العمارة الحسية هي نوع من أنواع العمارة التي تهتم بتجربة الإنسان الحسية في المكان، حيث تجمع بين الجمال، والوظيفة، والتأثير النفسي للمكان على الإنسان. هذا النوع من العمارة لا يقتصر على البناء فقط، بل يشمل كيفية استخدام المواد، والإضاءة، والفضاءات المفتوحة، والروائح، والأصوات، بما يخلق تجربة متكاملة للمستخدمين.
من أبرز الأمثلة على العمارة الحسية في الإسلام هو المسجد النبوي، الذي كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم مشاركًا في بنائه. فقد لم يكتفِ النبي بدوره القيادي والدعوي، بل شارك بنفسه في أعمال البناء، حاملاً الطوب ورافعًا الحزم، ليكون قدوة في العمل الصالح والمشاركة العملية. هذه المشاركة تعكس عدة جوانب من العمارة الحسية:
الاجابة : مشاركتة في بناء المسجد
- اللمسة الإنسانية في البناء: مشاركة النبي في البناء أضفت على المسجد طابعًا إنسانيًا وحميميًا، حيث شعر المصلون والقائمون على البناء بالألفة والانتماء للمكان.
- الاهتمام بالوظيفة والجمال: لم يكن البناء مجرد إنشاء جدران وسقف، بل كان يراعي راحة المصلين، واتساع المكان للحركة، وتوفير بيئة مناسبة للعبادة والتجمع.
التأثير النفسي والمجتمعي: مشاركة النبي في العمل العملي أعطت للمكان قيمة معنوية وروحية عالية، مما جعل المسجد مركزًا للتعليم، والتواصل الاجتماعي، والتأمل الروحي، وهو من أهم عناصر العمارة الحسية.
باختصار، العمارة الحسية في الإسلام لا تركز فقط على الشكل أو الزخرفة، بل على تجربة الإنسان الكاملة داخل المكان. ومثال مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد يبرز كيف يمكن للعمارة أن تكون تجربة حسية وروحية واجتماعية في آن واحد، وتجمع بين الجمال، والفائدة، والقيم الإنسانية.
