كثيرًا ما تقلق الأمهات على أطفالها الصفار من أماكن التجمعات خشية إصابتهم بالأمراض خاصةً وأن الأطفال عادةً ما يُعانون من ضعف المناعة، ويُعد مرض الحصبة من أكثر وأشد الأمراض المُعدية شيوعًا بين الأطفال. و للتعرف على أعراض الحصبة وطرق انتشارها وكيف يمكنك وقاية طفلك منها، تابعينا.
ما هو مرض الحصبة ؟
الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يُمكن أن ينقله المُصاب لنحو 90% من المُحيطين به ما داموا غير مُحصّنين ضد المرض. و حسب التقديرات العالمية فإن الحصبة تصيب ما بين 30 إلى 40 مليون شخص و تتسبب في وفاة مليون حالة منهم سنويًا. يبدأ الفيروس المُسبّب للحب و التي قسّمها العُلماء إلى 21 نوع في النمو والتكاثر داخل خلايا الجهاز التنفسي، ثم يبدأ الانتشار لباقي خلايا الجسم الحساسة.
ما هي أعراض مرض الحصبة ؟
يظهر مرض الحصبة في صورة مجموعة من الأعراض خلال 10: 12 يوم من الإصابة بالفيروس هي:
- حمى من متوسطة إلى شديدة إذ تصل درجة حرارة الجسم في كثير الأحيان إلى 40 درجة.
- زكام وسيلان الأنف.
- سعال جاف
- التهاب الحلق والعينين
- حُمرة ودموع العينين
- طفح جلدي أحمر بالجسم يصاحبه حكة ويبدأ من الوجه و الرقبة، بقع بيضاء ذات زُرقة
- على جانبي الخدين من الداخل.
- إحساس عام بالألم والتعب.
كيف تحدث العدوى بمرض الحصبة؟
بما أن الحصبة مرض يبدأ في النمو والانتشار من الجهاز التنفسي، فلا سبيل للإصابة به إلا من خلال الفم و الأنف. و عليه فإن العدوى بمرض الحصبة تنتقل من الشخص المُصاب إلى الشخص السليم عبر الرذاذ المُتطاير من الشخص المُصاب أثناء السعال أو الكلام أو العطس، أو بعد لمس الشخص السليم لفمه و أنفه بعد لمس سطح مُلوّث بالرذاذ الحامل للفيروس خلال ساعتين إلى أربع ساعات من حدوث هذا التلوث. و عادةً ما يحدُث نقل العدوى من الشخص المُصاب إلى السليم خلال 4 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي على المُصاب أو خلال 4 أيام بعد ظهوره.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الحصبة؟
- من لم يحصلوا على اللقاح المُضاد لمرض الحصبة.
- من لم يُصابوا بالمرض من قبل و لم يتم تحصينهم ضده أيضًا
- ضُعاف المناعة الذين لم يتم تحصينهم ضد المرض.
- من يُعانون من سوء التغذية و نقص فيتامين أ وغير مُحصّنين.
- من يعيشون بالمجتمعات النامية التي تفتقر للإعدادات الطبية اللازمة للتحصين ضد الفيروس أو مواجهته.
كيف يتم تشخيص مرض الحصبة طبيًا؟
يتم تشخيص مرض الحصبة من خلال الأعراض و تحديدًا الطفح الجلدي و بُقع الفم، فحص مُختبري لعينة من الدم للتأكد من أن فيروس الحصبة هو المُسبّب لهذا الطفح.
كيف يتم علاج مرض الحصبة؟
الحصبة مرض فيروسي، و بالتالي لا علاج قاطع له، كل ما يُمكن فعله وصف أدوية خافضة للحرارة مع مسكنات للألم حسب حالة و عمر المريض للسيطرة على الحرارة المرتفعة و الآلام، منح المزيد من الماء والسوائل. و تحديدًا عصير الليمون بالعسل للمريض لتخفيف حدة السُعال الجفاف الذي تُسببه الحمى، تنظيف المنطقة حول العينين بماء دافئ، الراحة و عدم التعرض الإضاءة أو دخان السجائر. عادةً ما تختفي أعراض الحصبة خلال أسبوع إلى عشرة أيام. قد يُمنَّح الرُضّع المُصابون بالفيروس لقاح الحصبة خلال ثلاثة أيام من الإصابة لتقوية جهاز المناعة لديهم و حثه على إنتاج أجسام مُضادة. في حين يُمنَّح الحوامل، الأطفال الأكبر سنًا، ضُعاف المناعة عند إصابتهم بالحصبة أجسام مُضادة مُباشرةً في مُحاولة لتخفيف حدة أعراضها.
ما هي مُضاعفات الحصبة؟
مثل أي مرض يُمكن أن ينتج عن الحصبة عدة مُضاعفات منها ما قد يصل إلى حد الوفاة، و هي عادةً أكثر انتشارًا في الدول النامية التي تُعاني نقصاً في إمداداتها الطبية عن الدول الأخرى الأكثر تقدُّمًا. و نذكر من مُضاعفات مرض الحصبة
- التهاب الأذن.
- قيء و إسهال.
- التهابات الجهاز التنفسي بُدءاً من الحلق و حتى القصبات الهوائية و صولًا للرئتين.
- التهاب سحايا المخ وتظهر أعراضه في صورة قيء و تشنجات و تراجع مستويات الوعي و قد يصل الأمر للغيبوبة.
- نقص الصفائح الدموية، و بالتالي زيادة فرص التعرض للنزف.
- الإجهاض و الولادة المبكرة و المواليد صُغار الحجم في حالة إصابة المرأة الحامل بالعدوى.
و في حال بداية ظهور مُضاعفات الحصبة، يتم حجز المريض بالمستشفى و منحه أدوية تحتوي على فيتامين أو مُضادات حيوية لعلاج العدوى البكتيرية المُسبّبة للالتهابات.
كيف تقي نفسك وأطفالك من الإصابة بمرض الحصبة؟
يُمكنك بخطوات بسيطة حماية نفسك و أطفالك و الآخرين من مرض الحصبة من خلال:
- عزل الطفل المُصاب عن إخوته، زملائه بالمدرسة، السيدات الحوامل، كل من هو مشكوك في عدم حصوله على جرعة اللقاح الواقي من الحصبة أو عدم إصابته بها من قبل، فالمرض لا يُصيب الإنسان إلا مرة واحدة في حياته.
- تعقيم اليدين عقب لمس أي سطح مشكوك في تلوثه، و عدم وضع اليدين على الفم أو الأنف قبل ذلك.
- الحصول على جرعتي لقاح MMR و هو تطعيم ثُلاثي يتم منحه للأطفال حديثي الولادة لمواجهة الحصبة، الحصبة الألمانية، النكاف.
- استشارة الطبيب على الفور في حال الشك في وجود إصابة بالحصبة خاصةً لدى الحوامل أو ضُعاف المناعة تجنبًا لحدوث مُضاعفات خطيرة.
وختامًا، تذكري دومًا أن الوقاية خيرٌ من العلاج، و وقايتك من الحصبة تكمُن في تناول اللقاح و الابتعاد عن مصادر الخطر.