إن الحمل في حياة المرأة مرحلة خاصة ومهمة في كل جوانب حياتها حياتها النفسية والجسدية ، كما أن حالتها وصحتها سواء الجسدية والنفسية يؤثر على صحة وحياة الجنين ؛ ولذلك من أجل الحفاظ على حياة الطفل وسعادته يجب الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية للأم .
وفي حين أن الصحة النفسية للمرأة وسعادتها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بها وبعائلتها ، فإن الصحة الجسدية مرتبطة برعاية واهتمام الطبيب المختص بها .
ومن طرق اهتمام المرأة الحامل بنفسها هي تناولها لحمض الفوليك تحت الإشراف الطبي ، ويُمكن الإشارة هنا إلى أهمية حمض الفوليك أثناء الحمل فهو عبارة عن فيتامين (ب) ومغذيات حيوية لنمو الجنين .
ولكن لماذا يحتل حمض الفوليك هذه المكانة والأهمية الكبيرة أثناء الحمل ؟!
إن في ذلك التوقيت من عمرك إنه من المتوقع أن يتغير جسدك بدرجة كبيرة ؛ فبسرعة يتوسع الرحم وينمو الطفل بمعدل كبير مقارنة بالمدة المستغرقة في ذلك ، والاعتماد على الطعام لن يكون كافيًا لتلبية احتياجات الجسم ، وتناول المكملات الغذائية يعتبر أفضل شئ يمكنك تقديمه لنفسك ولطفلك أيضًا .
إن نقص حمض الفوليك من الممكن أن يؤدي إلى عيب خلقي خطير لا يمكن علاجه ، ومن هذه العيوب هي عيوب الأنبوب العصبي والتي قد تؤثر على الطفل مدى الحياة ، ومن أهم ما يؤدي إليه من أمراض هي انعدام الدماغ والسنسنة المشقوقة .
أولًا السنسنة المشقوقة :
هي حالة لا ينمو فيها الغطاء المفترض وجوده حول الحبل الشوكي لدى الطفل الذي لم يولد بعد ، ووجود هذه الفجوة يجعل الطفل مُعَرَّض لتلف خطير في الأعصاب ، كما يمكن أن يؤدي إلى شلل في بعض الحالات .
ثانيًا انعدام الدماغ :
هو عيب خطير آخر يحدث بسبب نقص حمض الفوليك أثناء الحمل ، وهو عبارة عن عدم اكتمال الدماغ فيصبح جزء كبير منها ومن الجمجمة ومن فروة الرأس مفقود ، ويحدث ذلك غالبًا في المراحل المبكرة للحمل .
حمض الفوليك للوقاية من الأنيميا :
أهمية حمض الفوليك في الحمل تتجاوز الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا ؛ وإنما يقوم أيضا بصنع خلايا الدم الحمراء العادية ، ومنع نوع معين من فقر الدم ، وإنتاج وإصلاح الحمض النووي الخاص بنا .
تناول حمض الفوليك منذ بدء الحمل :
ينمو الطفل بواسطة المشيمة بمعدل سريع ؛ لذلك فمن المهم ضمان نمو صحي للطفل ، وكذلك الحصول على جرعة جيدة من حمض الفوليك بمجرد ظهور نتيجة اختبار الحمل ويتم تأكيد الحمل ؛ عندها يبدأ الطبيب على الفور في وصف مكملات حمض الفوليك ، ويُفترض أن تكون الجرعة المعتادة 400 ميكرو جرام ، ولكن يمكن أن تكون هناك تغييرات في الجرعة حسب الحالة الصحية .
تناول حمض الفوليك عند التخطيط للحمل :
ومع أنه من المفترض أن تبدأ الأم في تناوله بعد حدوث الحمل ، لكن الأطباء ينصحون به جميع النساء المحتمل حدوث حمل لهن حيث يُبقي الجسم على استعداد ؛ لأنه كما هو معروف معظم حالات الحمل تكون غير مخطط لها ، لذلك عند تناول المكملات من حمض الفوليك يكون الجسم مستعدًا لحمل طفل في حالة صحية جيدة .
لا تهاون في تناول حمض الفوليك :
لا يجب أن تتهاون أي سيدة من المحتمل حدوث حمل لها في تناول جرعة المكملات من حمض الفوليك الخاصة بها والتي يصفها الطبيب ، وإذا تم التهاون وبدأت فقط في تناوله بعد اكتشافها للحمل عندها سيكون قد فات الأوان ؛ لأن دماغ الطفل ستكون قد بدأت في التكون ، وفي هذه الحالة سيكون نقص حمض الفوليك له عواقب وخيمة .
المصادر الطبيعية لحمض الفوليك :
وبعد معرفة الأهمية الكبيرة لحمض الفوليك في فترة الحمل يمكن للمرء أن يتساءل عن إذا كان متوفرًا في مصادر طبيعية أم لا ، بالفعل يتواجد حمض الفوليك في العديد من المصادر الطبيعية ومنها الخضراوات الورقية الداكنة ، والبرتقال ، والحمص ، والذرة ، والعدس ، القرنبيط وما إلى ذلك .
ملحوظة :
ومع ذلك فهذه الأطعمة لا يمكن لها أن تحل محل المكملات التي يصفها الطبيب للأم ؛لأنها لن تكوت كافية لتلبية احتياجاتك واحتياجات الطفل المتنامية ، لذلك لكي تحصلي على فترة حمل صحية وطفل سليم غير مريض يجب عليكي توخي الحذر بشأن صحتك ؛ لأنها ستنعكس على صحة طفلك .