قصة صاحب الجنتين

قصة صاحب الجنتين

ان قصص القران الكريم هى قصص مليئة بالاحداث الشيقة، و قصة صاحب الجنتين ، من اروع القصص العظيمة لانها تعمل على تهذيب الاخلاق، وحمد الله سبحانه وتعالى، على نعمه العظيمة، وعدم معايرة الانسان اخيه الانسان عند رزق الله له سبحانه وتعالى، لان الله سبحانه وتعالى كما لديه القدرة على رزق الانسان لديه القدرة على اخذ تلك النعمة فى اى وقت،واليكم قصة صاحب الجنتين، من خلال موقعنا.

قصة صاحب الجنتين

قصة صاحب الجنتين حسب القرآن الكريم

قد وردت قصةُ صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف، قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا) صدق الله العظيم

ماهي قصة صاحب الجنتين ؟

قصة صاحب الجنتين تحكى عن قصتين او شخصين مختلفين الاول شخص مؤمن بالله تعالى ولكنه فقير،ورغم فقره متوكل على الله سبحانه وتعالى، فهو يعلم أن الحياة الدنيا لا تساوي شيئاً لو تم مقارنتها بالآخرة، وما أعده الله تعالى للمؤمنين في الجنات، والشخص الاخر هو صاحب الجنتين الذي اغتر باملاكه وبما وهبه الله سبحانه وتعالى له من نعم، وهو صاحب جنتين، وبستانين عظيمة، وشاسعة، ومملؤه بالخيرات، فكانت الجنتين مزروعتين بالأعناب، وتحيط بهما أشجار من النخيل. ولكنَ هذا الرجل بجهله وكفره فُتن بهذه النعمة العظيمة، حيث أمر الله سبحانه وتعالى لذلك الرجل صاحب الجنتين بان تثمر الجنتين معظم أنواع الثمار، فاستجابت الجنتان لأمر الله، فأثمرت الجنان الكثير والكثير من الثمار التى كانت تسر الناظرين، والمفروض ان الجرل صاحب الجنتين انه كان يشكر ربه سبحانه وتعالى على فضله، ونعمه العظيمة التى وهبه اياها، ولكن الرجل صاحب الجنتين، قد عاير الرجل الفقير المؤمن بالله سبحانه وتعالى، وقال له انا اغنى منك، وافضل منك عند الله ولذلك وهبنى الله تعالى الفضل اكثر منك، وقد قال فى كتابه العزيز فى سورة الكهف :(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا )، أى أنه عايره على فقره، وعدم غناه مطلقا، ولم يؤمن ابدا بأن ذلك رزق من الله سبحانه وتعالى، بل لم يتصدق ممارزقه الله تعالى، ولم يقم بما وجب عليه، بل كفر ومنع وتكبر، ونسب الخير والنعمة لنفسهِ، بدل أن ينسبها لله تعالى، وظن ظن خاطىء أن هذهِ النعمةُ لن تزول بل ادعى إن رجع إلى الله فسيجد أفضلمن هذه الجنات لا إيماناً بالله بل تعنتا، وظلما، فهو يظنُ نفسه صاحب المكانة العالية، كما قال تعالى وهو يحكى قصة صاحب الجنتين : (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا*وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا)، ثم يرد عليه الرجل المؤمن الثابت على الإيمان، المتمسك بالميزان الإيماني الصحيح ولم تخدعه الحياةُ الدنيا وزخرفها، فيرد على كفر وتكبر وتعنّت صاحب الجنتين، بحوارٍ هادئ هادف، يُذكّر صاحب الجنتين بأصلِ خلقته من ضعفٍ ومن مادةٍ ضعيفة فيقول له: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)، وقال الله تعالى ايضا (لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا)، ويقول المؤمن لصاحب الجنتين إن كنتَ تراني فيما يظهرُ لكَ من علمكَ القاصر المتعلق بالظاهرِ، أنك أغنى مني مالا وأكثر عددا وقوة ومنعة، فإن الله سبحانه وتعالى قادر أن يعطيني خيراً من جنتك، وأخذ يحذره من غضب الله تبارك وتعالى فإن عاقبة الكفر والبغي والاغترار بالنعمة عاقبة وخيمة، فالله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يهلك جنتيك ويدمرهما؛ بسبب اغترارك وبغيك وظلمك وكفرك (فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا*أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا)،

قصة صاحب الجنتين – عقاب الله لا يتأخر

ثم يأتي عقاب الله سبحانه وتعالى للرجل صاحب الجنتين الذى اغتر بالدنيا، واغتر بجنتيه، فقاده غروره وكفره إلى أن غضب الله عليه، فاستحق العقاب من الله العظيم، جبّار السموات والأرض، فأرسل الله سبحانه وتعالى على جنتي ذلك الرجل صاعقة دمرت الجنتين، وأهلكتهما، وضاعت كل مافى الجنتين من ثمار، فندم صاحب الجنتين على ما حدث، وأدرك أنه استحق زوال هذه النعمة العظيمة الجليلة؛ بسبب كفرهِ وعناده وغروره (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا)، فقد ندم صاحب الجنتين على شركه بالله، وندم على كفرهِ بالنعمة، ولكن ندمه جاء بعد هلاك جنتيه وخسرته لما أنعم الله عليه، وعلم وقتها أنه لا عظيم إلا الله، وأن النعمة يجبُ أن تقابل بشكر الله عليها، وأدرك أنه أخطأ أكبر الخطأ حينما منع اعطاء الصدقات، وحرم الفقراء، والمساكين من حقهم في هذه النعمة.

مالحكمة من قصة صاحب الجنتين ؟

وحكمة ذكر القرآن قصة صاحب الجنتين يضرب القرآن الكريم أمثالا واقعية ذات تأثير بالغ، وفيها الكثير من العظات، والعبر الكثيرة والعظيمة؛ والهدف منها تثبيت قلب المؤمن، وان يجعل صلته بالله سبحانه وتعالى وثيقة، وقوية، وأن يقوم بنزعِ الكفر وخبثه مِن قلوب العباد، فقد ورد في القرآن الكريم قصة رجل ابتعد، وجمح عن دعوة الحق، وآثر الضلالة والكُفر على الهدى والإيمان، وكان له جنتان، وضُرب هذا المثل لكى يوضح عاقبة من غرته الحياة الدنيا، وقصة صاحب الجنتين تعطى العديد من العظات الجميلة عبر الاجيال، فيجب شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه، وافضاله الكثيرة، وعدم الغرور.

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر