تحليل شرح قصيدة رسالة من المنفى للشاعر محمود درويش

تحليل شرح قصيدة رسالة من المنفى للشاعر محمود درويش

تحليل شرح قصيدة رسالة من المنفى للشاعر محمود درويش، محمود درويش احد ابرز الشعراء الفلسطينيين الذين تمكنوا من ابراز كمية الظلم والواقع المرير الذي وقع عليهم من الإسرائيليين، حتى تمكن هذا الشاعر العظيم من ان يكتب عدد من القصائد والأشعار التي امتازت بحلاوة اللفظ والكلمة، ومن تلك القصائد رسالة من المنفى، لنتناول في مقالنا شرحها وتحليلها.

تحليل شرح قصيدة رسالة من المنفى للشاعر محمود درويش

شرح قصيدة رسالة من المنفى

استهل الشاعر قصيدته بإرسال تحية وقبلة لامه، ثم تساءل في نفسه من اين ابدأ ومن أين انتهي، وذلك يدل على كلام كثير في نفسه يود لو يقوله لها، فاذا بدأ كيف له ان ينتهي ليخبرها عن حاله في غربته، واصفا له حاله ومعاناته، فهو لا يملك سوى رغيف يابس ودفتر يسجل كل ما يأتي في خاطره، ومن بؤسه شبه نفسه بالطائر الذي لا يستطيع على الطيران.

تحيّة.. وقبلة

وليس عندي ما أقول بعد

من أين أبتدي؟ .. وأين أنتهي؟

ودورة الزمان دون حد

وكل ما في غربتي

زوادة، فيها رغيف يابس، ووجد

ودفتر يحمل عني بعض ما حملت

بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد

من أين أبتدي

وكل ما قيل ومايقال بعد غد

لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد

لا يرجع الغريب للديار

لا ينزل الأمطار

لا ينبت الريش على

جناح طير ضائع.. منهد

من أين أبتدي

تحية.. وقبلة.. وبعد..

******

ومن ثم ينتقل الشاعر ليصف منفاه ما بين اكل ويأس، لينتقل عارضا لأحوال الشباب داخل المنفى والاعباء والاحمال التي على عاتقهم، يعملون في غسل الاواني ابتسامتهم التي على وجوههم ما هي الا زائفة يخرجونها قصرا، حتى يرضون الزبائن، ويتحدث عن ثوبه واصفا اياه أنه بخير رغم ما به من تمزق، يواسي نفسه أنه بخير، ما دام في السماء قمر وفي العين بصر، فالدنيا وهو بخير.

أقول للمذياع.. قل لها أنا بخير

أقول للعصفور

إن صادفتها يا طير

لا تنسني، وقل: بخير

أنا بخير

أنا بخير

ما زال في عيني بصر!

ما زال في السما قمر!

وثوبي العتيق، حتى الآن، ما اندثر

تمزقت أطرافه

لكنني رتقته.. ولم يزل بخير

وصرت شابًا جاور العشرين

تصوريني.. صرت من العشرين

وصرت كالشباب يا أماه.

أواجه الحياة

وأحمل العبء كما الرجال يحملون

وأشتغل

في مطعم.. وأغسل الصحون

وأصنع القهوة للزبون

وألصق البسمات فوق وجهي الحزين

ليفرح الزبون.

رسالة من المنفى محمود درويش

يستمر كذلك هنا الشاعر في وصفه لحاله وحال الشباب في المنفى، والحال الذي هم عليه بسبب القسوة والألم الذي يتعرضون لها هناك، الا انه لا يضعف مظهرا المه وضعفه، لكنه يظهر قوته وانه بخير رغم كل ما يمر به، ويتحدث عن الجوع الذي ألم بهم في المنفى، وعن نومه وبطنه خالي، ثم يتراجع ويخبر أنه بخير يمتلك خبز أسود والقليل من الخضار.

