تطرأ في كثير من الأحيان بعض التغيرات في لون بشرتنا، قد لا تمثل بعض تلك التغيرات مصدراً للقلق على الإطلاق، وقد يكون البعض منها مؤشراً لأحد الأمراض الخطيرة التي تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، تابعي معنا هذا المقال لتتعرفي على أشهر أسباب تغير لون البشرة وكيفية التغلب على تلك المشكلة.
تغير لون البشرة
يعد تغير لون البشرة من المشكلات الجلدية الشائعة التي يعاني فيها المرضى من عدم توحد لون بشرتهم في مناطق معينة من الجسم، ينشأ هذا الاختلاف في لون البشرة نتيجة لاضطرابات في مستوى الميلانين وهو المادة التي تعطي البشرة صبغتها ولونها وتساعد أيضاً في حمايتنا من التعرض لأشعة الشمس.
أسباب تغير لون البشرة
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى تغير لون البشرة بين المشاكل الصحية والعادات اليومية الخاطئة، نستعرض في السطور القادمة أشهر تلك الأسباب.
أمراض المناعة الذاتية
يعاني بعض المرضى من خلل في الجهاز المناعي، تظهر أعراض تلك المشكلة عندما يتعامل الجهاز المناعي مع الخلايا السليمة باعتبارها أجساماً غريبة ينبغي مهاجمتها، يعاني المرضى في تلك الحالة من احمرار في مناطق مختلفة من الجسم.
حروق الشمس
يتسبب التعرض الزائد لأشعة الشمس في أضراراً بالغة للبشرة ومنها الحروق، يستمر التأثير السلبي لتلك الحروق حتى بعد حتى التئامها، حيث تتكون بعض الأنسجة بلون مختلف عن باقي مناطق الجلد، وقد يؤدي عدم توزيع كريمات الوقاية من الشمس بالتساوي على جميع مناطق البشرة إلى اسمرار بعض المناطق عن الأخرى.
فرط التحسس من بعض الأدوية
يعاني بعض المرضى من تغير لون الجلد مع حكة شديدة في كثير من الأحيان، وتعد الحساسية السبب الأول لتلك الأعراض، فهناك بعض الأدوية والأطعمة تسبب أعراض الحساسية التي تظهر على شكل احمرار في لون الجلد في عدة مناطق من الجسم.
الاضطرابات الهرمونية
تتسبب الاضطرابات الهرمونية خاصة ً أثناء شهور الحمل في تغير لون الجلد إلى البني وهو ما يطلق عليه الكلف أو قناع الحمل، ويعد الوجه من أشهر المناطق التي تظهر بها تلك الأعراض.
الوحمات
الوحمات هي بقع جلدية بنية اللون تنشأ عند الولادة ولا تعد مصدراً للقلق، قد تحدث بعض التغيرات في شكل أو حجم تلك الوحمات مع مرور الوقت، وفي تلك الحالة ينبغي عرضها على الطبيب لتقييم شكلها ومدى خطورتها.
أسباب تغير لون البشرة إلى السواد
التصبغات الجلدية واحدة من أكثر المشكلات إزعاجاً للنساء والرجال على حد سواء، ويعد أصحاب البشرة البيضاء هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بتلك المشكلة، إليك أشهر أسباب تغير لون البشرة من الأبيض إلى الأسمر:
- التعرض الزائد لأشعة الشمس وعدم استخدام كريمات الوقاية من الشمس.
- الأمراض الناتجة عن زيادة معدلات الميلانين في البشرة مثل النمش والكلف.
- الالتهابات الجلدية الناتجة عن حب الشباب والإكزيما.
- استخدام بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وأدوية علاج الملاريا.
- بعض الحالات المرضية مثل مرض أديسون.
أسباب تغير لون البشرة عند الأطفال
تلاحظ بعض الأمهات تغيراً في لون بشرة أطفالهن ولا يعلمن تفسيراً لهذا التغير، وهناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تغير لون البشرة عند الأطفال من أشهرها:
- النخالية البيضاء: وهي حالة مرضية تنشأ نتيجة لجفاف البشرة الشديد، وتظهر الأعراض على شكل بقع بيضاء على الوجنتين والجزء العلوي من الجسم، تختفي الأعراض من تلقاء نفسها في كثير من الأحيان ولا تحتاج تدخلاً طبياً.
- السعفة المبرقشة: وهي من الأمراض الناتجة عن عدوى فطرية، وتظهر الأعراض على شكل بقع وردية في رقبة الطفل وصدره وظهره وبطنه وتزداد وضوحاً في أشعة الشمس.
- البهاق: وهو مرض جلدي ناتج عن نقص في إفراز الميلانين، يعاني الأطفال في تلك الحالة من بقع بيضاء في الأماكن الأكثر عرضة لأشعة الشمس.
