يعتبر التهاب الحلق واحد من أكثر الشكاوى الصحية شيوعًا، خاصةً خلال الأشهر الباردة من العام عندما تكون أمراض الجهاز التنفسي في ذروتها، وغالبًا ما تصيب الأطفال، وعادةً ما يكون الإحساس القاسي والخدش والحرق في الجزء الخلفي من الحلق هو أول إشارة تحذير تشير إلى الإصابة بالتهاب الحلق أو نزلات البرد أو الإنفلونزا.
ولكن يمكن أن يكون ذلك أيضًا من أعراض أحد الحالات الأكثر خطورة، لذلك يجب على الأهل مراقبة كيفية تطوّرها، والاتصال بالطبيب لمعرفة طرق العلاج، وسوف نعرض في هذا الموضوع علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي.
أسباب التهاب الحلق عند الأطفال
قبل أن نتحدث عن إمكانية علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي لا بد من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، إذ إن معظم التهاب الحلق ينتج عن العدوى الفيروسية، مثل الفيروسات التي تسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا، ولا تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية، ولكن بعض التهاب الحلق تنتج عن البكتيريا، مثل المجموعة المكورات العقدية A ، وغالبًا يحتاج إلى مضاد حيوي، وعند الأطفال يوجد حوالي 20 إلى 30 من كل 100 التهاب في الحلق مصاب بالعدوى الجرثومية، أما عند البالغين، فقط 5 إلى 15 من كل 100 التهاب في الحلق هو التهاب جرثومي، ومن الأسباب الشائعة الأخرى لالتهاب الحلق عند الأطفال ما يأتي: مسببات الحساسية، و الهواء الجاف، وكذلك التلوث بالمواد الكيميائية أو المهيجات المحمولة بالهواء، وأخيرًا التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
أعراض التهاب الحلق عند الأطفال
الكثير من حالات التهاب الحلق سببها فيروسات ولا تحتاج إلى علاج دوائي إذ يمكن عندها علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي، ومع ذلك، من المهم معرفة الأطفال المصابين بعدوى بكتيريا الحلق وعلاجهم لمنع انتشار العدوى وكذلك لمنع المضاعفات الخطيرة المحتملة لها من جرثومة المكورات العقدية مثل الحمى الروماتيزمية.
ومن الصعب على الأبوين معرفة ما إذا كان التهاب الحلق لدى طفله سببه جرثومي أو فيروسي، ولذلك يجب على الوالدين الاتصال بمزود الرعاية الصحية للطفل لتحديد ما إذا كان يحتاج الطفل للفحص، خاصة إذا كان هناك واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:
- درجة الحرارة أكثر من 101 درجة فهرنهايت أو 38.3 درجة مئوية، و إذا كان وقت الإصابة في أواخر الخريف أو الشتاء أو أوائل الربيع.
- أما إذا كان الطفل ليس لديه سعال، وفي حالة إذا كان عمر الطفل بين 5 و 15 سنة، و إذا تعرض الطفل مؤخرًا لشخص مصاب بالتهاب الحلق أو الحنجرة.
- وكذلك صعوبة في التنفس أو البلع، و إذا كان صوت الطفل يبدو مكتومًا أو مبحوحًا، ووجود تصلب في الرقبة أو صعوبة في فتح الفم.
علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي
الكثير من الأشخاص يتسائلون عن إمكانية علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي، وفي الواقع إذا كان سبب الالتهاب هو عدوى فيروسية فلا يجب إعطاء المضاد الحيوي، أما إذا كان السبب جرثوميًا فيجب تناوله تحت إشراف طبيب الأطفال المختص.
هناك بعض التدابير التي بإمكانها أن تفيد في علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي:
الراحة
حيث يجب التأكد من حصول الطفل على قسط كبير من الراحة وشرب السوائل بكميات كبيرة، وكذلك المرطب، إذ يساعد استخدام المرطب في الجو على تخفيف احتقان الحلق.
استنشاق البخار
ويتم ذلك بوضع الماء الساخن في الحوض، ثم جعل الطفل يتنفس بعمق من خلال فمه وأنفه لمدة 5 إلى 10 دقائق، ويمكن تكرار ذلك عدة مرات في اليوم، ويجب الانتباه من حدوث حرق البخار.
