خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر، هذه الخطب التي يبحث عنها كثير من اهل العلم والدعاة في هذه الايام من اجل الحديث بها في الدروس المختلفة في المساجد التي تكون بعد الصلوات المفروضة، وهي من اجمل الخطب التي فيها الكثير من الخير والبركة للمسلمين لما تحمل من معلومات مهمة جدا للمسلمين في انحاء العالم الاسلامي، حيث يتبين من هذه الخطبة ما هو فضل العشر الاواخر من رمضان وفضل ليلة القدر وغيرها من العبادات التي يتقرب العبد بها الى الله عز وجل، حيث تعتبر هذه الخطبة من اكثر الخطب التي يستفيد منها المسلمين امور الدين بالاخص العشر الاواخر من رمضان والليلة المباركة فيها ليلة القدر التي خير من الف شهر، ويتعرفون ايضا على كيفية استغلال شهر رمضان المبارك لحصد الاجر والثواب الكبير في هذه الايام المباركة، لذلك تابعونا الان للحصول على اجمل خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر.

خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

متابعينا الكرام والباحثين نضع بين ايديكم خطبة متكاملة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر، والتي تحتوي على الادلة من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة واجتهادات العلماء حول فضل العشر الاواخر من رمضان وفضل ليلة القدر المباركة، لتكون جاهزة وكاملة، ونتنمنى ان تفيدكم في بحثكم عن افضل خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر ويكون ما قمنا باختياره من هذه الخطبة هو الافضل بالنسبة لكم لذا تابعوا معنا الان خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر.

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فاتقوا الله – عباد الله – حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.

أيها المسلمون: خلق الله الثَّقلَين لعبادتِه، وهو – سبحانه – غنيٌّ عنهم، ولا غِنى لهم عنه، وعبادتُه وحده سببُ دخول جنات النعيم.

جاء رجلٌ إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال: دُلَّني على عملٍ إذا عملتُه دخلتُ الجنة. قال: «تعبُد الله لا تُشرِك به شيئًا، وتُقيمُ الصلاةَ المكتوبة، وتُؤدِّي الزكاةَ المفروضة، وتصوم رمضان»؛ متفق عليه.

وعبادتُه تعالى في كل مكانٍ وآنٍ، وجعل – سبحانه – رمضان موسِمَ التعبُّد له، فكان – عليه الصلاة والسلام – يخُصُّه بالعبادة بما لا يخُصُّ غيرَه من الشهور.

وحرصَ الصحابة – رضي الله عنهم – على اغتِنام لحظاته؛ قال أبو هريرة – رضي الله عنه -: “كانوا إذا صامُوا جلَسُوا في المسجِد”.

ومن فضلِه – سبحانه -: أن جعل في موسِمِ رمضان مواسِم؛ ففضَّل العشرَ الأخيرة على سائر ليالي الشهر، وجعل ليلةَ القدر أفضلَ ليلةٍ في الشهر، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخصُّ العشرَ الأواخر من رمضان بأعمالٍ لا يعملُها في بقيَّة الشهور:

فإذا دخلت العشرُ أحيا ليلَه، وأيقظَ أهلَه، وشدَّ المئزَر، وجدَّ واجتهَد في طاعة الله يتحرَّى فيها ليلةً مُباركةً هي تاجُ الليالي .. بركاتُها عديدة .. وساعاتُها معدودة.

نوَّه – سبحانه – بشأنها، وأظهر عظمتَها، فقال – سبحانه -: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) [القدر: 2].

العملُ القليلُ فيها كثير، والكثيرُ منها مُضاعَف .. العبادةُ فيها أفضلُ من عبادة ألف شهر، وأفضلُ الكتب السماوية نزلَ في ليلتها: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر: 1].

ومن تشريفِ القرآن العظيم: الإكثارَ من تلاوته في الشهر الذي نزل فيه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة: 185].

وكان جبريلُ – عليه السلام – يُدارِسُ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – القرآنَ في رمضان، وفي العام الذي تُوفّي فيه دارسَه القرآنَ في رمضان مرتين.

وحقيقٌ بالمُسلم أن يُكثِرَ من تلاوة كتابِ الله في شهر الفضائل؛ لينالَ فضلَ القرآن في فضلِ رمضان.

ليلةُ القدر ليلةٌ عظيمةٌ، أخبرَ الله أن مما يحدثُ فيها: أنها يُفرقُ فيها كلُّ أمرٍ؛ أي: يُفصَلُ من اللوح المحفوظِ إلى الكتَبَة أمرُ السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق والخير والشرِّ وغير ذلك.

قال النوويُّ – رحمه الله -: “سُمِّيَت القدر؛ أي: ليلة الحُكم والفصل”.

يصِلُ فيها الربُّ ويقطع، يخفِضُ ويرفع، يُعطِي ويمنَع، كما قال تعالى: (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان: 4]؛ أي: ما يُقدِّرُه الله فيها مُحكَمٌ لا يُبدَّلُ ولا يُغيَّر.

ليلةٌ لكثرة بركَتها تتنزَّلُ فيها الملائكة، والملائكة تتنزَّلُ مع البركة والرحمة .. ليلةٌ هي سلامٌ من الله، فكلُّها خيرٌ لا شرَّ فيها إلى مطلَع الفجرِ، وأُخفِيَت متى هي في العشر، ليجتهِدَ طُلابُها في ابتِغائِها؛ لتزداد العبادةُ في العشر جميعًا.

ويُستحبُّ للعبد الإكثارُ من الدعاء والصلاة وفعل الخير في العشر. قال ابن مسعودٍ – رضي الله عنه -: “لكل شيءٍ ثمرة، وثمرةُ الصلاة الدعاء”.