- البقع المنغولية: وهي من أشهر أسباب تغير لون الجلد إلى الأزرق خاصةً عند الأطفال أصحاب الأصول الآسيوية، يعاني الأطفال الرضع في هذه الحالة من بقع زرقاء في منطقة الظهر وغالباً تتلاشى مع مرور الوقت.
أسباب تغير لون البشرة حول الفم
تظهر في بعض الأحيان بقع بنية حول الفم، ومن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى تلك المشكلة:
- استخدام بعض المضادات الحيوية والعلاجات الهرمونية.
- نقص في بعض الفيتامينات وخاصةً فيتامين D وB12.
- التعرض الزائد لأشعة الشمس.
- الإصابة ببعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب والتهاب الجلد التأتبي.
طرق علاج تغير لون البشرة
يعتمد علاج تغير لون البشرة على معرفة السبب الأساسي وراء تلك المشكلة وعلاجه في البداية، فإذا كان السبب وراء هذا التغير سبباً مرضياً أو اضطراباً هرمونياً على سبيل المثال ينبغي أخذ هذا الأمر في عين الاعتبار، لأن العلاجات الطبية التي تستهدف تفتيح البشرة لن تجدي أبداً إذا لم تحل المشكلة من جذورها.
وإذا تحدثنا عن طرق علاج البقع الداكنة باعتبارها أشهر المشكلات التي يتضح من خلالها تغير لون البشرة، فهناك العديد من الخيارات التي تعالج تلك المشكلة، نستعرض في هذا الجزء أشهر تلك الحلول.
الكريمات الموضعية
هناك العديد من الكريمات الموضعية التي يمكنها تفتيح لون البشرة وتوحيد لونها، تعتمد فكرة تلك الكريمات على إعادة التوازن إلى معدلات الميلانين إلى المعدلات الطبيعية، ويساعد استخدام البعض الآخر على تقشير طبقات الجلد التي تحتوي على التصبغات، يعد الهيدروكينون والتريتينوين وأحماض الألفا هيدروكسي من أشهر تلك الكريمات.
الإجراءات الطبية
يعاني بعض المرضى من بعض حالات فرط التصبغ المتقدمة التي تتطلب تدخلاً طبياً، يساعد التقشير الكيميائي على تقشير الطبقات السطحية من الجلد والتخلص تدريجياً من تغير لون البشرة، وقد يلجأ بعض الأطباء إلى الليزر للتخلص من التصبغات بفعالية وإعادة النضارة إلى الجلد.
المكونات الطبيعية
هناك العديد من المكونات الطبيعية التي تتمتع بقدرة كبيرة على علاج البقع الداكنة بمنتهى الفعالية خاصةً عند استخدامها بجانب العلاجات الطبية، من أشهر تلك المكونات:
- الصبار: يحتوي الصبار على مادة الألوسين، وهي من المركبات التي تثبط إنتاج الميلانين حتى تستعيد البشرة لونها الطبيعي، يمكنك قطع بعض أوراق الصبار واستخراج المادة الهلامية بداخلها ووضعها على البقع الداكنة مرتين يومياً.
- الليمون: يساعدك استخدام عصير الليمون مرتين يومياً على تفتيح البقع الداكنة، فهو يساعد على توحيد لون البشرة وإعادة النضارة إليها.
- زيت الخروع: يساعد زيت الخروع على التقليل من إنتاج الميلانين من الجلد للقضاء على التصبغات الجلدية، يمكنك وضعه مباشرة على البقع الداكنة أو وضع ضمادة مبللة بزيت الخروع على بشرتك طوال الليل.
هل يعود لون البشرة بعد الاسمرار؟
بمجرد بداية العلاج تتساءل كثير من السيدات عن الوقت الذي تبدأ فيه ملاحظة النتائج وعن إذا كانت استعادة لون بشرتها الطبيعي أمراً متاحاً من الأساس، والحقيقة أن علاج تغير لون البشرة لا يعد من الأمور السهلة التي تظهر نتائجها بسرعة مثل بعض الأمراض الجلدية الأخرى خاصةً إذا كانت التصبغات تحتل مساحة كبيرة من الجلد، وقد تضطر بعض السيدات إلى تجربة أكثر من مسار علاجي لملاحظة تحسناً في لون البشرة، لكن الأمر الإيجابي هو أنه بمرور الوقت ومع المواظبة على العلاج المناسب يتحسن لون البشرة تدريجياً حتى يعود إلى اللون الطبيعي.
وفي النهاية نتمنى أن تكون المعلومات التي عرضناها في مقال أسباب تغير لون البشرة قد نالت إعجابك حتى تكتمل الصورة أمامك في معرفة أسباب وطرق علاج تلك المشكلة.