يحنُّ أغلب الأزواج بالفطرة لإنجاب الأطفال في وقتٍ ما ، في الماضي غير البعيد ، لم يكُن لدى الزوجين حيلة أخرى إن لم يتمكنا من الإنجاب بطريقة طبيعية .
لحسن الحظ ، فقد تقدَّمت التكنولوجيا كثيرًا لتمنح مثل هذين الزوجين فرصة للمحاولة وعدم الاستسلام ، حيث أصبح أطفال الأنابيب ، أو التلقيح الصناعي ، واحدًا من ضمن العديد من الخيارات التي أُتيحت مؤخرًا للزوجين ليسعدوا برؤية طفلهم .
يُعرف التلقيح الصناعي بأنه التقنية التي يتم فيها سحب بويضات من المرأة ليتم إخصابها في المعمل باستخدام الحيوانات المنوية التي تم الحصول عليها من الزوج ، ثم تُزرع هذه البويضة المُخصَّبة في رحم المرأة ، حيث تنمو وتتطور داخل الرحم حتى تُصبح جنينًا كاملًا مستعدًا للخروج إلى عالمنا.
الآن سوف نعرض الخطوات المختلفة للإخصاب الأنبوبي ، ونتعرف على ما يحدث خلاله بالتفصيل.
هل التلقيح الصناعي خيارًا مناسبًا لك؟
أول خطوة في عملية التلقيح الصناعي هي التأكد من ملاءمتك لمعايير إتمام هذه العملية ، فإن لم تكُن مناسبًا لتلك المعايير ، لن يُسمح لك بالمضي في هذه الوسيلة وربما تُنصح بتجربة أي من وسائل الإنجاب الأخرى ، ومن هذه المعايير:
-أن يكون الزوجان قد حاولا الإنجاب بالطريقة الطبيعية ، لمدة تزيد عن العامين ، ولم ينجحا في ذلك.
-أن يكون الزوجان سبق لهما الخضوع للإخصاب الصناعي ، ولم ينجح.
-أن تُعاني المرأة من فقد أو انسداد أحد قناتي فالوب ، ويعتبر التلقيح الصناعي وسيلة جيدة ، لأنه لا يتطلب عمل أي من قناتي فالوب.
-أن تُعاني المرأة من بعض مشاكل الإخصاب ، مثل تورُّم بطانة الرَّحم أو متلازمة تكيُس المبايض.
-أن تُعاني المرأة من عدم انتظام دورة الإباضة ، وفي هذه الحالة قد تفيد بعض الأدوية في تنظيم دورة الإباضة لدى المرأة ، للحصول على بويضات سليمة.
-أن يُعاني الزوج من قلة عدد الحيوانات المنوية.
متى يجب تجنُّب الإخصاب الأنبوبي؟
من الممكن أن يكون التلقيح الصناعي خيارًا ليس ناجحًا للعديد من الأزواج.
-إذا كنتِ تعانين من ضعف البويضات ، فأنتِ معرَّضة لفشل عملية الإخصاب الأنبوبي.
-بعد عمر السابعة والثلاثين ، تقل فرص نجاح عملية التلقيح الصناعي، حيث يقل عدد البويضات التي يُنتجها جسم المرأة مع التقدم في السن.
-في حالة نجاح عملية التلقيح الصناعي لامرأة أربعينية (عمرها أربعين سنة أو أكثر) ، يظل الإجهاض أمرًا مُحتملًا طوال فترة الحمل.
-الأورام الليفية واضطراب الهرمونات وضعف المبيض وتشوهات الرحم ، جميعها أسباب تؤدي إلى انخفاض فُرص نجاح عملية الإخصاب الأنبوبي.
التلقيح الصناعي خطوة بخطوة :
تبدأ عملية (أو دورة) التلقيح الصناعي في اليوم الأول من الدورة الشهرية ، وربما تحتاجين لمتابعة دورة الإباضة ، حيث يتطلب الأمر حقن بعض العقاقير قبل قدوم الدورة الشهرية.
اليوم الأول :
يُعرف تاريخ الدورة القادمة منذ اليوم الأول من العلاج ، وبما أن كل جسم يختلف عن الآخر في تفاعله مع الأدوية ، فسوف يساعدك الطبيب أو الممرضة في تحديد اليوم الأول للدورة على نحو أفضل.
