يحتفظ موقع «طبقة فحل» شمال وادي الاردن بارث حضاري واثري متنوع على مر الحقب التاريخية المتعاقبة بوصفها احدى اقطاب حلف المدن العشر «الديكابولس» في العهد اليوناني.
ثلاثة تلال تشكلت منها المدينة هي التل الرئيسي سرطبة والحصن تسيطر مباشرة على اثنتين من طرق التجارة القديمة الامر الذي اكسبها مكانة استراتيجية احداها تلك الطريق القادمة من الجنوب بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الاردن والمتجهة الى دمشق.. والثانية القادمة من الغرب عبر بيسان لتصل شرقا.
وجاء اقدم ذكر مسجل لفحل منقوشا باللغة الفرعونية في بلدة «سقارة» بمصر يعود الى المملكة المتوسطة ذكر فيه اسم الامير «عابير وعانوم» امير فحل حتى اعيد تسميتها بـ «بيلا» في عهد الاسكندر الكبير اواسط القرن الرابع قبل الميلاد.
التاريخ الغارق في القدم لـ «بيلا» جعلها سجلا للنشاطات الانسانية منذ العصور الحجرية والنحاسية والبرونزية.. وتم العثور على قبور تعود لتلك الحقب في «تل الحصن» علاوة على اثار سكنية في «التل الرئيسي». اهمية «بيلا» تضاعفت عقب انضمامها الى حلف «الديكابولس» في العهد اليوناني وباتت الى جامب ام قيس «جدارا» وبيسان مسيطرة على الطرق التجارية في المنطقة.. ومع سيطرة الرومان عليها سنة 63 قبل الميلاد حافظت «بيلا» على مكانتها فأقيمت فيها المرافق العامة من مسارح وسبل للحوريات والحمامات.
ومما زاد في اهمية المدينة الاثرية اكتشاف ثلاث كنائس ابرزها كنيسة «الكاثدرائية» حيث استمرت تلك الكنائس في اداء دورها في ظل الدولة الاسلامية الى ان دمرها الزلزال في العقد الرابع من القرن الثامن الميلادي.
اين تقع طبقة فحل حاليا
وتشهد الاثار الاسلامية على اهتمام المسلمين بتلك المدينة حيث يضم التل الرئيسي بقايا مراكز اسلامية ومساجد من العهد العباسي وحتى العهد المملوكي. ولعل ما تتميز به مدينة فحل من وفرة ينابيع كانت بمثابة شريان خلودها حيث ما زالت تمد مناطق مختلفة من وادي الاردن بالمياه العذبة حتى اليوم.