع مدارس المملكة الابتدائية، وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج 200.383 طالبًا بعد مرور 3 سنوات على تطبيقه.
كذلك حرصت الإدارة العامة للصحة المدرسية على مراقبة مقاصف المدارس وضبطها بضوابط عدة واشتراطات من جميع النواحي سواء تشغيل المقصف أو المواد الغذائية الموجودة، مانعة المواد الغذائية الضارة كمنع المشروبات الغازية، ومؤكدة على المواد الغذائية النافعة مثل الحليب.
إن التغذية الصحية للطالب تزيد قدرة الطالب على التفكير والاستيعاب وتصبح القدرات الذهنية أكبر للتحصيل المدرسي ومتابعة الأنشطة المدرسية، كما أن تكوين العادات الصحية عند أبنائنا هدف كبير نسعى إلى تحقيقه.