هل يدخل احد الجنة بعمله فقط بين ذلك، دخول الجنة لا يتوقف على العمل الصالح فحسب بل أنه بحاجة للقبول من الله سبحانه وتعالى وكذلك رحمة من الله سبحانه وتعالى لنا، لكي نتمكن من دخول الجنة برحمته وبعفوه وتجاوزه عن سيئاتنا، والزيادة في حسناتنا، فكل واحدٍ منا على الرغم من قيامه بعمل الطاعات والأعمال الصالحة ولكن لرُبما نقع في أخطاء تستوجب غضب الله سبحانه وتعالى علينا، لكن رحمته الواسعة وإصراره على الصبر علينا والتجاوز عن ذنوبنا هي التي تجعلنا نثبت على الطاعات والعبادات، لكي نلقاه ونقف بين يديه ويشملنا برحمته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم على الرغم مما قام به في سبيل نشر الإسلام وكان قرآنا يسير على الأرض كما وصفه صحابته، إلا أنه كان يخاف عقاب الله له وهو ذات الأمر مع صحابته رضوان الله عليهم الذين كانوا لا يأمنوا مكر الله، ولهذا نسعى للتعرف على إجابة سؤال هل يدخل احد الجنة بعمله فقط بين ذلك كونه أحد الأسئلة التي جاءت في المراحل الدراسية المختلفة.
حديث لن يدخل أحد منكم عمله الجنة
العمل الصالح لوحده والطاعات وما إلى ذلك لن يكون بمقدورها إدخال الشخص الجنة بمفردها، فهناك الكثير من الأمور التي يجب على المسلم أن يتحصل عليها لكي يدخل الجنة على رأسها الرحمة من الله سبحانه وتعالى ومضاعفة الثواب له وقبول أعماله الصالحة، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ” لن يدخل أحد الجنة بعمله ” فقال الصحابة ” ولا أنت يا رسول الله ؟ ” فقال ” ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل بمغفرته “، فالمغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى لعباده هي التي تدخلهم في الجنة.
قال تعالى ” جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” في سورة الواقعة، وهنا يأتي قول الله لعباده عند دخولهم الجنة بأنها نهاية لأعمالهم الصالحة، ولا يوجد تعارض بين هذه الآية وما بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالطاعات والعبادات التي يقوم بها العبد هي من أسباب دخوله الجنة إلى جانب رحمة الله ومغفرته لعباده، هذا ما توفر من معلومات في معرض إجابتنا لسؤال هل يدخل احد الجنة بعمله فقط حيث توقف الكثير منا عند هذه المسألة لإعتقاده بأن هناك تعارض ما بين حديث لن يدخل احد الجنة بعمله فقط وبين قوله تعالى ” ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “.