أو فيروس التهاب الكبد الوبائي كما يعرف، هو أحد الفيروسات المهاجمة لجسم الإنسان وخاصة الكبد ويتسبب في التهاب حاد وآلام مزمنة يصاب بها المريض.
هناك عدد كبير من المصابين بفيروس B أو فيروس التهاب الكبد الوبائي حول العالم، وذلك نظرًا لانتقال العدوي بين البالغين ولكنها تستمر لفترة زمنية ثم تزول من دون أي ضرر دائم للجسم، ولكن يمكنها التحول إلى عدوى مزمنة في نسب تتراوح بين 2-6%.
فيروس B
لأن الكبد من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان نظرًا لما يقوم به من مهام داخل الجسم مثل التمثيل الغذائي وتنقية الجسم من السموم وتخزين سكر الجلوكوز في الصورة المركبة له، فحينما يصاب بأي مرض يؤثر على حياة الإنسان وطريقة مهامه اليومية، ومن أبرز الأمراض التي يصاب بها الكبد، هو فيروس الكبد B أو ما يعرف بالتهاب الكبد الوبائي.
يعد فيروسB واحدا من أشهر الفيروسات التي تصيب الكبد من ضمن قائمة فيروسات مثل سي أو دي C,D، ويعمل هذا الفيروس على مهاجمة الكبد وخلاياه وفورًا يعمل الجسم على إنتاج أجسام مضادة، وذلك ما يسبب مرض تلف خلايا الكبد، وبعد فترة من الزمن يتحول التليف إلى فيروس يدمر خلايا الجهاز المناعي للجسم وينتهي الأمر بالتهاب الكبد الوبائي.
وكما أوضحنا، انتقال العدوى بين البالغين تستمر لفترة زمنية ثم تزول من دون أي ضرر دائم للجسم، ولكن يمكنها التحول إلى عدوى مزمنة في نسب تتراوح بين 2-6% بين البالغين، لكن في حالة إصابة الأطفال الأقل من 6 سنوات بالفيروس تتحول العدوى إلى مرض مزمن مدى الحياة.
وذلك لأن العدوى تتطور بنسبة من 80-90% عند الأطفال الرضع المصابين بالفيروس، أما الأطفال الأقل من 6 سنوات تكون النسبة لديهم متراوحة بين 30-50%، وعادة ما يؤدي المرض في هذا العمر الصغير إلى الوفاة.
أعراض فيروس B النشط
تتعدد أعراض فيروس B النشط على حسب الحالة الصحية للمرض، وتكون الأعراض ما بين الخفيفة والشديدة، وفي بعض الحالات لا تظهر أعراض من الأساس سواء بالكشف الطبي وإجراء تحاليل وفحوصات معملية.
لكن في حالة الإصابة بأعراض فيروس B تبدأ الظهور في الأسبوعين الأولين للانتقال المرض من خلال العدوي وتكون الأعراض كما يلي:
- آلام شديدة في البطن.
- ارتفاع في درجات حرارة الجسم والإصابة بالحمى.
- خروج البول بلون داكن.
- فقدان الشهية المستمر وعدم الرغبة في استنشاق رائحة الطعام.
- الشعور بالإعياء والرغبة في التقيء والغثيان.
- الشعور بالضعف العام والوهن في الجسم.
- الإصابة باليرقان وهو إصفرار الجلد وبياض العين.
تستغرق الأعراض الخفيفة في الظهور واحد تلو الآخر على مدار 6 أشهر، والأخرى المزمنة تستغرق أكثر من 6 أشهر أيضا، ولهذا يمر المريض بمراحل معينة في الأعراض ومنها:
مرحلة ما قبل اليرقان:
وهي المرحلة الأولى التي يبدأ فيها المريض بالشعور بأعراض بسيطة لا يمكن الاستنتاج منها الإصابة بعدوى فيروس ب، وهي آلام المفاصل والبطن والغثيان والتقيؤ وارتفاع درجات الحرارة والإسهال.
مرحلة اليرقان:
وهي مرحلة التحول في المرض، وهنا يبدأ المصاب في اكتشاف إصابته بفيروس ب أو التهاب الكبد الوبائي، وتتميز هذه المرحلة بتحول لون البول إلى الداكن بسبب تصبغ أنسجة الجسم كالجلد والعينين باللون الأصفر.
