اخر علامة من علامات الساعة الكبرى

اخر علامة من علامات الساعة الكبرى

تُعدّ علامات الساعة الكبرى من أكثر الموضوعات التي تستوقف المسلمين، لما تحمله من رهبةٍ وتذكيرٍ بقرب الحساب ونهاية الدنيا. ومن بين هذه العلامات العِظام، تأتي آخر علامة من علامات الساعة الكبرى كما ورد في الأحاديث النبوية الصحيحة، وهي خروج نارٍ من أرض اليمن (من قعر عدن) تسوق الناس إلى أرض المحشر.

اخر علامة من علامات الساعة الكبرى

نارٌ من قعر عدن
ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي ﷺ قال:

«وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ».
وفي روايات أخرى:

«تخرج نار من قعر عدن، تسوق الناس إلى محشرهم، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا».
وهذا النص يوضح أن هذه النار ليست مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل آية كبرى من آيات الله في آخر الزمان، تُجبر الناس على الارتحال حتى يُحشروا في المكان الذي أراده الله للحساب.

كيف تسوق النار الناس؟
بيّن العلماء أن هذه النار تسوق الناس سوقًا حقيقيًا؛ فمن تأخر أُحرق، ومن تقدّم نجا، فهي تتحرك معهم، وتقف إذا توقفوا، وتسير إذا ساروا. ولا تميّز بين غني وفقير، أو قوي وضعيف، فالكل سواء أمام هذا المشهد العظيم، في دلالة واضحة على نهاية التكليف وبداية مرحلة الحساب.

لماذا تُعد آخر العلامات؟

تأتي هذه النار بعد اكتمال بقية العلامات الكبرى، مثل خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وظهور يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها. وبعد طلوع الشمس من مغربها يُغلق باب التوبة، فلا يبقى للناس إلا انتظار النهاية، فتكون هذه النار الخاتمة التي تجمع الخلائق ليوم الفصل.

دلالات إيمانية عميقة
تحمل هذه العلامة رسائل إيمانية بالغة، أبرزها:

التذكير بزوال الدنيا مهما طالت.
التأكيد على أن النجاة ليست بالقوة ولا بالجاه، بل بالإيمان والعمل الصالح.
الحث على المسارعة بالتوبة قبل فوات الأوان، إذ إن زمن القبول محدود.

تبقى نار قعر عدن آخر مشهد من مشاهد الدنيا، وبدايتها الفعلية لنهاية العالم كما نعرفه. إنها علامة تختم صفحة الحياة، وتفتح باب الآخرة على مصراعيه، حيث يقف الجميع بين يدي الله للحساب. وفي استحضار هذه الحقيقة، دعوة صريحة لمراجعة النفس، والعودة الصادقة إلى الله قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.