إن الحفاظ على الانسجام بين الزوجين أمراً صعباً منذ بداية الخلق ، فطالما أن الزوجين يسعى كل منهما وراء رغباته الشخصية ، فلن يتمكنا من تحقيق الوحدة التي أرادها الله من الزواج.
ما تفعله الأنانية في حياتنا :
الأنانية هي أخطر ما يواجه الحياة الزوجية ، فهي تؤثر على طريقة الحوار بيننا ، وكيفية تقسيم مسئوليات البيت ، وطريقة حل الصراعات ، بل تؤثر أيضاً على حياتنا بصفة عامة .
فالرجال ينكرون احتياجهم لزوجاتهم بعناد شديد ، حتى أنهم يُفضلون صيد السمك أو قنص الحيوانات أو ممارسة الرياضة أو حتى قضاء ساعة أو اثنتين إضافيتين في مقر العمل .
وحتى السيدات تقضين عدد غير محسوب من الساعات في التسوق ، ليس من أجل عائلاتهن ولكن ليهربن من مسئوليات وأعباء المنزل.
لكن كيف يمكننا تجنب العواقب الوخيمة للأنانية في حياتنا الزوجية ؟
التنازل هو الحل :
في بداية الحياة الزوجية ، يكون الزوج أناني بعض الشيء ، فأعوام من العزوبية كافية لتعويده على البحث عن رغباته الشخصية.
فبعد الزواج ، لا تحتاج الزوجة الكثير من الوقت لتدرك ميل زوجها للكسل ، وأن أيام الأجازات جُعلت ليفعل كل ما يسعده ، من الجلوس أمام التلفاز لمشاهدة أي نوع من أنواع الرياضة لساعات عديدة ، لكن الزوجة كانت بحاجته لأن يشاركها فيما أُلقي على عاتقها من مهام ومسئوليات.
يعطينا الزواج فرصة رائعة للتخلص من الأنانية ، فالبعض يقول ” لا يوجد أمل ؛ فلن أستطيع تغييره ” أو ” ما الفائدة من ذلك؟ فهي لن تتغير أبدا ” ، بينما من الأفضل أن يتغير الطرفين لأن النجاح في تحديد أهداف مشتركة أهم بكثير من الأهداف الفردية.
التضحية :
لقد وجدنا الحل للقضاء على الأنانية في التعاليم الدينية السمحة ؛ فبدلا من الرغبة في أن نكون أولاً ، نرغب في أن نكون سويا ، وبدلاً من رغبتنا في أن ينقذنا الآخرون ، يجب أن ننقذ نحن الآخرين ، يجب أن نحب الجميع كما نحب أنفسنا وأكثر، حب لأخيك ما تحب لنفسك.
أسطورة القنافذ وقبول الآخر :
أكثر ما نحتاجه في حياتنا شخصاً يقبلنا على ما نحن عليه ، معظمنا يعرف القصة التي قارنت ارتباطنا بالآخرين بمأزق تعرَّض له قنفذان يتجمدان في فصل الشتاء ، كانا يرتعشان من برودة الهواء ، لذا قررا أن يقتربا من بعضهما البعض ليستشعرا الدفء والأمان.
لكن ما لبثت أشواك كل منهما الحادة في إيلام الآخر فابتعدا ، ولما ازداد عدد ضحايا البرد الشديد حولهما ، شعُرا بضرورة اقترابهما ثانيةً أو سيموتان متجمدَين ، لكن أشواكهما سببت المزيد من الألم فابتعدا ثانية.
وهذا هو حال الكثير من الزيجات ، فنحن لا نحتمل البرد (البعد عن الطرف الآخر) ، لكننا بحاجة لأن نتعلم كيف نتعايش مع تلك الأشواك الحادة التي تُعتبر جزءاً من بقائنا معاً.
فإن لم تتنازل بعض الشيء من أجل هدف أهم وأكبر ، فإنك بذلك تسمح للأنانية بتدمير حياتك الزوجية.