يعرف عرق النسا بأنه ألم شديد في القدم يمتد على طول العصب الوركي، وعادة ما يصيب أحد الساقين، لذا في هذا المقال ستتعرف على هذا المرض وكل ما يتعلق به من أعراض وأسباب وطرق العلاج.
ما هو عرق النسا؟
عادة ما يصاب الإنسان بعرق النسا بسبب ضغط النتوءات العظمية على العمود الفقري، أو ضيق القناة الشوكية على الأعصاب مما يتسبب في التهاب بالعصب ينتج عنه ألام شديدة في إحدى الساقين، وفي بعض الحالات يحدث عرق النسا نتيجة لضعف الساق أو تغيرات المثانة أو الأمعاء، وعادة لا يتطلب الأمر أي تدخل جراحي بل يتم علاجه بسهولة عن طريق الأدوية أو الأعشاب، ويستغرق العلاج مدة قصيرة، فقد يتم التخلص من هذه المشكلة في أسابيع معدودة.
لماذا “عرق النسا”؟
أول من أطلق على هذا المرض اسم “عرق النسا” هم العرض, إذ وجدوا أن آلامه شديدة للدرجة التي ينسى معها المريض الدنيا وكل ما فيها حتى النساء.
أعراض عرق النسا:
بالرغم من اعتقاد بعض الأشخاص بأن أعراض عرق النسا في الرجل اليسرى تختلف عن أعراض عرق النسا في الرجل اليمنى، ألا أن أعراض عرق النسا واحدة في كلتا القدمين، وتشمل هذه الأعراض الآتي:
-ألم شديد يمتد من الجانب الخلفي للقدم، وحتى أسفل العمود الفقري.
-ألم يزداد عند الجلوس لوقت طويل، ويزداد مع الكحة في إحدى الجانبين.
-الشعور بمرور تيار كهربائي بالقدم.
-شعور بالخدر في القدم المصابة بعرق النسا مصحوب بضعف عضلي شديد.
-الإحساس بالخدر في جزء من القدم، مصحوب بألم في الجزء الآخر.
مضاعافات عرق النسا:
في بعض الحالات النادرة قد ينتج عن عرق النسا فقدان وظيفة الأمعاء أو المثانة، وقد يتسبب في تلف أعصاب مما ينتج عنه عدم الشعور بالقدم وضعف الساق، ولكن هذه الحالات نادرة جدًا، فأغلب حالات عرق النسا يتم علاجهم بسهولة، كما أن البعض قد يشفى تمامًا وحده دون الحاجة إلى تدخل طبي.
متى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟
يجب التوجه إلى الطبيب في حالة ما إذا دام الألم لوقت طويل، وبدأ يزداد حدة، كذلك في حالة الشعور بألم مفاجئ أسفل الظهر مصحوب بخدر في العضلات، إذ أن هذا الخدر يدل على التهاب الأعصاب، كما يجب زيارة الطبيب عند التعرض لحادثة تسببت في هذا الألم مثل حوادث السير، أو تصادم السيارات، وأيضًا عندما يصل الأمر إلى عدم التحكم بالأمعاء أو المثانة، الناتج عن اضطرابات المعدة.
ما هي أسباب الإصابة بعرق النسا؟
تعددت أسباب العرق النسا، ولعل أشهر هذه الأسباب هي الآتي:
1-التقدم بالعمر:
يُعد تقدم العمر من عوامل الإصابة بعرق النسا، ويرجع ذلك إلى ظهور بعض التغيرات في العمود الفقري كالأقراص المنفتحة، والنتوءات العظمية.
2-الأعمال:
بعض الأعمال تتسبب في الإصابة بعرق النسا، وتشمل هذه المهن أي عمل يتطلب حمل الأثقال، أو القيادة لفترة طويلة، أو لف الظهر، أو الجلوس كثيرًا.
3-الجلوس طويلًا:
تزيد قلة الحركة والخمول من خطر الإصابة بعرق النسا على عكس النشاط والحركة التي تحد من ظهور هذه المشكلة.
4-الإصابة بمرض السكري:
يتسبب مرض السكري في ألم شديد بالقدم بسبب تلف الأعصاب الذي ينتج عنه عرق النسا.
5-الوزن الزائد:
تتسبب زيادة الوزن في الإصابة بعرق النسا بسبب الضغط المستمر على العمود الفقري مما يتسبب في بعض التغيرات بالعظام.
علاج عرق النسا:
يوجد العديد من طرق العلاج لعرق النسا، ويختلف العلاج من حالة لآخرى على النحو التالي:
1-الأدوية:
يوجد مجموعة من الأدوية التي تساهم في علاج عرق النسا في حالة عدم تحسن الألم، ومن ضمن هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، وأدوية الصرع، ومرخيات العضلات، ومضادات الالتهاب.
2-العلاج الطبيعي:
قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الطبيعي وذلك عن طريق تقوية العضلات الداعمة له، والقيام ببعض التمارين التي تساعد على استرخاء العضلات ومرونة الظهر.
