ما هو حكم قراءة القرآن للميت وهل يصل الأجر للمتوفي، حيث أن هناك خلاف ما بين الفقهاء حول هذا الأمر، لذلك سوف نتعرف بالتفصيل على ثواب قراءة القرآن للميت وحكمها بالتفصيل من خلال هذا المقال.
صيغة إهداء ثواب قراءة القرآن للميت
يجب العلم أنه لا يوجد صيغة معينة من أجل إهداء ثواب قراءة القرآن للميت ولم ترد أي صيغة في السنة النبوية لكن حسب إجماع العديد من العلماء يستحسن قول الآتي:
- ” اللهم إن كنت قبلت قراءتي هذه فاجعل ثوابها لفلان “
- “اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأت لفلان ”
- ” اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان ”
- ” اللهم أثبني برحمتك على ذلك، واجعل ثوابه لفلان “
حكم قراءة القرآن لِلْمَيِّتِ دار الإفتاء
هناك اختلاف ما بين العلماء حول حكم قراءة القرآن للميت وحول وصول الثواب له أم لا، وهناك العديد من الاراء من بينها:
قد أشار بعض العلماء منهم الحنفية والحنابلة: إلى أن كل فعل يقوم به المسلم يقربه من الله سبحانه وتعالى يمكنه أن يقوم بوهب ثوابه للميت، سواء كان الأمر صوم أو صلاة أو قراءة قرآن أو ذكر، وقد تم الاستدلال على ذلك بقوله تعالى:” (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) الحشر/10، وفي الحديث الشريف: (استغفروا لأخيكم؛ فإنه الآن يُسأل) رواه أبو داود.
وقد قال بعض العلماء أن قراءة القرآن واهداء الثواب إلى الميت يكون الثواب للقاريء أما بالنسبة للميت كأنه حاضر جلسة قراءة القرآن.
أما مذهب الشافعي قد أكد النووي أنه لا يصل وقد قال الشافعي:” ما عدا الواجب والصدقة والدعاء والاستغفار لا يُفعل عن الميت ولا يصل إليه؛ لقوله تعالى: (وأنْ ليس للإنسانِ إلا ما سَعَى) النجم/39، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، ولأن نفعه لا يتعدّى فاعله؛ فلا يتعدّى ثوابه.
أما مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فقد أشار إلى الآتي:
قراءة القرآن ووهب الثواب إلى الميت هو أمر جائز شرعًا ويصل الثواب للميت وينتفع به، وقد جاء دليل الأزهر الشريف من الحديث التالي:
كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أفحج عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ».
وايضًا ما جاء في الحديث التالي:”
ما رواه أبوداود من ابن عباس – رضي الله عنهما: أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ إن أُمَّه تُوفّيَتْ، أفينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال: “نعم”.. ومنها: ما رواه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قال لعمرو بن العاص: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ» . ومنها: ما رواه ابن ماجه من حديث ابْنِ بُرَيْدَة َعَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: “نَعَمْ”.
بناء على ذلك تم الإشارة إلى أن قراءة القرآن ينتفع بها الميت ولا فرق ما بين انتفاعه بالحج والصدقة والصوم عن انتفاعه بقراءة القرآن.
قراءة القران للميت في المنام
تحمل رؤية قراءة القرآن للميت في المنام العديد من الدلالات المختلفة وذلك كالآتي:
- رؤية قراءة القرآن الكريم لشخص ميت تشير إلى حاجة الميت إلى الدعاء وإخراج الصدقات عنه.
- كذلك تعبر الرؤية عن شدة احتياج الرائي للميت وشعوره بالحنين إليه.
- قد قال العالم النابلسي أن هذه الرؤية تشير إلى انفراجة الأحوال وإلى هداية الرائي والبعد عن المعاصي والتقرب إلى الله.
حكم قراءة القرآن على الميت عند الشافعية
قد اختلف قول الشافعية والمالكية في حكم قراءة القرآن على الميت وقد جاءت الآراء كالآتي:
- يقول المتقدمين ومنهم الشافعي أن قراءة القرآن على الميت لا يصل إليه ثوابها، أما المتأخرين فقد أشاروا إلى وصول الثواب.
- لكن المذهب لا يقتصر برأي الأمام وحده لذلك يرجع الكثير من العلماء أن الميت يصل إليه القرآن الكريم ويستحب قراءة القرآن عند الميت.
- كذلك قد أشار الإمام النووي في الأذكار ورياض الصالحين إلى أن قراءة القرآن مستحبة للميت.