الخليفة الذي أمر الجيوش بالعودة بعد محاصرة القسطنطينية لتطبيق سياسته بنشر الإسلام في المناطق المفتوحة هو الخليفة عمر بن عبد العزيز.
عُرف الخليفة عمر بن عبدالعزيز، خامس الخلفاء الراشدين عند بعض المؤرخين، بأنه من أعدل وأحكم خلفاء بني أمية، وقد اتّبع سياسة مختلفة عمّن سبقوه، لا سيما في ما يتعلق بالجهاد ونشر الإسلام.
الاجابة : عمر بن عبد العزيز.
موقفه من حصار القسطنطينية:
خلال فترة خلافته، كانت الجيوش الإسلامية تحاصر القسطنطينية، عاصمة الدولة البيزنطية، في محاولة لفتحها، كما كان من أهداف الخلفاء السابقين. ولكن عمر بن عبدالعزيز، بخلاف ذلك، أمر الجيوش بالعودة، وفضّل عدم مواصلة الحصار.
السبب وراء قراره:
لم يكن هذا القرار ضعفًا أو تراجعًا، بل كان نابعًا من رؤية استراتيجية ودعوية، حيث اعتبر عمر بن عبدالعزيز أن الفتح الحقيقي لا يكون فقط بالقوة والسلاح، بل بـ:
- ترسيخ الإسلام في قلوب من دخلوا فيه حديثًا.
- تعليم الناس أحكام الدين وتثبيت دعائم العقيدة.
- الاهتمام بعدالة الولاة وإنصاف الناس في الأراضي المفتوحة.
- نشر العلم والفقه وتكليف العلماء بذلك في الأمصار.
سياسته في نشر الإسلام:
اتبعت خلافته نهجًا سلميًا في نشر الإسلام، وارتكزت على:
- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
- منع الإكراه في الدين.
- تخفيف الجزية عمّن دخلوا في الإسلام بصدق.
- إرسال الدعاة والمعلمين بدلًا من الجيوش.
أثر هذه السياسة:
- ازدياد أعداد الداخلين في الإسلام طوعًا.
- تحسّن علاقة الدولة الإسلامية بالشعوب المفتوحة.
- انتشار العلم والعدل في أرجاء الخلافة.
- تعزيز صورة الإسلام كدين عدل ورحمة.
عمر بن عبدالعزيز لم يكن فقط قائدًا سياسيًا، بل كان مُصلحًا وفقيهًا حكيمًا، اختار أن يُثبّت الإسلام في النفوس قبل أن يفتح المدن. قراره بإرجاع الجيوش من حصار القسطنطينية يعكس رؤية حضارية عميقة تنظر إلى الدعوة على أنها أهم من السيطرة، وإلى القلوب على أنها أولى بالفتح من الحصون.
