إن متلازمة تكيس المبايض من أكثر الاختلالات الهرمونية شيوعاً في النساء في سن الإنجاب، أي ما بين«15ـ 45» عاماً، وتمت تسميته من مظهر المبايض «في معظم النساء المصابات وليس كلهن» حيث تظهر المبايض متضخمة ومشتملة على جريبات FOLLICLES من « 18 ـ 12»جريب ـ صغيرة الحجم من « 5 ـ 7م» متموضعة على طول الحافة الخارجية للمبايض، وكان العالم شتين stein والعالم ليفينثال عام 1935 هما أول من اكتشف ووصف الحالة، وذلك بوصف مجموعة أعراض متلازمة معاً ومرتبطة بعدم التبويض، وهي: ندرة الحيض أو طول فترة الحيض، وزيادة نمو الشعر في الجسم و الوجه، وزيادة الوزن والبدانة، بالإضافة إلى تضخم المبايض من «1.5 ـ 2» عن الحجم الطبيعي، وهو يصيب ما بين «10 ـ 15%» من النساء في العالم في سن الإنجاب، وعادة ما تبدأ المتلازمة في الظهور بين أول عادة شهرية وبين عمر العشرين حين يُلاحظ عدم انتظام الدورة الشهرية أو ندرتها أو زيادة الوزن أو صعوبة حدوث الحمل، وهي أحد أسباب تأخر الحمل ولكنها لا تسبب العقم.
تكيس المبايض
وتتفاوت الأعراض والمظاهر من امرأة لأخرى في الشدة ونوع الأعراض والمظاهر، ويتم تشخيص الحالة إذا توافر وجود مقياسين من ثلاثة لقلة أو ندرة التبويض، أو عدم حدوثه، أو زيادة النشاط الذكوري، ووجود تكيسات متعددة على المبايض وذلك باستخدام جهاز موجات فوق الصوتية، وينعكس ذلك إكلينيكياً على المصابة بالمتلازم بندرة الدورة الشهرية «أقل من 8 دورات في السنة» أوغيابها لأكثر من أربعة أشهر، أو طول مدة الحيض ونزول الدم لفترة طويلة، والذي يمكن أن يكون شحيحاً أو غزيراً.
أما المظاهر الذكورية فتتمثل بزيادة الشعر في الجسم والوجه، أو ظهور حب الشباب، أو تساقط الشعر وظهور الصلع المشابه لـ «النموذج الرجولي»، ويختلف حدوثه باختلاف القوميات العرقية.
أما تكيسات المبايض التي تحدث نتيجة لاضطراب التبويض والتي لا يزيد مقاسها عن 12م، ولا تصل إلى مقاس ما قبل التبويض 16 مم وأكثر، وتدخل في مرحلة التوقف الجريبي ولا تنمو لمرحلة يحدث فيها انطلاق البويضة من الجريبات، وهذه تزيد من حجم المبايض.
تكيس المبايض والحمل
وهناك أعراض أخرى مصاحبة مثل تأخر حدوث الحمل والسمنة، إذ تصيب أكثر من نصف المصابات، أو ارتفاع الاستعداد لحدوث السكر وارتفاع ضغط الدم، ولا تعرف أسبابه على وجه الدقة، ولكن هناك عوامل تلعب دوراً كبيراً في حدوثه مثل زيادة وارتفاع الأنسولين في الدم، والذي تفرزه البنكرياس، الذي يسمح للخلايا باستخدام السكر في الدم لإنتاج الطاقة التي يجتاحها الجسم، وكلما زادت المقاومة للأنسولين على مستوى الخلايا زاد إفراز الأنسولين من البنكرياس لحث الخلايا على الاستجابة، وزيادة الأنسولين بدوره يُعزز من إنتاج الأندروجين من المبايض.
ومن الأسباب أيضاً وجود درجة بسيطة من الالتهابات في النساء المصابات، وهذه الالتهابات تثير الخلايا الدموية لإفراز مواد ترفع من معدل المقاومة للأنسولين.
وهناك من يعتقد أن المشكلة في الغدة النخامية لارتفاع هرمون L. H، ويعتقد كثير من الباحثين أن الوراثة تلعب دوراً في حدوث هذا الاضطراب، فإصابة الأم أو الأخت ترفع من احتمالية الإصابة لدى بقية الأخوات في الأسرة الواحدة، وتنظر البحوث حالياً ـ من خلال الدراسات المكثفة ـ في احتمالية وجود طفرات جينية لها علاقة بحدوث تكيس المبايض، وكذلك تشير البحوث إلى احتمالية حدوث هذا الخلل بسبب النمو الجنيني غير الطبيعي نتيجة تعرض الجنين أثناء نموه في رحم أمه للهرمونات الذكورية.
ولتكيس المبايض مضاعفات مهمة على مستوى الصحة بشكل عام، كما له على مستوى الصحة الإنجابية، إذ يرفع معدل الاستعداد للإصابة بالسكر «النوع الثاني»، ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والكولسترول ومتلازمة الأيض وتراكم الدهون على الكبد والتهابها، وانقطاع التنفس أثناء النوم، والنزيف غير الطبيعي من الرحم، وحدوث سكر الدم، و تسمم الحمل في حالة حدوث الحمل.
أعراض تكيس المبايض
وكذلك سرطان بطانة الرحم بسبب التعرض الطويل لهرمون الاستروجين المرتفع دائماً مع هذا الخلل، وقلة هرمون البروجسترون لانعدام وضعف التبويض، ولا يوجد فحص نوعي لتشخيص تكيّس المبايض، والتشخيص يعتمد أساساً على تقييم الطبيب المختص للحالة واستبعاد أسباب أخرى مؤدية لمظاهر وأعراض مشابهة لتكيس المبايض، وذلك من خلال اتباع الطرق المعيارية في التشخيص من تاريخ مرضي، وفحص سريري، وفحص حوضي، وإجراء التحاليل المخبرية للهرمونات، والكشف بالموجات فوق الصوتية وغيرها.
أما المعالجة فتركز أساساً على معالجة الشكوى الرئيسية للمرأة المصابة مثل السمنة، وحب الشباب، وعدم انتظام الدورة، أو تأخر الحمل، ويكون ذلك بالمعالجة الدوائية وتغيير أسلوب الحياة ووضع برنامج متابعة منتظم.
أما المعالجة الجراحية فنادراً ما يتم اللجوء إليها باستخدام المناظير الحوضية وذلك بثقب التكيسات على سطح المبيض لتقليل الهرمونات الذكورية وإحداث التبويض.