هل تمتلك طائفة الآميش السر لعيش حياة مديدة ؟ نعم ، لقد أثبتت الدراسات أنهم يحملون چينًا مضادًا للشيخوخة لم يذهب العديد منهم إلى أطباء قط ، حتى أن بعضهم يفقد وعيه إذا رأى منظر دمه الخاص لذا أعد مجموعة من الأطباء والممرضين – القادمين من مستشفى نورثويسترن في شيكاغو – مخيمًا بداخل مجتمعهم.
وقد قدم هؤلاء الأطباء ليختبروا ادعاء د. دوجلاس ڤان وهو طبيب قلب ، حيث زعم أن طائفة الآميش المحيطين بمدينة بيرن يحملون چينًا مضادًا للشيخوخة ، فبدأ هؤلاء الأطباء في وخزهم بالإبر وجمع عينات بول منهم .
صلة مجتمع الآميش بالمجتمع العلمي :
إن طائفة الآميش في المطلق طائفة منعزلة ، لكن ساكني مدينة بيرن بالأخص لديهم علاقة قديمة مع المجتمع العلمي ، فمنذ ٢٥ عامًا تم اكتشاف فتاة صغيرة في مجتمعهم تعاني من اضطراب نزفي غريب ، وعلى الرغم من أنها لم تكن تعاني من سيولة الدم لكنها إذا جُرِحت فسوف تنزف ثم يتوقف النزيف ويعود مرة أخرى بعد يوم أو اثنين ، وقد اكتشف بعد ذلك أن نظام تجلط الدم لديها يعمل بطريقة جيدة أكثر من اللازم .
د. فان وعلاقته بطائفة الآميش :
كان فان يود دراسة دمائهم ، فاتصل بالطبيبة آيمي شابيرو التي لديها علاقة عمل طويلة مع طائفة الآميش ، ليطلب منها أن تجري بعض الاتصالات مع مجتمع الآميش نيابةً عنه للسماح له بأخذ بعض العينات من دمائهم ، وقد استجاب الآميش له فقَدِم برفقة فريقه إلى البلدة لمدة يومين عام ٢٠١٥.
وقد وصف د. ڤان قبول الآميش له بأنه كان تضحية كبيرة منهم ، فبعضهم لم يتم سحب أي دم منه من قبل ، لدرجة أن هؤلاء الرجال الضخام الأقوياء قد يفقدون وعيهم على إثر وخزهم بإبرة ، لأنهم لم يقوموا بتجربتها من قبل .
كان يمثل مجتمع الآميش موضعًا مثاليًا لإجراء الدراسة ، فجميعهم يتبعون نفس النظام الغذائي ، ويقومون بنفس الأعمال ويعيشون نظام حياة القرن التاسع عشر .
كيف يعمل هذا الچين ؟
يدعى هذا الچين ” سيربين١ ” وهو مسئول عن تصنيع مثبطات ” بروتين البلازمينوچين ” ، وهو بروتين يتحكم في تجلط الدم .
وقد أثبتت الدراسات على الحيوانات أن خفض مستوى هذا البروتين يحمي فئران التجارب من الأمراض المتعلقة بالشيخوخة مثل داء السكري ، لكن لم تسفر الدراسات المماثلة على البشر عن تلك النتائج .
قام ڤان وفريقه بأخذ عينات من ١٧٧ شخصًا من طائفة الآميش ، وقد حمل ٤٣ منهم طفرة في چين سيربين١ وهؤلاء لديهم مستويات منخفضة جدًا من مثبطات بروتين البلازمينوچين.
وكان متوسط حياة الأفراد العاديين هناك هو ٧٥ عامًا ، بينما يبلغ متوسط حياة الأفراد الذين يحملون الطفرة ٨٥ عامًا ، كما ثبت أن الأشخاص الذين يمتلكون مستويات منخفضة من البروتين لديهم أوعية دموية أفضل وأكثر صحة.
الهدف من دراسة شعب الآميش :
يقول دكتور فوغان : ما نراه في هذه الطفرة الجينية هو فرصة لتطوير دواء يمكن أن يستهدف داء السكري من النوع الثاني وغيره من مضاعفات الشيخوخة الأخرى ، ما نريد أن نحاول القيام به هو دفع الأمراض المرتبطة بالشيخوخة ، نحن نريد إطالة العمر الصحي للناس ، فالهدف النهائي هو عدم العيش إلى الأبد ، ولكن العيش بشكل وصحة أفضل.