في مشهد ثقافي يعكس عمق التاريخ العربي، يبرز مهرجان سوق عكاظ كأحد أهم الفعاليات السعودية التي تجمع بين الأصالة والتراث، ويحمل اسم واحد من أشهر وأكبر الأسواق العربية قبل الإسلام. يعد هذا السوق رمزًا للتراث الأدبي والتجاري والاجتماعي للعرب، وقد استطاعت المملكة العربية السعودية إحياؤه بشكل عصري يجمع بين الموروث القديم والفعاليات الحديثة.
جذور تاريخية تعود لآلاف السنين
كان سوق عكاظ من أبرز الأسواق الثلاثة الكبرى في الجزيرة العربية إلى جانب سوقي مجنة وذي المجاز، وكانت تقصده القبائل العربية للتجارة وعقد الاتفاقات السياسية، إضافة إلى كونه ملتقى للشعراء والخطباء الذين يتبارون في عرض أجود القصائد والخطب. وقد لعب السوق دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الأدبية العربية قبل الإسلام.
إحياء التراث في ثوب حديث
تعمل المملكة اليوم على إحياء مهرجان سوق عكاظ ضمن فعاليات “موسم الطائف”، حيث تم تحويل المكان التاريخي إلى مساحة متكاملة تقدم عروضًا فنية وثقافية، ومسابقات شعرية، وورشًا تعليمية، وفعاليات تعزز تجربة الزائر. كما يتم تنظيم عروض تحاكي الحياة القديمة في السوق، مما يمنح الزائر فرصة للعودة بالزمن وملامسة تفاصيل التاريخ بشكل حي ومباشر.
ملتقى يجمع الماضي بالحاضر
يجذب المهرجان عشرات الآلاف من الزوار سنويًا، بفضل المزج المتقن بين التراث والاحتفال المعاصر. فهو لا يقتصر على جوانب الماضي فحسب، بل يضم أيضًا فعاليات ترفيهية وثقافية تواكب رؤية المملكة 2030 في دعم السياحة وتنويع الاقتصاد.
أهمية سوق عكاظ اليوم
يشكّل مهرجان سوق عكاظ منصةً لتعزيز الهوية الوطنية وإحياء التراث العربي العريق، كما يسهم في دعم السياحة الداخلية والخارجية. ومع تنوع فعالياته، أصبح السوق نقطة جذب رئيسية لعشاق التاريخ والثقافة والفنون.
المهرجان السعودي الذي سُمّي على اسم أحد أكبر الأسواق قبل الإسلام هو مهرجان سوق عكاظ، الذي يجسد روح التراث العربي ويعيد إحياء التاريخ بأسلوب يليق بالحاضر.
