تشبيه النبي الله عليه وسلم- نفسه بالنذير العريان دليل

تشبيه النبي الله عليه وسلم- نفسه بالنذير العريان دليل

تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنذير العريان دليل على شفقته الكبيرة على أمته وحرصه الشديد على تحذيرهم من الخطر العظيم. النبي شبّه نفسه برجل خلع ثوبه وصرخ لينذر قومه بجيش عدو قادم، فبعضهم استجاب ونجا، وبعضهم كذّبه وهلك، وهذا يبرز حرصه وأمانته في تبليغ الرسالة رغم الصعاب.

تشبيه النبي الله عليه وسلم- نفسه بالنذير العريان دليل

من أبلغ ما ورد في أحاديث النبي محمد ﷺ تشبيهه لنفسه بـ “النذير العريان”، في إشارة قوية إلى صدق البلاغ، وسرعة التحذير، ووضوح الرسالة. وقد ورد هذا التشبيه في حديثه الشريف حين قال:
“إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال: يا قوم، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهل فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فصبّحهم الجيش، فأهلكهم واجتاحهم” (رواه البخاري).

معنى “النذير العريان”:

الـ”نذير العريان” هو تعبير مأخوذ من عادة العرب في الجاهلية، حيث كان إذا رأى أحدهم خطرًا داهمًا (كالعدو)، خلع ثوبه وركض محذرًا قومه بأسرع ما يمكن، ليجذب انتباههم وينذرهم بوضوح دون تأخير. أي أن الإنذار  يتم بأقصى درجات السرعة والصدق والوضوح.

الاجابة : دليل على شفقته الكبيرة على أمته.

دلالات التشبيه:

1. الحرص الشديد على التحذير: كما أن النذير العريان لا ينتظر لحظة ليرتدي ثوبًا، فكذلك النبي ﷺ لم يؤخر تبليغ رسالته.
2. الوضوح التام في الدعوة: التشبيه يدل على أن دعوته كانت واضحة لا لبس فيها.
3. الرحمة بالأمة: فهو كالمنذر الذي يخشى على قومه من الهلاك، فبلغ الرسالة وأنذرهم من عذاب الله.
4. استجابة الناس تختلف: فكما في القصة، استجاب بعض القوم فنجوا، وتجاهل البعض الآخر فهلكوا، وكذلك كانت استجابة الناس لدعوة النبي ﷺ.

تشبيه النبي ﷺ نفسه بالنذير العريان تشبيه بلاغي عميق، يجمع بين الصدق، والإخلاص، والإلحاح في النصح، ليؤكد للعالم أن رسالته إنذار من الله لعباده، ودعوة للنجاة قبل فوات الأوان.