فضل صيام ليله النصف من شعبان، تعد ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة، والتي تحدث في فضائلها ومكانتها الرسول صلى الله عليه وسلم، مبيناً القدر الكبير الذي تحظى به ليلة النصف من شعبان، والتي وازى بينها وبين ليلة القدر الكثير من العلماء، الذين استشعروا فضل هذه الليلة التي مَنَّ الله على المسلمين فيها، لينالوا خيراً كثيراً ورصيداً كبيراً من الحسنات، كما ان ليلة النصف من شعبان من الليالي التي يطلع فيها الله عز وجل على اعمال عباده، ويمطر على المؤمنين منهم بالمغفرة، ويمهل الكافرين حتى يعودوا الى طريق الرشد والصلاح، ويبتعدوا عما هم فيه من كفر وضياع، وقد حظيت ليلة النصف من شعبان بالكثير من الاسماء، التي بينت قدرها ومكانتها، ومن ضمن الأسماء التي تم اطلاقها على ليلى النصف من شعبان تبعاً لفضائل هذه الليلة اسم ليلة البراءة، التي يبرئ فيها المؤمنين من ذنوبهم وخطاياهم ويغفرها لهم ويمنحهم فرصة عظيمة لنيل الحسنات، كما انها ليلة الدعاء التي ترتفع فيها ايدي المسلمين متضرعة الله بأن يرحمهم ويغفر لهم ويرضى عنهم، وصيام ليلة النصف من شعبان له فضل كبير، وفيما يلي سنتبين فضل صيام ليله النصف من شعبان.
صيام النصف من شعبان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالي ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”، حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين من خلال هذا الحديث بأن يصوموا نهار النصف من شعبان، ويقوموا ليلة النصف من شعبان، وهذا لما يأتِ من تبعيات لهذه الليلة وكل هذه التبعيات تأتي على المسلمين بالخير الكثير والحسنات، ولهذا السبب يتجلى شوق المسلمين لقدوم ليلة النصف من شعبان في كل عام، لينهلوا من فضل هذه الليلة الخير الذي يمهد لهم طريقهم نحو الجنة، كما يجب على المسلمين اغتنام ليلة النصف من شعبان، لانها من الليالي التي لو انطوت دون ان يستغلها المسلمون احسن استغلال من خلال اقبالهم على العبادات والطاعات ستكون فرصة قد اضاعوها من بين ايديهم.
فضل ليلة النصف من شعبان
اختلف الكثير من الفقهاء في بيان فضل صيام ليله النصف من شعبان، حيث قال ورد في فضل صيام ليله النصف من شعبان الكثير من الأحاديث التي كان معظمها موضوعاً ولا يصح نسبه للرسول، والحديث الصحيح الذي بين فضل ليله النصف من شعبان، هو حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يطلع الله علي عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشركٍ أو مشاحن”، وهذا الحديث يؤكد على أن الله يغفر للمؤمنين خطاياهم في هذه الليلة المباركة، ويفتح لهم حياة جديدة يبدؤوها بكل المشاعر الايمانية والروحانية التي تُخالج قلوبهم وتزيد من اقبالهم على الآخرة التي يتحقق فيها النعيم الحقيقي الذي يرجوه الانسان المسلم، ولو تطرقنا للحديث عن فضل صيام ليله النصف من شعبان، فلم يُذكر اي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين فضل صيام ليله النصف من شعبان، والذي ورد عن النبي من أحاديث مختصة بشهر شعبان كانت تبين فضل ليلة النصف من شعبان.
متي صيام النصف من شعبان
فضل صيام ليله النصف من شعبان، يعد الصيام من الفرائض التي فرضها الله على المسلمين، وهو من أهم حجارة الأساس التي يبنى عليها الدين الاسلامي، ونعني بهذا الصيام هو صيام شهر رمضان، أما صيام ليلة النصف من شعبان فلم يحدد الرسول صلى الله عليه وسلم بيان فضلها، ولم يتحدث عن وجوبها أو استحبابها، ولكن الانسان المسلم يُجاز له الاكثار من الصيام في اي وقت من العام، كما يستحب صيام ايام من شهر شعبان، حيث كان يُكثر الرسول صلى الله عليه وسلم الصيام في شهر شعبان لأنه الشهر الذي تُرفع فيه الأعمال الى الله، ويطلع عليها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب ان يطلع الله على اعماله وهو صائم، ولكن لم يحدد الرسول متى ترفع الأعمال في شهر شعبان، ولم يشرع أيضاً تخصيص صيام ليلة النصف من شعبان دون بقية ايام شهر شعبان، والحديث الذي ورد في فضل صيام ليله النصف من شعبان، حديث موضوع لا يصح الاحتجاج به، ولم ينسب هذا الحديث للرسول.
فضل صيام وقيام ليلة النصف من شعبان
يبحث الكثير من المسلمين حول صيام ليلة النصف من شعبان في حال كانت في يوم الجمعة، حيث من المكروه على المسلمين افراد يوم الجمعة بالصيام، ولكن في حال كان النصف من شعبان موافقاً ليوم الجمعة فلم يمنع الفقهاء واهل العلم الصيام في هذا اليوم وافراده بالصيام، لما قاله ابن قدامة في كتاب المغني: “ويُكره إفراد يوم الجمعة بالصوم؛ إلا أن يوافق ذلك صوماً كان يصومه، مثل مَنْ يصوم يوماً ويفطر يوماً؛ فيوافق صومه يوم الجمعة، ومن عادته صوم أول يوم من الشهر، أو آخره، أو يوم نصفه، ونحو ذلك”، أما ما جاء فيما يتعلق بصيام النصف من شعبان بشكل عام، فلا يوجد اي وجوب لصيام هذا اليوم وافراده بالصيام دون أي يوم من شهر شعبان، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر الصيام في شهر شعبان ولكنه لم يفرد النصف من شعبان بصيامه لقول عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان”.
موعد صيام النصف من شعبان
عدم ورود اي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين فضل صيام ليله النصف من شعبان لا ينفي لما لهذه الليلة من فضائل عظيمة، ولا ينفي أيضاً صحة صيام ليلة النصف من شعبان، كما يجب على المسلمين التحلي بكل العبادات والطاعات التي تؤهله وتمهد له الحصول على مغفرة الرحيم الكريم، كما يجب اجتناب المعاصي، والتخلي عن الذنوب التي لا تُثمر ولا تجلب للإنسان المسلم سوى غضب الله عليه، وستكون ليلة النصف من شعبان، وعلى المسلمين الاكثار من الدعاء في هذه الليلة التي يُستجاب فيها دعاء المؤمنين المُلحين بأدعيتهم والراجين رحمة الله ومغفرته، وقال الشافعي رحمه الله: “بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال منها ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان”.
لم يرد أي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل صيام ليله النصف من شعبان، وقد أكد الفقهاء واهل العلم على جواز صيام ليلة النصف من شعبان بحيث يعد الصيام من العبادات التي يتقرب بها العبد من ربه، وقد رؤوا أن من الجميل على المسلم ان يستغل النصف من شعبان في الصيام والقيام بكل العبادات التي تقربهم من الله وتزيد من حسناتهم وتغفر لهم ذنوبهم وترزقهم بالجنة لتكون خير جزاء على كل عمل صالح قاموا به.