كان ويل ديورانت كاتبًا ومؤرخًا وفيلسوفًا أمريكيًا ، وقد اشتهر بكتابه “قصة الحضارة” الذي كتبه بالتعاون مع زوجته .
نبذة عن حياته
بدأ ويل ديورانت بعد تخرجه في العمل كمراسل ، كما عمل كمدرس لعدة سنوات لكسب لقمة عيشه ، ولكن بعد أوقع في حب إحدى الطالبات في المدرسة تغيرت حياته بشكل كبير .
فقد تزوج من تلك الفتاة وترك التدريس ونقل اهتمامه إلى الفلسفة والنظر في وجهات النظر الفلسفية المحيطة بالمجتمع ، وقد ألف كتاب أسماه “قصة الفلسفة” وأصبح هذا الكتاب معروفًا على نطاق واسع وتم اعتباره كاتب مشهود له وباع هذا الكتاب أكثر من مليوني نسخة على مدى ثلاثة عقود ، كما ترجم للعديد من اللغات .
ولكن أهم روائعه التي أعادت تعريف الأدب التاريخي هو كتاب “قصة الحضارة” والذي نشر في الثلاثينيات وغطى الظروف المعيشية اليومية للبشر في الغرب طوال 2500 سنة ، وقد تعاونت معه زوجته لإصدار الأجزاء المختلفة من الكتاب وتقديم وصفًا ثاقبًا للحياة عبر العصور .
كما أن ديورانت قد حارب من أجل حق العمال في رفع الأجور وحق المرأة في الاقتراع ، وتوفير ظروف عمل أكثر عدالة للعمال الأمريكيين ، وقد كان بالفعل عبقرية خلاقة بشكل غير عادي طوال حياته .
طفولته
ولد ديورانت في 5 نوفمبر 1885 ، في شمال آدامز بولاية ماساتشوستس ، وكان والده جوزيف دورانت من أصل فرنسي كندي وقد هاجر للولايات المتحدة خلال هجرة كيبيك ، وكانت والدته هي ماري ألارد .
وفي عام 1900 تلقى تعليمه على يد اليسوعيين في مدرسة القديس بطرس الإعدادية ، ثم التحق بكلية سانت بيتر في جيرسي سيتي بولاية نيوجيرسي ، وتخرج منها عام 1907 .
حياته المهنية
بعد التخرج أصبح ديورانت مراسلًا وكتب عدة مقالات عن المجرميين الجنسيين لصحيفة ” مساء نيويورك” المسائية ، وفي عام 1907 تم تعيينه كمدرسًا للغة اللاتينية والفرنسية والإنجليزية والهندسة في جامعة سيتون هول في جنوب أورانج بنيو جيرسي .
وفي عام 1911 أصبح مدير لمدرسة فيرير الحديثة ، وكان يعمل أيضًا كمدرس ، وهناك وقع في حب فتاة من طلابه تصغره ب13 عامًا وتزوجها ، وفي عام 1913 استقال من منصبة وبدأ في إلقاء محاضرات في الكنيسة المشيخية مقابل بضع دولارات ليعول أسرته .
وفي عام 1917 وأثناء عمله في جامعة كولومبيا نشر أول كتاب له بعنوان “الفلسفة والمشكلة الاجتماعية” ، وقد ناقش في هذا الكتاب فكرة أن الفلسفة لا تتطور لأنها تتجنب المشاكل الحقيقية للمجتمع
وفي عام 1926 نشر ديورانت كتابه الثاني وهو “قصة الفلسفة ” والذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا ، وأخيرًا استطاع تحقيق الاستقرار المالي لأسرته ، وفي السنوات اللاحقة نشر عدة كتب منها : (Transition (1927)، The Mansions of Philosophy (1929 .
وفي عام 1935 بدأ عمله الأكثر شهرة على الإطلاق وهو ” قصة الحضارة ” والذي تألف من 11 مجلد تم نشرها على مدى أربعة عقود ، كما نشر بعض الأعمال الأدبية الأخرى خلال تلك الفترة ، مثل “دروس التاريخ ” (1968) و “تفسيرات الحياة” (1970) .
وفي عام 1977 نشر كتاب سيرة ذاتية تحت عنوان “A Dual Autobiography” ، والذي يسلط الضوء على حياته وأوقاته مع زوجته أريل دورانت ، ويصف قصة حبهم الرائعة وحياة العمل معًا ، وينسب إليها الفضل في المساهمة بشكل كبير في كتبه طوال حياته .
وبعد وفاته تم نشر العديد من الأعمال الأخرى له مثل : أبطال التاريخ والذي نشر عام (2001) ، وأعظم العقول والأفكار في كل العصور (2002) ودعوة إلى الفلسفة : مقالات وتحدث عن حب الحكمة (2003) ومغامرات في الفلسفة (2008) .
الجوائز
حصل ديورانت في عام 1968 على جائزة بوليتزر للقصص العامة عن كتاب “روسو الثورة” وهو المجلد العاشر من قصة الحضارة ، وفي عام 1977 تم تكريم الزوجين ديورانت “بالميدالية الرئاسية للحرية” ، وهي واحدة من أعلى الجوائز التي تمنحها حكومة الولايات المتحدة للمدنيين .
وفاته
توفى ديورانت في 7 نوفمبر 1981 في لوس أنجلوس بكاليفورنيا مباشرة بعد سماع خبر وفاة زوجته والتي توفت قبله بأسبوعين ، و تم دفن الزوجان في مقبرة حديقة ويستوود فيليج التذكارية في لوس أنجلوس ، كاليفورنيا .