الكيميرا chimera في الأساطير اليونانية هو مخلوق يحمل الصفات الجسدية لعدة حيوانات يُخرج النار مع التنفس ، ويشبه في صفاته الجسدية عدة مخلوقات كالأسد والعنزة والديناصور والثعبان ،وتظهر الكيميرا في عالم الواقع في الحيوان والنبات والإنسان ، أما في الإنسان فالكيميرا chimera هو الشخص الذي يمتلك مجموعتين مختلفتين من الحمض النووي داخل جسده.
الكيميرا chimera في الآدميين ليست عملية تتم لترقيع للجينات ، بل إن الأمر يحدث بطريقة طبيعية جدًّا ، لدرجة أن بعض الأشخاص لا يعرفون أن لديهم زوج من الأحماض النووية.
سنعرض هنا شرحًا مختصرًا عن كيف يتواجد مجموعتين من الحمض النووي في بعض الأجسام.
يمكن حدوث الكميرا chimera بعد عملية زراعة النخاع :
نخاع العظم هو عبارة عن نسيج يوجد داخل العظام ، وهو المسؤول عن إنتاج كرات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية في الجسم ، ويستخدم الأطباء العلاج الكيماوي أو الإشعاعي في عملية زراعة النخاع لتحطيم خلايا نخاع المريض ، ثم تحل محلها خلايا النخاع السليمة التي تم التبرع بها مسبقًا.
ويستمر نخاع المتبرع في إنتاج خلايا الدم التي تحتوي على الحمض النووي لجسم المتبرِّع ، بناء على تقرير مجلة Scientific American ، وهذا ما يجعل الشخص المتلقي للنخاع كيميرا chimera .
قد يحتوي دم المستقبِل ، في بعض الحالات ، على الحمض النووي للمُتبرع بنسبة 100% ، كما قد يحتوي على خليط من الحمض النووي لكل من المستقبل والمتبرع.
يمكن أن يحدث عند وجود توأم مثماثل في الرحم :
أوضحت مجلة Scientific American أنه عندما تحمل الأم في توأم متماثل ، قد يموت أحد الجنينين في مرحلة مبكرة جدًّا من الحمل ، وقد يحدث أن يمتص الجنين الآخر بعض خلايا الجنين المتوفى ، مما ينتج عنه طفل كيميرا chimera لديه مجموعتين مختلفتين من الحمض النووي.
الأم ليست أما لأبنائها :
وقد يؤدي هذا النوع من الكيميرا إلى بعض الاضطرابات ، وفي واقعة معروفة نشرت في مجلة the New England Journal of Medicine ، قامت الأم بطلب نفقة لأولادها الثلاثة من زوجها عن طريق المحكمة ، وبعد إجراء بعض فحوصات النسب العادية ، وجدت الأم أنها ليست أما لأطفالها طبقا للتحاليل ، مما أوشك أن يتسبب لها في مشكلة .
لولا ولادتها للطفل الرابع تحت نظر المحكمة ، ليثبت أن الأم الذي ولدته توا طبقا للتحاليل ليست أمه ، عكف الأطباء على حل هذا اللغز ، ليكتشف أحد الأطباء أن هذه الأم لديها مجموعتين من الحمض النووي أحدهما في المبيضين والأخرى في الدم ، ليحل ذلك اللغز.
وقد يحدث أثناء الحمل الطبيعي :
اكتشف العلماء عام 1990 أن الأم قد تسترجع بعض خلايا الحمض النووي الموجودة في جنينها ، وذلك في حالة انفصال بعض خلايا الجنين وهجرتها خارج الرحم ، وهذا ما أطلقت عليه جريدة The New York Times اسم “تذكار الحمل” ، ولكن اسم “المشاركة الجنينية” الكيميرا chimera هو الأكثر انتشارًا في الأوساط العلمية.
يمكن إثبات هذه الفكرة بطريقة في غاية السهولة ، عن طريق فحص كروموسومات أم لذكور ، واكتشاف وجود الكروموسوم Y لديها ، وهو الكروموسوم الذي يوجد لدى الذكور فقط.
وقد أُجريت دراسة على حوالي 26 سيدة توفين أثناء الحمل أو بعد ولادة ذكر مباشرة ، فوجدوا لدى كل منهن تركيز منخفض من الخلايا التي تحتوي على الكروموسوم Y ، ووجدوا هذا الكروموسوم أيضا في سيدة تبلغ من العمر 94 عاما ، ليدل على أنه يظل لفترة طويلة ، هذا بناءً على ما نشرته جريدة New York Times.