تمتد مصر بين قارتين فهي تأخذ الركن الشمالي الشرقي لأفريقيا مع الزاوية الجنوبية الغربية لآسيا ، يحد البلد ليبيا من الغرب والسودان من الجنوب ، وفي الشرق من مصر يقع البحر الأحمر وخليج العقبة ، وتقع حدود مصر الشمالية على البحر الأبيض المتوسط بينما تشكل قطاع غزة وفلسطين المحتلة الحدود الشمالية الشرقية لمصر .
ما هي عاصمة مصر وأين تقع؟
القاهرة هي عاصمة مصر وأيضا المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد ، تقع المدينة في مصر السفلى ، وتقع القاهرة على بعد 165 كم إلى الجنوب من ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وتقع على بعد 120 كم إلى الغرب من قناة السويس ، كما تقع المدينة على ضفاف أطول أنهار العالم نهر النيل ، وبشكل أكثر تحديدًا تقع القاهرة على جنوب النقطة التي يترك فيها النيل واديه ليتفرع ويشكل دلتا النيل ، حيث تقع المدينة على الضفة الشرقية للنيل .
تاريخ عاصمة مصر
نظراً للموقع الاستراتيجي لها ومرور النيل من خلالها ، كانت المنطقة المحيطة بالقاهرة وما حولها هدفاً لمن حكموا البلاد ، فقد كانت بهذه المنطقة مستوطنة ممفيس القديمة والتي تقع على بعد حوالي 24 كم من القاهرة الحالية ، وقد كانت مدينة مزدهرة منذ حوالي 5000 عام .
ثم استقر الرومان في بابل ، وهي مدينة تقع في موقع القاهرة الحالية ، منذ حوالي 2000 عام .
وفي حوالي عام 640 م كانت الفسطاط عاصمة للبلاد وهي تقع في نفس المنطقة وكان الحكم خلالها للحاكم المسلم عمرو بن العاص وكانت أول عاصمة لمصر الإسلامية .
وأخيراً وفي عام 968م قام جوهر الصقلي حاكم الدولة الفاطمية بإنشاء عاصمة للخلافة والتي تغير اسمها إلى القاهرة من قبل الخليفة المعز لدين الله عام 973 .
ولأكثر من 200 عام كانت الفسطاط وليس القاهرة بمثابة المركز الإداري لمصر ، وفي عام 1168 بعد تدمير الفسطاط أصبحت القاهرة عاصمة مصر وتوسعت حدودها لتشمل أطلال الفسطاط والمناطق المجاورة .
ومضات في تاريخ القاهرة
على مر السنين واصلت القاهرة الازدهار على الرغم من تغير الحكام على رأس السلطة في مصر ، وبحلول عام 1340 كان عدد سكان القاهرة حوالي نصف مليون نسمة .
تأثر ازدهار القاهرة ونمو سكانها بشدة عدة مرات ، وفي خلال الحكم العثماني فقدت المدينة الكثير من مجدها السابق عندما توقفت عن أن تكون طريقا تجاريا بعدما تم اكتشاف الطريق رأس الرجاء الصالح.
في القرنين السادس عشر والسابع عشر ، عملت القاهرة كواحدة من أهم المراكز الثقافية والاقتصادية والدينية في منطقة الشرق الأوسط ، وسرعان ما تبع تحديث المدينة ببناء مبانٍ متعددة الطوابق وشبكات طرق حديثة … إلخ .
حدثت تغييرات كبيرة في مشهد القاهرة في أواخر القرن التاسع عشر أثناء حكم إسماعيل باشا الذي استمر في تحديث القاهرة ، وهي عملية بدأها جده محمد علي باشا ، ولكن الديون الضخمة التي تكبدتها خلال تنفيذ مشاريع الباشا الطموحة أدت إلى إضعاف اقتصاد مصر ومهدت الطريق للغزو البريطاني لمصر في عام 1882 ، وسرعان ما بدأ صراع من أجل الحرية في مصر أدى إلى حرية البلاد من الحكم البريطاني في عام 1922 .
منذ ذلك الحين ، عانت القاهرة من حرائق هائلة ومظاهرات وثورات وزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية والبشرية .
ومع ذلك تطورت لتصبح وجهة سياحية رئيسية في العالم بسبب تاريخها الغني وهندستها المعمارية واستمر تكاثر سكانها بسرعة ، واعتبارا من عام 2017 يقدر عدد سكان القاهرة بـ 9،500،000 نسمة .
والمدينة بها جامعة الأزهر ثاني أقدم معهد للتعليم العالي في العالم ، ومراكز صناعة الموسيقى والأفلام و العديد من المنظمات الدولية المالية والتجارية ووسائل الإعلام .