المشروب الدافئ
حيث يمكن تحضير مرق الدجاج أو الشاي الدافئ مع العسل للطفل، ويجب عدم إعطاء العسل لطفل عمره أقل من 12 شهرًا.
الغرغرة
أما إذا كان الطفل أكبر سنًا فيمكن إجراء ما يأتي أيضًا؛ الغرغرة بالماء المالح الدافئ.
استخدام معينات الحلق lozenges أو الحلوى الصلبة للامتصاص
ويمكن استخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية كمسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل أسيتومينوفين، ويجب تجنب إعطاء الطفل الأسبيرين.
علاج التهاب الحلق عند الأطفال بالأدوية
كما عرضنا علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي، سنعرض العلاج الدوائي لإلتهب الحلق؛ يحدد الطبيب العلاج المناسب بعد إجراء عدد من الاختبارات التشخيصيّة، وفي حال كان التهاب الحلق ناجما عن عدوى فيروسيّة فقد يحتاج الطفل لتناول أحد أنواع الأدوية المسكّنة للألم والخافضة للحرارة فقط، مثل: دواء الآيبوبروفين، ودواء الباراسیتامول.
بالإضافة إلى ضرورة حصول الطفل على الراحة اللازمة، وشرب كميّة كافية من السوائل كما ذكرنا سابقاً.
أمّا في حال الإصابة بالتهاب الحلق البكتيريّ، فقد يصف الطبيب أحد أنواع المضادّات الحيوية لعلاج التهاب الحلق، والتخلّص من العدوى، والحدّ من المضاعفات الصحيّة لبعض التهابات الحلق البكتيرية، وخاصةً التهاب الحلق العقدي.
تجدر الإشارة إلى أن بعض حالات التهاب الحلق البكتيري قد لا تحتاج إلى مضاد حيوي وتزول دون علاج أيضاً، ولتحديد نوع المضاد الحيوي المناسب، قد يأخذ الطبيب مسحة من مؤخرة الحلق، وإجراء اختبار تشخيصي عليها داخل العيادة، وقد يحتاج هذا الاختبار لمدة تتراوح بين 10-15 دقيقة فقط.
قد يرسلها إلى أحد المختبرات الطبيّة لإجراء زراعة للبكتيريا للمساعدة على التفريق بين التهاب الحلق البكتيريّ والفيروسي وتحديد العلاج المناسب، وفي الحقيقة، من الضروري معرفة متى يكون استخدام المضاد الحيوي ضرورياً ومتى لا يكون.
طرق الوقاية من التهاب الحلق عند الأطفال
بعد معرفة طرق علاج التهاب الحلق عند الأطفال بدون مضاد حيوي يجب معرفة طرق الوقاية من هذا الالتهاب، إذ يمكن للأفراد التقاط الفيروسات أو الجراثيم المسببة لالتهاب الحلق أكثر من مرة، أي وجود التهاب الحلق لا يحمي أي شخص من الحصول عليه مرة أخرى في المستقبل، في حين لا يوجد لقاح لمنع التهاب الحلق، هناك أشياء يمكن أن يفعلها الشخص لحماية نفسهم والآخرين، ومن أهمها:
النظافة الشخصية لمنع انتشار الميكروبات أي غسل اليدين جيدًا خاصةً بعد السعال أو العطس وقبل تناول الطعام أو إعداده، ولممارسة ذلك على أكمل وجه يمكن اتباع الإجراءات الآتية:
- تغطية الفم والأنف بمنديل عند السعال أو العطاس، ثم رميه في سلة النفايات، ومحاولة السعال أو العطس في الأكمام العليا أو الكوع، وليس في الكفين، إذا لم يكن لدى الشخص منديلًا، و غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو بالكحول إذا لم يتوفر الصابون والماء.
غسل المواد والمعدّات التي يستخدمها الشخص المريض. - أما إذا كانت العدوى جرثومية فقد تساعد المضادات الحيوية في منع انتشار العدوى للآخرين، ويجب عدم التوقّف عن تناوله في حال اختفت الأعراض أو تحسنت بل يجب اتّباع التعليمات والإرشادات التي وضعها الطبيب أو الصيدلاني، يجب أن يبقى الأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق في المنزل.