يعتبر شهر رجب من الأشهر المباركة في الإسلام، وهو من الأشهر الحرم التي لها مكانة عظيمة عند الله تعالى. ومع اقتراب أول ليلة من هذا الشهر، يكثر التساؤل بين الناس عن فضل هذه الليلة، وهل الدعاء فيها مستجاب.
فضل شهر رجب
شهر رجب هو شهر عظيم، ورد ذكره في الأحاديث النبوية بأنه أحد الأشهر الحرم. قال تعالى في كتابه الكريم:
“إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (التوبة: 36)
ويُعد هذا الشهر فرصة للمسلمين للتقرب إلى الله بالعبادة والصوم والدعاء والاستغفار، لما فيه من خصوصية وبركة.
الدعاء في أول ليلة من رجب
هناك اعتقاد واسع بين الناس بأن الدعاء في أول ليلة من رجب له فضل كبير، وأن الله يستجيب فيه الدعاء. وعلى الرغم من عدم ورود نص صريح عن النبي ﷺ يخص هذه الليلة بالاستجابة، إلا أن العبادات في الأشهر الحرم عامةً مستحبة ومباركة، والدعاء فيها مأمور به.
قال النبي ﷺ:
“أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.”
وهذا يدل على أن الدعاء في أوقات البركة، ومن ضمنها الأشهر الحرم، له أثر كبير ومحبوب عند الله، والله أعلم.
كيف يستجيب الدعاء؟
لكي يكون الدعاء مستجابًا، يجب الالتزام ببعض الأمور الشرعية التي تؤكد قبول الدعاء، وهي:
- الإخلاص لله: أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله تعالى.
- الحلال في الطلب: ألا يكون الدعاء في محرم أو لما يضر بالآخرين.
- اليقين في الإجابة: الإيمان بأن الله قادر على الإجابة.
- الصبر والمداومة على الدعاء: فالله قد يؤخر الإجابة لخير العبد.
نصائح للعبد في أول ليلة من رجب
- الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ.
- الصوم إذا كان ممكنًا.
- الإكثار من الاستغفار والصدقات.
- الدعاء بما يحتاجه القلب من الخير للآخرة والدنيا.
لا يوجد دليل شرعي قطعي يقول إن أول ليلة من رجب مستجاب الدعاء فيها تحديدًا، لكن كونها جزءًا من الأشهر الحرم يجعل الدعاء فيها مستحبًا ومباركًا، والله يحب عباده الذين يلحون في الدعاء ويطلبون الخير لأنفسهم وللآخرين.
لذلك، من الأفضل أن يغتنم المسلم هذه الليلة بالصلاة والدعاء والعبادات المختلفة، مع اليقين بأن الله سميع مجيب الدعاء.
