يعد صوم رمضان الركن الرابع في أركان الإسلام الخمسة التي هي أساس الدين، إذا قال النبي صلوات ربي وسلامه عليه [بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول، إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا]، وقد انفرد الصوم في الأجر عن بقية الطاعات، فالله عز وجل هو يجازي ثواب الصائم والكريم إذا أعطى أكرم، فقد قال الله في الحديث القدسي [ كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، إنما يترك طعامه وشرابه من أجلي] أي كل طاعات وأعمال الإنسان تضاعف الحسنة بعشرة أمثالها، إلا الصوم فإن الحسنة فيه يجزي الله بها.
متى فرض الصيام على المسلمين
الأدلة على فرضية الصوم من الكتاب والسنة حيث أن فُرض الصيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة المباركة، في شهر شعبان، وهو من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، إذا فحكم صيام شهر رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر، خاليا من جميع موانع الصوم، وقد وجب ذلك الأدلة النقلية القرآن والسنة وإجماع العلماء:
- قال الله تبارك وتعالى في سورة البقرة{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
- وقال تعالى في سورة البقرة {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، والأمر في الآية الكريمة بصوم شهر رمضان.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم [ إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة].
- وحديث أركان الإسلام الخمسة الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ذكر فيه أن الصيام هو الركن الرابع.
- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم [أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثائر الرأس، فقال يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة، فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً، فقال: أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام، قال صلى الله عليه وسلم: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً.
أجمع جميع العلماء أن صيام شهر رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على صيام الشهر الكريم، وأنه فرض عين.