شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها، سجل التاريخ العديد من الشخصيات المهمة والتي خلدت في التاريخ، وشخصيات إسلامية لها قصص معبرة وجميلة، وقد كتب عنها القصائد والأشعار، ومن هؤلاء الشخصيات، الخنساء، وهي تماضر بنت عمرو السلمية، هي صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل بجد، اشتهرت الخنساء برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية، وقد سميت بالخنساء بسبب ارتفاع أرنبتي انفها، وقد كتبت قصائد في أخاها، ويتساءل الكثير من الأشخاص حول شرح أبيات قصيدة الخنساء التي ترثي أخاها، وسنتعرف من خلال هذا المقال المقدم لكم من خلال موسوعة ميرال نيوز على شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها.
قصيدة الخنساء ترثي أخاها
قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عـوَّارُ …. أمْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ
كانَّ عيني لذكـراهُ إذَا خطرتْ …. فيضٌ يسـيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ …. وَدونـهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ
تبكي خناسٌ فما تنـفكُّ مَا عمرتْ …. لَها عليهِ رنـينٌ وَهيَ مفتـارُ
تبكي خناسٌ علَى صـخرٍ وحقَّ لهَا …. إذْ رابـهَا الدَّهـرُ إنَّ الدَّهـرَ ضـرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميـتةٍ في صرفهَا عبرٌ …. وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ
قدْ كانَ فيكمْ أبـو عمـرٍو يسودكمُ …. نعمَ المعمَّمُ للدَّاعـينَ نصَّـارُ
صـلبُ النَّـحـيزةِ وَهَّـابٌ إذَا منـعُوا …. وَفي الحـروبِ جريءُ الصَّدرِ مهصارُ
يا صخرُ ورَّادَ مــاءٍ قدْ تـنـاذرهُ …. أهلُ المواردِ مَا في وردهِ عارُ
مشَي السَّبنـتى إلى هيـجاءِ معضلةٍ …. لهُ سلاحانِ أنيابٌ وَأظـفارُ
وَما عجولٌ علَى بوٍ تطـيـفُ بـهِ …. لهَا حنـيـننانِ إعلانٌ وَإسرارُ
ترتـعُ مَا رتعـتْ حتَّى إذا ادّكرتْ …. فإنَّـنما هيَ إقـبالٌ وَإدبـارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في أرضٍ وَإنْ رتـعتْ …. فإنَّـما هيَ تـحـنانٌ وَتسجارُ
يوماً بأوجدَ منّي يـومَ فارقني …. صخـرٌ وَللـدَّهرِ إحلاءٌ وَإمرارُ
وإنَّ صخراً لواليـنَا وَسيّـدنَا …. وإنَّ صخراً إذَا نـشتُـو لنحَّـارُ
وإنَّ صخراً لـمقدامٌ إذَا ركبـوا …. وإنَّ صـخراً إذَا جاعُـوا لعقّارُ
وإنَّ صخراً لتأتـمُّ الهـداةُ بـهِ …. كأنَّـهُ علمٌ في رأسـهِ نـارُ
جلـدٌ جميـلُ المحـيَّا كاملٌ ورعٌ …. وَللحروبِ غـداةََ الـرَّوعِ مسعـارُ
حمَّالُ ألويةٍ هـبّــَاطُ أوديـةٍ …. شهَّادُ أنـديـةٍ للجـيشِ جرَّارُ
فقلتُ لمَّا رأيـتُ الدَّهرَ ليسَ لهُ …. معاتـبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّـارُ
لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي أخاَ ثـقـةٍ …. كانتْ ترجَّـمُ عـنهُ قبلُ أخبارُ
فبـتُّ ساهـرةً للنَّجمِ أرقـبهُ …. حتَّى أتَى دونَ غورِ النَّجمِ أستارُ
لمْ ترهُ جارةٌ يمـشِي بساحتهَا …. لريبةٍ حـينَ يخـلِي بيـتهُ الجارُ
ولا تراهُ وما في البيـتِ يأكلهُ …. لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمـارُ
ومطعمُ القومِ شحماً عندَ مسغبهمْ …. وَفي الجدوبِ كريمُ الجدِّ ميسارُ
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ …. فقدْ أصيبَ فما للعـيشِ أوطارُ
مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنـفـدْ شبيـبتهُ …. كأنَّهُ تـحتَ طيِّ البـردِ أسوارُ
جهمُ المحيَّا تضيءُ اللَّيل صورتهُ …. آباؤهُ منْ طوالِ السَّـمكِ أحرارُ
مورَّثُ المجـدِ ميمـونٌ نقيبتهُ …. ضخمُ الدَّسيـعـةِ في العـزَّاءِ مغوارُ
فـرعٌ لفرعٍ ريمٍ غيـرِ مؤتشبٍ …. جلدُ المريرةِ عندَ الجمعِ فخَّـارُ
في جوفِ لحـدٍ مقيم قدْ تضمَّـنهُ …. في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَأحجارُ
طلقُ اليدينِ لفعل الخـيـرِ ذو فجـرٍ …. ضخمُ الدَّسيـعةِ بالـخيراتِ أمَّـارُ
ليبكهِ مقتـرٌ أفنى حريبـتهُ …. دهرٌ وَحالفهُ بؤسٌ وَإقتـارُ
ورفقةٌ حارَ حاديهـمْ بمهلكةٍ …. كأنَّ ظلمتَها في الطّـخيةِ القارُ
لا يمنعُ القومَ إنْ سألوهُ خلعـتهُ …. وَلاَ يـجاوزهُ باللَّـيـلِ مـرَّارُ
شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها
دأت الخنساء قصيدتها بسؤال بلاغيّ أي أنها لا تريد جواباً من المستمع .
ذكرت في سؤالها 3 أسباب: قذىً بالعين، عوّار (وجع) بالعين، أو خلاء الدار من أهلها (فقدان عزيز من أهل الدار)، وينطبق عليها السبب الثالث (فقدان عزيز) لكونها فقدت أخيها صخر.
استخدمت (ذَرَّفَت) وليس (ذَرَفَت) للتعبير عن كثرة الدمع.
تتحدث الخنساء واصفةً آلامها وأحزانها من خلال بكائها الشديد على فقدان أخيها صخر، دخلت إلى الموضوع عن طريق تساؤل واستفهام تعجبي عن سبب انهيار دموعها بهذه الغزارة، وتورد الخنساء ثلاثة أسباب (احتمالات) ممكنة، فهي تسأل سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة
استخدمت الاستفهام البلاغي لتعظيم حزنها بموت أخيها، وتوضيح عظم الفاجعة.
استخدمت المبالغة للتأكيد على حزنها (سبب هذا البكاء الغزير) وتعظيم الفاجعة.
استخدمت التجريد (مخاطبة الشاعر لنفسه [يجرد من نفسه ذات أخرى ويكلمها).
استخدمت التصريع (صدر البيت وعجزه يتفقان بالقافية عوّارُ – دارُ)
في ختام المقال الذي تعرفنا من خلاله على شرح ابيات قصيدة الخنساء ترثي أخاها، وهي قصيدة كتبتها الخنساء في اخاها حينما توفى في معركة من معارك المسلمين، في الختام يمكنكم مشاركتنا بآرائكم وتعليقاتكم حول هذا المقال، ودمتم بود.