براكين صناعية تحاكي الواقع هل هذا ممكنًا

براكين صناعية تحاكي الواقع هل هذا ممكنًا

توصل مؤخرًا بعض العلماء لفكرة عمل براكين صناعية ، تحاكي البراكين الحقيقة كحل لمشكلة ارتفاع درجة حرارة الأرض ، ولكن مجموعة أخرى من علماء طبقات الأرض قاموا بالاعتراض على الفكرة لأنها قد تؤدي إلى حدوث أعاصير وجفاف في بعض المناطق.

براكين صناعية تحاكي الواقع هل هذا ممكنًا

حيث قام مجموعة من العلماء بعمل أبحاث مكثفة عن إمكانية خفض درجة حرارة الأرض ، وذلك عن طريق عمل براكين صناعية ، وقد أكدوا أن تلك الطريقة ستحقق نتائج مذهلة ، حيث أنه ينتج عن ثورة البراكين تحفيز جسيمات الكبريت في الهواء ، وتقوم بإنشاء درع حول سطح الأرض ، يقوم هذا الدرع بعكس أشعة الشمس بعيدًا عن سطح الأرض ، مما يؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة .

وقد اقترح العلماء القيام بتلك العملية بعد دراسة طبقة الستراتوسفير – إحدى طبقات الغلاف الجوي العليا – ووجدوا أن هناك عملية مماثلة تتم داخل جزيئاتها ، مما حفزهم على التفكير في محاكاة تلك العملية وعكس أشعة الشمس لتغيير المناخ في عملية تسمى الهندسة الجيولوجية الشمسية .

الأضرار المتوقعة للعملية :
ولكن خلق ثورات بركانية صناعية قد يكون أخطر على الكوكب مما يبدو ، فقد نُشر بحث جديد على موقع (Nature communication) يؤكد على أن عملية الهندسة الجيولوجية الشمسية ربما يكون لها تأثير إيجابي على بعض المناطق في الأرض ، ولكن هناك احتمال كبير أن يكون لها تأثير كارثي على مناطق أخرى من الأرض ، وهي في الحقيقة مناطق لا ينقصها المزيد من الكوارث .

حيث قال دكتور أنطوني جونز- صاحب البحث – وهو باحث في مركز إكستر : ” إن استراتيجية الهندسة الجيولوجية الشمسية ، قد تكون مفيدة لجزء واحد من سطح الأرض ، ولكنها ستضر باقي الكوكب ” .

وقد قام الباحث بعمل محاكاة لنموذج البراكين الصناعية لدراسة تأثيرها على مناطق الأعاصير المدارية في شمال المحيط الأطلنطي ، وقد وجد أن هذه الاستراتيجية ستقلل من موجات الأعاصير في نصف الكرة الشمالي ، ولكنها ستؤدي إلى زيادتها في النصف الجنوبي .

والأخطر من ذلك أنها قد تؤدي إلى حدوث موجات من الجفاف تضرب منطقة الساحل الأفريقي جنوب الصحراء الكبرى ، وهي منطقة تعاني أساسًا من التصحر ، كما أضاف دكتور جونز : ” أن هناك انقسام بين الفائزين والخاسرين من هذا المشروع ” .

التكلفة :
ويقدر فريق من جامعة هارفارد تكلفة تطبيق عملية الهندسة الجيولوجية الشمسية على الكوكب كله بحوالي 10 بليون دولار ، ويؤكدون أن تلك التكلفة تعتبر قليلة بالمقارنة بنتائج العملية .

ويقول دكتور ديفيد كيث من فريق جامعة هارفارد : ” أن هذه العملية لا يمكن أن تكون بديلًا عن خفض الانبعاثات ، وإذا أردنا مناخًا مستقرًا فلابد من خفض نسبة الانبعاثات إلى صفر ، ولكن تلك العملية قد تساعد إلى حد ما في خفض درجة حرارة الأرض ” .

ويشير الدكتور جونز إلى أن تلك العملية قد تكون لها آثارها الإيجابية ، ولكن يجب مناقشتها أولًا على نطاق دولي ، لأنها يجب أن تتم بطريقة موحدة على مستوى العالم ” .

وأضاف : ” إننا نشعر بقلق بالغ من عدم وجود لوائح دولية لمنع أي دولة من القيام بعملية الهندسة الجيولوجية الشمسية بقرار منفرد ، وإن صناع القرار لم يتخذوا هذا الموضوع على محمل الجد حتى الآن ” .

إنضم لقناتنا على تيليجرام