تتكوّن الصخور الرسوبية من تراكم رسوبيات مثل الرمل والطين والحصى وبقايا المخلوقات الحية. ولكن هذه الرسوبيات لا تتحول إلى صخر رسوبي مباشرة؛ بل تمرّ بسلسلة من العمليات الجيولوجية التي تغيّر شكلها وخواصها عبر الزمن. ويمكن التمييز بين العمليات التي تُنتج الرسوبيات والعمليات التي تحوّل الرسوبيات إلى صخر رسوبي.
أولًا: العمليات التي تُنتج الرسوبيات
هناك عمليتان أساسيتان تؤديان إلى تكوّن الرسوبيات، وهما:
التجوية (Weathering)
وهي عملية تفتيت الصخور الأصلية إلى قطع صغيرة بسبب عوامل مثل الرياح والماء ودرجات الحرارة.
التجوية تنتج المواد الأولية التي تتحول لاحقًا إلى رسوبيات.
التعرية (Erosion)
وهي عملية نقل هذه الرسوبيات من مكانها الأصلي إلى أماكن أخرى بواسطة الماء أو الرياح أو الجليد.
هاتان العمليتان لا تحولان الرسوبيات إلى صخور، بل هما فقط تجهّزان المواد الرسوبية.
ثانيًا: العمليات التي تحوّل الرسوبيات إلى صخر رسوبي
بعد تراكم الرسوبيات في البحار والأنهار والسهول، تبدأ عمليات مهمة تُسمّى التحجر (Lithification)، وتشمل خطوتين رئيستين:
التراص (Compaction)
تتكدس الرسوبيات فوق بعضها مع مرور الزمن، ويضغط وزن الطبقات العليا على الطبقات السفلى، فيُطرد الماء والهواء من الفراغات بينها، فتزداد كثافتها وتقارب حبيباتها.
التماسك (Cementation)
تترسب مواد معدنية مثل الكالسيت أو السيليكا بين الحبيبات، فتعمل كـ”مادة لاصقة” تربط الرسوبيات معًا وتحوّلها إلى صخر صلب.
هاتان العمليتان هما الأساس في تحويل الرسوبيات إلى صخور رسوبية.
عمليات ليست من مراحل تكوين الصخور الرسوبية
الانصهار (Melting):
الانصهار يؤدي إلى تكوّن صخور نارية وليس رسوبية، لذلك لا يدخل ضمن العمليات التي تحوّل الرسوبيات إلى صخر رسوبي.
التجوية والتعرية: تكوّن الرسوبيات.
التراص والتماسك: تحوّل الرسوبيات إلى صخر رسوبي.
الانصهار: لا علاقة له بالصخور الرسوبية.
وبذلك يتضح أن العمليتين اللتين تغيّران الرسوبيات إلى صخر رسوبي هما: التراص والتماسك