3-تمارين عرق النسا:
يوجد مجموعة من التمارين التي تساعد في علاج عرق النسا، وتعرف باسم تمارين الإطالة، وتعمل هذه التمارين على تخفيف الضغط على جذور العصب، ويتم ممارستها عن يوميًا لمدة ثلاثون ثانية مع تجنب الاهتزاز أو الالتفاف أثناء التمرين.
4-الجراحة:
الجراحة هي الخيار الأخير في علاج عرق النسا، حيث يتم اللجوء إليه عندما تفشل جميع الوسائل الأخرى، وتتم عن طريق إزالة النتوء العظمي الذي يضغط على العصب، وقد يلجأ إليه الأطباء في حالة عدم التحكم بالمثانة أو ضغط الجذر على الأعصاب بشكل كبير.
5-حقن الستيرويد:
عادة ما يوصي الأطباء باستخدام حقن الستيرويد في المنطقة المحيطة بالجذر العصبي المصاب حيث تعمل على تثبيط الالتهاب المحيط بالعصب المتهيج، وتخفف من حدة الألم، وتكمن خطورة الحقن في أن مفعوله مؤقت حيث تدوم لأشهر معدودة فقط، لذا عادة لا يفضلها الأطباء.
6-العلاج بالمنزل:
قد يحتاج البعض للقيام ببعض الأمور المنزلية البسيطة التي تساعد بشكل فعال في التخلص من الألم، والحد من مشكلة عرق النسا، ولعل أفضل هذه الطرق هي الآتي:
-الكمادات الباردة: تساعد الكمادات الباردة بشكل فعال في تخفيف الألم ويتم عملها باستخدام الثلج، حيث يتم لفه داخل منشفة، وتترك على مكان الألم لمدة عشرون دقيقة، مما يعمل على تسكينه.
-الكمادات الساخنة: تعمل الكمادات الساخنة أيضًا على تخفيف الألم وذلك باستخدام وسائد التدفئة (القربة) ووضعها على منطقة الألم لبعض الوقت.
7-الطب البديل:
يوجد ثلاث أنواع لعلاج عرق النسا بالطب البديل ومن ضمنهم الآتي:
أولًا: علاج عرق النسا بالأعشاب:
يوجد مجموعة من الأعشاب الفعالة في علاج عرق النسا، ومن ضمنها الآتي:
-الكركم: يمكن تناول الكركم مع القرفة واللبن، إذ أنه يحتوي على مركب يحد من ألم الأعصاب.
-لحاء الصفصاف: يعد من الأعشاب الرائعة في تسكين الألم حيث على مجموعات مركبات تعمل كمضاد للالتهابات، ومسكن للألم، مما يساعد على التخلص من ألام عرق النسا.
-بذور الحلبة: يمكن استخدام بذور الحلبة عن طريق عجنها مع اللبن ووضعها على الساق المصابة حيث تعمل على تخفيف الألم، كما تساعد في علاج التهاب المفاصل وآلام النقرس.
ثانيًا: الوخز بالإبر:
يتم استخدام الإبر عن طريق وخز بعض المناطق الدقيقة في الجلد، بهدف تخفيف الألم، أثبتت بعض الدراسات أن الوخز بالإبر يفيد في علاج الألام بينما نفت دراسات أخرى هذه الفرضية، إلا أن البعض يفضلون هذه الطريقة، وبشكل عام إذا كنت تفضل هذا العلاج، احرص على اختيار ممارس مرخص حتى يستطيع القيام بالمهمة بشكل سليم دون أن يعرضك للخطر.
ثالثًا: المعالجة اليدوية:
يجب التنويه إلى أن هذه الطريقة غير مناسبة في علاج الألم المتشعبة، وتعمل على تعديل العمود الفقري بهدف استعادة حركته لتحسين وظائفه والتقليل من الألم، وتعد هذه الطريقة فعالة وأمنة تمامًا في حالات آلام أسفل الظهر.
الوقاية من عرق النسا:
يوجد بعض الأشياء البسيطة التي تساعد بشكل كبير في الوقاية من عرق النسا، ومن ضمن هذه الأشياء الآتي:
-ممارسة بعض التمارين الرياضية: تعمل الرياضة على حمايتك من عرق النسا، وذلك عن طريق تقوية العضلات، والمحافظة على قوة الظهر، لذا عادة ما ينصح بممارسة الرياضة بشكل مستمر.
-الجلوس في وضع سليم: قم باستخدام وسادة صغيرة للحفاظ على منحنى الظهر الطبيعي عند الجلوس، كذلك ينصح بالحفاظ على مستوى الركبتين واختيار مقاعد داعمة للجزء السفلي من الظهر.
وبذلك تكون قد تعرفت على أعراض عرق النسا وعلاجها والوقاية منها، لذا ينصح في حالة ظهور الأعراض السابق ذكرها، التوجه مباشرة إلى الطبيب، فصحتك هي أهم ما تملك.