مرحلة التحفيز :
يُعتبر اليوم الأول هو بداية مرحلة التحفيز ، في هذه المرحلة ، تُحفَّز المبايض لإنتاج أكبر عدد من البويضات ، عن طريق بعض الأدوية التي قد تستمر من 8 إلى 14 يوم ، حيث أن المبيض يُنتج في الدورة الطبيعية بويضة واحدة كل شهر.
تختلف الأدوية المستخدمة في هذه المرحلة من امرأة لأخرى بناءً على احتياجها ، وتكون على هيئة حقن تُأخذ من حوالي مرة أو اثنتين خلال الدورة إلى مرة أو اثنتين يوميًّا ، وسوف يُخبركِ الطبيب بموعد وكيفية أخذ تلك الحُقن.
كما يتم متابعة نمو البويضات بحرص ، وربما تحتاجين إلى إجراء بعض فحوصات الدم وعمل سلسلة من الأشعة فوق الصوتية.
ثم تأتي مرحلة الحقنة المنشطة ، التي تُجهز البويضات وتساعدها على الانطلاق ، ثم يتم سحبها قبل التبويض مباشرة.
استرجاع البويضة :
تتم عملية استرجاع أو التقاط البويضة من المبيض في المشفى ، وربما تحتاجين إلى التخدير الكلي أثناء هذه العملية ، حيث تستخدم تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية في إرشاد الإبرة للدخول إلى المبيض وسحب البويضات ، حيث يُمكن سحب حوالي من 8 إلى 15 بويضة في المرة الواحدة.
لن تشعري بالألم بعد هذه العملية ، وسيكون بإمكانك السير على قدميك داخل المشفى ، ولكن قد تحتاجين إلى البقاء لمدة 30 دقيقة قبل السماح لكِ بالعودة إلى المنزل.
استرجاع الحيوان المنوي :
يجب على الزوج إنتاج الحيوانات المنوية وإحضارها إلى المشفى في نفس نهار استرجاع البويضات ، أو الاحتفاظ بها مجمَّدة في المشفى قبل ذلك ، ثم تُصنَّف الحيوانات المنويَّة إلى مستويات بناءً على جودتها ، حيث توضع في تركيبة من مواد معينة لتقليل حركتها ، ومن ثمَّ يتمكن الأطباء من اختيار الحيوانات المنوية الأكفأ ليتم استخدامها.
الإخصاب :
توضع الحيوانات المنوية والبويضات في إناء الزرع ، ليجد كل حيوان منوي بويضة ، في عملية مشابهة تمامًا لتلك التي تحدث في الطبيعة ، والتي تُسمَّى “الإخصاب”.
تطوُّر البويضة المخصبة :
في حالة نجاح عملية الإخصاب ، تنتج بويضة مُخصَّبة ، ثم يضع الأطباء هذه البويضة المخصبة داخل حاضِنة مُخصصة لتحدث عملية النمو في ظروف ملائمة ، وتترك البويضة المُخصبة هكذا حوالي خمسة أو ستة أيام تحت ملاحظة الطبيب ، حيث تكون من خليتين إلى أربع خلايا في اليوم الأول ، ثم من ست إلى ثمانِ خلية في اليوم الثالث ، ومن الضروري تذكُّر أن ليس كل البويضات المخصبة تصل إلى هذه المرحلة.
زرع البويضة المخصبة :
بعد اكتمال مرحلة النمو داخل المعمل ، تُصبح البويضة المخصبة جاهزة للزراعة داخل الرحم ، وسوف يُخبركِ الطبيب عن كيفية تجهيز نفسك لهذا الأمر ، حيث يتطلب الأمر شرب الكثير من الماء للحصول على مثانة ممتلئة ، ثم يحدد الطبيب مكان زراعة البويضة المخصبة باستخدام تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية.
تستغرق هذه العملية حوالي خمس دقائق ، ويمكنك الوقوف بعد الانتهاء منها مباشرة ، ولا يوجد خوف من سقوطها أثناء الوقوف أو السير أو غير ذلك كما تعتقد بعض السيدات.
اختبار الدم :
ستحتاجين للانتظار لمدة أسبوعين بعد عملية الزرع ، ثم عليكِ إجراء فحص دم لتحديد مستوى هرمون الحمل (HCG) في الدم ، فإن كانت نتيجة التحليل إيجابية ، فهذا يعني أنكِ تحملين طفلكِ بين أحشائك.