يرجع الفضل في اختراع وحدة قياس قوة المحرك للمهندس الاسكتلندي جيمس واط ، ففي أوائل الثمانينيات من القرن الثامن عشر ، وبعد أن صنع واط محرك بخاري يفوق محرك نيوكومن البخاري الكلاسيكي ( الذي ابتكره توماس نيوكومن) ، صار يبحث عن طريقة لتسويق اختراعه ، فأعلن أن محركه يحرق وقود أقل بنسبة 75٪ من محرك نيوكومن الذي عمل أيضا بالوقود ، مع ذكر عدة تحسينات أخرى لمحركه الجديد.
وحاول في البداية بيع محركه بنظام مختلف للدفع ، بحيث ينبغى على الزبائن دفع ثلث الأموال التي قاموا بتوفيرها باستخدام محركه بدلا من المحركات البخارية الأخرى ، وبالطبع كان العديد فى ذلك الوقت يستخدم الخيول ، ولا يمتلكون محركات بخارية ، لذلك كان من الصعب علي الناس تحديد الفروق بين المحركات إلا بعد شراء محرك ومعرفة كيف سيكون أداءه ، وبالتالي ألغى واط خطة تسويقه وقرر أن يجرب طريقة مختلفة لإقناع الناس بشراء محركه.
وكان الحل لتسويق اختراعه هو التوصل إلى وحدة قياس جديدة يدركها الراغبون فى شراء محركه وهى – قوة الحصان ، في إشارة الى الخيول القوية من فصيلة درافت ، وهكذا بدأ في تحديد مقدار القوة التي يمكن أن يولدها حصان نموذجي ، ولم يُعرف تحديدا كيف توصل إلى الحسابات التي قام بها ، حيث توجد روايات متضاربة عن التجارب التي أجراها ، ولكنه اكتشف بعد إجراء تلك التجارب أن الحصان النموذجي يمكن أن يقوم بحوالي 32400 باوند-قدم في 60 ثانية ويحافظ على معدل الطاقة هذا ليوم عمل طويل ، ثم رفع النسبة إلى33,000 باوند- قدم في الدقيقة للحصان الواحد.
وبعبارة أخرى ، حسب تقدير واط ، يمكن للحصان الجيد أن يرفع ما يزن 33,000 باوند من المادة لارتفاع قدم واحد خلال الدقيقة الواحدة ، أو 300,3 باوند لارتفاع 10 أقدام في الدقيقة الواحدة ، الخ.
و في الحقيقة ، هذا تقدير سخي للغاية حيث أن عدد قليل جدا من الخيول يمكنه الحفاظ على هذا القدر من الطاقة ليوم عمل كامل ، ولكن الحصول على إحصاءات دقيقة لم يكن ذا أهمية مقارنة بما كان واط يسعي إليه ، علاوة على ذلك ، فمن خلال المبالغة في تقدير ما يمكن أن يفعله الحصان ، سواء عن قصد أو بدون قصد ، فقد حرص وات على أن محركه سيقوم بما وعد به أثناء محاولة إقناع الناس بشرائه ، وهي خدعة تسويقية رائعة.
في النهاية ، أحدث محرك واط ثورة فى مجال الصناعة ، ولعب دور كبير في الثورة الصناعية ، كما أصبحت وحدته لقياس قوة المحرك ، قوة الحصان ، رائجة بفضل هذه الحقيقة ، وتسمي حاليا وحدة قياس القوة الدولية “واط ” تكريما لجيمس واط ، والتي أصبحت بديل لقوة الحصان فى كل المجالات .