تقول عائشةُ – رضي الله عنها -: قلتُ: يا رسول الله! أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدر، ما أقولُ فيها؟ قال: «قُولِي: اللهم إنك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي»؛ رواه الترمذي.

والقائمُ في ليلتها بالتعبُّد مغفورٌ له ذنبُه، قال – عليه الصلاة والسلام -: «من قامَ ليلةَ القدر إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه»؛ متفق عليه.

وكان – عليه الصلاة والسلام – يعتكِفُ في العشر الأواخِر يتحرَّى ليلةَ القدر، قالت عائشةُ – رضي الله عنها -: “كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتكِفُ في العشر الأواخِر من رمضان حتى توفَّاه الله تعالى”؛ متفق عليه.

قال ابن بطَّال – رحمه الله -: “فهذا يدلُّ على أن الاعتِكافَ من السنن المُؤكَّدة؛ لأنه مما واظَبَ عليه النبي – صلى الله عليه وسلم -، فينبغي للمؤمنين الاقتداءُ في ذلك بنبيِّهم”.

ففي الاعتِكاف قطعُ العلائِق عن الخلائِق للتفرُّغ لعبادة الخالِق، وإذا قوِيَت الصلةُ بالله رضِيَ الربُّ عن العبد.

قال ابن شهابٍ – رحمه الله -: “عجبًا للمُسلمين؛ تركُوا الاعتِكافَ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يترُكه منذ دخل المدينةَ كلَّ عامٍ في العشر الأواخر حتى قبضَه الله”.

والمُعتكِفُ يعكفُ على طاعة الله، ويُقيمُ عليها مُدَّة اعتِكافِه في أحبِّ البِقاع إلى الله “المساجد”، ويُقيمُ فيها على الطاعة والعبادة، والخضوع والخشوع والابتِهال، فلا يكون همُّه إلا الله، ولا مقصودُه إلا إياه، ولا مُرادُه سِواه – عز وجل -.

ويخرُج من الاعتِكافِ وقد اعتكفَ قلبُه على طاعة الله، فيكون أوَّاهًا مُنيبًا إليه – سبحانه -.

ورمضانُ موسِمٌ للمُتصدِّقين يتنافسُ فيه الأغنياءُ بالبذلِ والإنفاقِ في فعل الخيرات، وصنائِع المعروف، ومدِّ يدِ العون والمُساعَدة والصدقة إلى ذوي الفاقَة، والمساكِين، وإتحاف الفُقراء.

فداوُوا مرضاكُم بالصدقة؛ فإنها تدفعُ الأمراضَ والأعراضَ. وابتغُوا الضعفاءَ والمحاوِيجَ، وارزُقوهم تُرزَقوا، وارحمُوهم تُرحَموا؛ فما اشتكَى فقيرٌ إلا من تقصير الغنيِّ، ومن صِفات الأبرار أن عطاءَهم خالِصٌ لوجه الله لا يطلبون من الفقراء الثناءَ والدعاء.

فلا تجعل صدقتَك رجاءَ دعوة الفقير لك، وإنما رِضا الله – سبحانه -، قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان: 8، 9].

قال شيخُ الإسلام – رحمه الله -: “ومن طلبَ من الفقراء الدعاءَ أو الثناءَ خرجَ من هذه الآية”.

وبعدُ، أيها المسلمون: فالأجورُ في رمضان مُضاعفَة، وأبوابُ الجنة فيه مفتوحة، وقُدومُه عبورٌ لا يقبلُ الفُتور، وشهرُه قصيرٌ لا يحتملُ التقصير. فسابِق إلى الخيرات، وإن استطعتَ ألا يسبِقَك إلى الله أحدٌ فافعَل.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفرُ الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

أيها المسلمون: رمضانُ مغنَمٌ للتوبة والإنابة، يُقيلُ الله فيه العثَرَات، ويمحُو فيه الخطايا والسيئات. فأقبِل على الله بالندم على التفريط، والعزمِ على مُجانبَة الآثام، وهو – سبحانه – يحبُّ الآيِبَ إليه، ويفرحُ بتوبةِ التائِب.

فتعرَّضُوا لنفحَات ربِّكم، واستنزِلوا الرزقَ بالاستِغفار، والعاقلُ من ينتهِزُ بقيَّة لحظات شهره، فيشغلُها بالطاعات وعظيم القُرُبات، ويستبدِلُ السيئات بالحسنَات.

وكلما تكاسَلتَ عن فعل الخير تذكَّر قولَه تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) [البقرة: 184].

ومن كان في شهرِه مُنيبًا، وفي عملِه مُصيبًا؛ فليُحكِم البناءَ، وليشكُر اللهَ على النعماء، ولا يكُن كالتي نقضَت غزلَها من بعد قوةٍ أنكاثًا.

ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا) [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين.

اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام أو المسلمين، أو أرادنا وأراد ديارَنا بسوءٍ فأشغِله في نفسِه، واجعل كيدَه في نحرِه، وألقِ الرعبَ في قلبِه يا قويُّ يا عزيز.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].

اللهم تقبَّل منا صيامَنا وقيامَنا، وأعتِق رقابَنا من النار، وأدخِلنا الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ، وارزُقنا الفردوسَ الأعلى بكرمِك وفضلِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم داوِ مرضاهم، اللهم اجعل ديارَهم ديارَ أمنٍ وأمانٍ وتوحيدٍ ورخاءٍ يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، ووفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين للعملِ بكتابك، وتحكيمِ شرعك.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر