اعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه حديث شريف أوصي فيه الرسول الكريم بالحرص على عدم أكل حقوق أي عامل وأجير، وألا يتم تأخير إعطاءه أجرته وهذا ما وضحه الرسول في قوله “قبل أن يجف عرقه”، ومن يتعمد إذلال الخادم أو الأجير، أو يحاول أن أكل حقه فإن الله لا يضيعه في الآخرة ويثيبه عليه.
حكم عدم إعطاء العامل حقه
- كان الرسول حريصًا على حقوق العمال والخادمين.
- كما كان يحض أصحاب العمل على معاملتهم بالحسني والتقدير وعدم أكل حقوقهم المادية.
- كذلك حذر من عدم إعطاء الأجير أجرته مكافأة له على تعبه وجهده فقال عليه الصلاة والسلام.
- ” قال الله تعالي: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ” رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفي منه ولم يعطه أجره”.
- فمن يظلم الأجير ويأكل حق تعبه فإن الله يمنع البركة عن أمواله وصحته.
- كما يسلبه الراحة في حياته ويجعله لا يشعر بالسعادة، فالظلم ظلمات يوم القيامة، لذا لابد من التعامل برحمة وعطف دون اثقال العبء على الخادمين والعمال، أو تكليفهم بما لا يطيقون.
- لهذا أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأطال الحديث عن أهمية هذا الأمر.
عدم اعطاء الأجير حقه
- ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بخس حقوق العمال وأكلها بالباطل من أصحاب العمل.
- متجاهلين تعب وكد هؤلاء الأشخاص، لكن الله حذر من اقتطاع الحقوق فهذا يعد من كبائر الذنوب،.
- فعن أبي امامة إياس بن ثعلبة الحارثي _ رضي الله عنه _أن رسول الله قال” من اقتطع حق مسلم بيمينه، حرام عليه الجنة، وأوجب له النار، قالوا: وإن كان شيئا يسيرا؟، قال: وإن كان قضيبا(عودا) من أراك(سواك).. رواه مسلم.
- كما كان القرآن رحيما بهؤلاء الكادحين ويقدر تعبهم وتحميلهم ما لا يستطيعون القيام به.
- وفي ذلك يقول تعالي “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.
- كما كان هذا ما أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه حينما قال ” ولا تكلفوهم مالا يطيقون”.
- ويقول أيضا “فإذا كلفتوهم فأعينوهم”.
- وهذا يبرهن أن الإسلام ضمن توفير حياة عادلة للعمال وأسرهم كما ضمنها لغيرهم.
- حتى إن الرسول كان يعطى المتزوج نصيبًا أكبر من العازب تقديرًا للمسئولية الواقعة على عاتقه من زوجة وأطفال.
- يقول عليه الصلاة والسلام” من ولي لنا عملاً وليس له منزل فليتخذ منزلًا أو ليس له زوجة فليتزوج أو ليس له دابة فليتخذ دابة”.
أكل حق الأجير
- بعد التعرف على قول النبي اعط الاجير حقه قبل أن يجف عرقه يمكن القول أن أكل حق الأجير يعتبر من أشكال الظلم الذي يحاسب عليها العبد حسابًا عسيرًا إذا قام بها.
- كما أنه يمحق البركة في المنزل ويعوق نيل رضا الله وتوفيقه.
- فالمؤمن عليه أن يعطى لمن يعمل لديه حقوقهم وألا يبخسها، فالدنيا فانية وأجر الآخرة هو الباقي.
- وفي ذلك قال رسول الله “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”، فهذا الحديث يؤكد أن الله يحاسب كل مسئول ورب عمل عن رعيته وهل قام بإعطائهم حقوقهم المادية في الدنيا أم لا؟.
- أما في الآخرة تظل الأعمال الصالحة التي قام بها العبد معلقة حتى تعود الحقوق لأصحابها.
- ولبيان أهمية عدم أكل حق الأجير فالله لا يقبل إخراج هذا المال كشكل من أشكال الزكاة بل لابد من رده لأصحابه.
- كما صرح الفقهاء بضرورة أن يسامح الأجير صاحب العمل ويبرأ منه.
- قال الرسول عليه الصلاة والسلام “من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم”.
أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه English
ولمن يرغب في الاطلاع على النصوص الشرعية باللغة الإنجليزية يمكنه الاستعانة بما يأتي:
: said(ﷺ) It was narrated from ‘Abdullah bin ‘Umar that the Messenger of Allah
“Give the worker his wages before his sweat dries.”
الترجمة
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “ أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ” .