المرحلة الأخيرة:
وفي هذه المرحلة يبدأ المصاب يشعر بتحسن ملحوظ في الجسم واختفاء الأعراض المصاب بها وذلك في حالة إذا كانت العدوى عابرة، ولكن إذا كانت الإصابة بالعدوى مزمنة فيبدأ الكبد يدخل في مضاعفات أخرى من المرض كالتليف ثم الالتهابا الحادة ثم السرطان والفشل الكبدي.
هل ينتقل فيروس B باللعاب؟
فرص انتقال فيروس ب B أو التهاب الكبد الوبائي عبر اللعاب، ضئيلة للغاية وتكاد تكون معدومة، لأنها لا تنقل من خلال أمور بسيطة مثل تقاسم الأواني أو الأحضان أو القبلات أو ملامسة الأيدي أو رزاز السعال والعطس أو حتى عن طريق استخدام حمامات السباحة.
لكن ينتقل فيروس ب من الأم إلى الوليد في فترة الولادة وخاصة إذا حدث تلوث أثناء إجراء عملية الولادة، أو من خلال انتقاله من طفل إلى آخر لأن الأطفال الأقل مناعة يمكنهم اكتساب المرض بسهولة.
كما يتنقل المرض من خلال الحقن ونقل الدم بطرق غير آمنة، ومن خلال الاتصال الجنسي من دون حماية في حالة إصابة أحد الطرفين بالمرض.
طرق انتقال فيروس B
مرض التهاب الكبد الوبائي من الأمراض الفيروسية المعدية التي يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر من خلال عدة طرق، الأمر الذي يجعل من معرفة طرق انتقال فيروس ب أمرًا ضروريًا وليس ترفيهًا للوقاية من الإصابة بهذا المرض.
ومن بين طرق انتقال فيروس B أو التهاب الكبد الوبائي ما يلي:
الدم:
من أبرز الطرق التي تساعد على انتقال المرض من شخص إلى آخر، ويتم ذلك من خلال العمليات الجراحية أو من خلال نقل الدم في المستشفيات من شخص إلى آخر من دون توقيع الكشف والفحص الطبي على الشخص الناقل للدم.
الحقن والأبر:
من أشكال نقل فيروس ب أو التهاب الكبد الوبائي، الحقن والإبر التي تنتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم، لأن الحقن تتلوث بالفيروس وتختلط بدم الشخص المصاب ثم تنتقل إلى شخص سليم.
بعض الأدوات الشخصية:
رغم أنها ليست من وسائل انتقال العدوى البارزة، فإنها تعد واحدة من الأسباب في حالة استخدام الأدوات الشخصية لمريض مصاب بفيروس ب مثل فرشاة الأسنان أو شفرات الحلاقة أو أي شيء من وحدات النظافة الشخصية للمريض المصاب بالتهاب الكبد الوبائي.
أدوات الوشم:
من الأدوات المستحدثة في نقل المرض من شخص إلى آخر، ولأنها من أبرز الأمور التي تصيب الإنسان السليم بفيروس ب من دون أن يعرف السبب، وعند المراجعة يجد أن أدوات الوشم السبب في نقل المرض من المصاب الذي كان قبله في استخدام الأداة.
الاتصال الجنسي:
من أبرز الوسائل في نقل فيروس B المعدى أو التهاب الكبد الوبائي، من خلال الطرف المصاب إلى الطرف السليم، ولذلك في حالة إصابة إحدى الطرفين بالمرض، يجب استخدام حماية أو واق عند عملية الاتصال الجنسي لتجنب انتقال المرض.
التهاب الكبد ب الخامل
التهاب الكبد ب الخامل لا يمكن معرفته من خلال تحليل الدم الذي يعطى نتيجة عن الفيروس في الجسم، ولكن ضروري اللجوء إلى تحليل الإنزيمات فإذا كانت في حالة طبيعية يكون الالتهاب خاملا وفي هذه الحالة يكون الأمر طبيعيا وغير مقلق.
ولكن لأن الالتهاب يمكن أن ينشط في أي من الأوقات من دون أسباب محددة أو معروفة، يجب إجراء التحليل الطبية على وظائف الكبد بشكل دوري أي كل 3 أشهر، لمعرفة حالة الكبد ونشاطه، وإذا استمر في خموله فلا يوجد له علاج لعدم تأثيره على الكبد سواء بتليف أو التهاب أو غيره من الأمراض التي تصيبه بعد الإصابة بفيروس B.