قد صرت في العشرين

وقال صاحبي: هل عندكم رغيف

يا إخوتي؛ ما قيمة الإنسان

إن نام كل ليلة.. جوعان؟

أنا بخير

أنا بخير

عندي رغيف أسمر

وسلة صغيرة من الخضار

******

هنا يطرح الشاعر العديد من التساؤلات، ليسأل الشاعر عن حال كل شخص في بلده، حتى انه تساءل عن التراب، وذلك لشدة شوقه لوطنه وأهله، ليشرع بعدها بتساؤلاته عن والده وهل بقي كما تركه، مصورا بعدها سبيل تضحية الآباء حتى يتعلم أبنائهم، ثم يسال عن لخته اذ جاءها خطاب ام لا، وجدته التي كانت تجلس امام البيت تدعوا للشباب، لينهي تساؤلاته بتعجبه لعدم إتيان أي خبر من احد من اهله او وطنه، فهو الوسيلة للتواصل بينهم.

سمعت في المذياع

قال الجميع: كلنا بخير

لا أحد حزين!

فكيف حال والدي

ألم يزل كعهده؛ يجب ذكر الله

والأبناء.. والتراب.. والزيتون؟

وكيف حال إخوتي

هل أصبحوا موظفين؟

سمعت يومًا والدي يقول:

سيصبحون كلهم معلمين..

سمعته يقول

(أجوع حتى أشتري لهم كتاب)

لا أحد في قريتي يفك حرفًا في خطاب

وكيف حال أختنا

هل كبرت.. وجاءها خطّاب؟

وكيف حال جدتي

ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟

تدعو لنا

بالخير.. والشباب.. والثواب!

وكيف حال بيتنا

والعتبة الملساء.. والوجاق.. والأبواب!

سمعت في المذياع

رسائل المشردين..

للمشردين جميعهم بخير!

لكني حزين..

تكاد أن تأكلني الظنون

لم يحمل المذياع عنكم خبرًا..

ولو حزين

ولو حزين

معاني المفردات في قصيدة رسالة الى المنفى

بعدما تطرقنا في العنوان السابق شرح القصيدة، التي كتبها الشاعر محمود درويش شاعر فلسطين يعني شاعر الدماء والحروب، التي وصف من خلالها صوته من داخل المنفى واشتياقه وحنينه لوالدته، اظهر مدى الاسى والقسوة التي ترافق المنفى والتواجد فيه، ولنوضح بعض مفرداته:

  • حد: منتهى.
  • منهد: متعب.
  • الوجد: الحب.
  • هبي: افترضي.
  • يطارد: الإصرار على الملاحقة.
  • الآفاق: الفضاء الواسع.
  • سطوة: الاستيلاء بقوة.

الموسيقى الشعرية في القصيدة

عمل محمود درويش على تغيير قافية القصيدة من مقطع لآخر، وذلك تبعا للمعنى الذي تتضمنه القصيدة من الجهة الفنية مظهرا بذلك الحزن والالم، وكان ذلك واضحا في استخدام حرف الحاء في الكلمات المتضمنة معنى الظلم والخوف، وحرف النون أيضا المليء بالحزن والالم، وذلك الاختلاف يكسب القصيدة قوة عاطفية.

الصور الجمالية والمحسنات البديعية

جاء الاستفهام في قول الشاعر من اين ابتدئ؟ وماين انتهي؟ ليدل ذلك على الحيرة والتردد، وكذلك الاستفهام في قوله مهاجرا مات بلا كفن دلت على الحسرة والألم، ما قيمة الانسان؟ جاءت مقرة بالحقيقة التي يوجهها الانسان اذا ابتعد عن اهله ووطنه.

زوادة فيها رغيف يابس، فيها استعارة مكنية وشبه بها حاله بالغربة بانه اناء يحمل خبز، وبه أيضا كناية عن الفقر والحياة الصعبة، ويفتح الآفاق للأشباح، بها كناية عن الوحشة والغربة، يا اماه تدل على حب الشاعر لوطنه، الليل ذئب جائع:  تشبيه بليغ شبه هنا الليل بانه ذئب جائع، واصفا بذلك تأثير الليل عليه وتأثيرها على نفسيته.

هل يذكر المساء: بها تشخيص بذلك جعل المساء انسانا قادرا على التذكر والاسترجاع، سدت طريق البر والبحر والآفاق: بها كناية عن مدى انقطاع التواصل بين المشاعر.

تحليل شرح قصيدة رسالة من المنفى للشاعر محمود درويش، من اهم الشعراء الذين ارتبط اسمهم بقوة في الثورة والوطن، كما انه ساهم في ادخال الرمزية في الشعر العربي وعمل على تطويره.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إنضم لقناتنا على تيليجرام