يعتبر التهاب الحلق المتكرر إشارة إلى التهاب الأنسجة البلعومية التي تقع في الجزء الخلفي من الحلق، ويمكن رؤيه الالتهاب من خلال الفم أكثر من 7 مرات خلال العام الواحد، ويتميز التهاب الحلق الدائم بظهور أعراض مثل الطفح الجلدي والحمى وغيرها ، وهذا يتطلب العلاج بالمضادات الحيوية لمنع المضاعفات، أما لو كان التهاب الحلق بسبب عدوى فيروسية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا فسيكون الوضع مختلف، وفي الموضوع التالي سنعرفك على أسباب التهابات الحلق، وما هي أعراضه، وأفضل الطرق لعلاجه.
أسباب التهاب الحلق المتكرر
اللوزتان هما عبارة عن أنسجة توجد على جانبي الجزء الخلفي من الحلق تساعدان على مقاومة العدوى وتعملان كمصفاة للبكتيريا والفيروسات التي تدخل الى الحلق، كما انهما ينتجان الأجسام المضادة لمكافحة العدوى ويمكن أن تصاب اللوزتان بعدوى فيروسية أو بكتيرية مما يؤدي إلى تضخمها.
أسباب التهاب الحلق المتكرر تتراوح بين العدوى والإصابات الأخرى، ولكن هناك مجموعة من الأسباب هي الأكثر شيوعا، وهي ما يلي:
- الهواء الجاف
يعمل الهواء الجاف على امتصاص الرطوبة من الحلق والفم وهذا يسبب الخدش والجفاف فيه، وفي الغالب يكون هذا الهواء جافا في أشهر الشتاء بسبب استعمال التدفئة.
- سرطان الحنجرة
يسبب التهاب الحنجرة المتكرر لفترة طويلة جدا، بالإضافة إلى ظهور العديد من الأعراض الأخرى مثل السعال المستمر، صعوبة في التنفس، بحة الصوت، ومواجهة ألم وصعوبة في البلع، وفي حال تطور السرطان ووصوله الى الحنجرة قد يسبب حدوث تغييرات في الصوت.
- الفيروسات
90% من الفيروسات من حالات التهاب الحلق مثل الجدري المائي، الإنفلونزا، نزلات البرد، الحمى الغددية، والنكاف
- الحساسية
الجهاز المناعي لجسم الإنسان يقوم بالتفاعل مع مسببات الحساسية مثل الحيوانات الأليفة، حبوب اللقاح، والعشب، فيطلق مجموعة من المواد الكيميائية تسبب أعراضا عديدة، مثل تهيج الحلق، وتدميع العين الزائد، واحتقان الأنف.
- بكتيريا الحلق وغيرها من الالتهابات البكتيرية
وهي تسبب التهاب الحلق واللوزتين الناجم عن مجموعة من البكتيريا العقدية، وتسبب ما يقارب من 40% من حالات التهاب الحلق لدى الأطفال.
- التدخين والمواد الكيميائية
وغيرها من المهيجات الاخرى الموجودة في البيئة التي تؤدي الى تهيج الحلق، مثل دخان التبغ، ومنتجات التنظيف، وغيرها من المواد الكيميائية ذات الروائح النفاذة.
- مرض الارتجاع المريئي
وهو مرض يرجع فيها حمض المعدة إلى المريئ مما يسبب الشعور بالحرقة في المرئ والحنجرة بسبب عدة أمراض، مثل الحموضة المعوية.
- ضعف جهاز المناعة
فالأشخاص المصابين بضعف في المناعة يكونوا أكثر عرضة للاصابة بالتهاب الحلق لمدة طويلة، وذلك لعدم مقدرة الجسم على مكافحة الالتهابات التي تصيبه ومنها الفيروسات والبكتيريا، ويمكن أن يتعرض الفرد إلى ضعف الجهاز المناعي في حالة إصابته بعدة أمراض صحية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، الإيدز، والسرطان.
- الإصابات
مثل الجروح في الرقبة أو الضربات، أوبلع قطعة كبيرة من الطعام فتعلق فيه، فهي من الممكن أن تسبب ألما في الحلق والاستخدام المتكرر للأحبال الصوتية والعضلات، مثل التحدث بصوت عالي، الصراخ، أو الغناء لفترة طويلة، وهذه الحالة شائعة بين المعلمين.
- التنفس من خلال الفم
التنفس المتكرر من الفم خاصة أثناء النوم يعرضك إلى الإصابة بالتهاب الحلق، وغالبا ما يكون سبب التنفس من خلال الفم هو حدوث انسداد في الأنف إما بسبب احتقان الانق أو تضخم اللوزتين أو تضخم اللحمية.
اعراض التهاب الحلق
تعتمد أعراض التهاب الحلق التي يشعر بها المريض عند اصابته باحتقان الحلق على السبب الأساسي للمرض، ومنها ما يلي:
أولاً: أعراض العدوى البكتيرية
احتقان الحلق من النادر أن يكون سببه عدوى بكتيرية فهي تشكل حوالي 10% من حالات احتقان الحلق، ولكن في حالة ظهور احتقان الحلق بسبب العدوى البكتيرية فإنها تكون ناجمة عن بكتيريا تدعى البكتيريا المكورة العقدية.
ومن الأعراض التي يشعر بها المصاب عندما يكون احتقان الحلق بكتيري هو السبب، ما يلي:
- المعاناة من ألم ملحوظ في الحلق.
- الاصابة بالحمي وارتفاع درجة الحرارة لما يقرب 38 درجة
- زهور بقع بيضاء متفرقة على اللوزتين وعلى جوانب الحلق، أو في النمطقة الخلفية منه.
- ظهور انتفاخ في الرقبة بسبب تورم وانتفاخ الغدد الليمفاوية الموجودة في تلك المنطقة
- القشعريرة
ثانياً: أعراض العدوى الفيروسية
وهي المسبب الاكثر شيوعا للاصابة باحتقان الحلق، وعند الإصابة بالتهاب الحلق بسبب العدوى الفيروسية يجب مراعاة أنها لا تعالج باستخدام أي نوع من أدوية المضادات الحيوية، ولكن في هذه المرحلة يكون العلاج بالراحة واستخدام أدوية لتقليل الألم والانزعاج الناتج عن هذا الاحتقان، والهدف من هذا هو تخفيف الألم، ومن الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب بسبب العدوى الفيروسية، ما يلي:
- السعال
- تهيج العين واحمرارها
- احتقان الأنف وسيلانها
- الإرهاق العام في الجسم والتعب
- الشعور بجفاف وحكة في الحلق مع الألم
- ارتفاع درجة الحرارة في بعض الحالات
- تغير الصوت بأن يصبح أجشا، أي تشعرين بحشرجة في الصوت عند التكلم
- ازدياد الألم عند الكلام أو البلع، مع الشعور بالألم وعدم الراحة
علاج التهاب الحلق
يوجد العديد من العلاجات الدوائية التي يمكن أن تستخدم في التهاب الحلق المتكرر، أو التقليل من الأعراض المرافقة له، ومنها ما يلي:
المضادات الحيوية، ويتم صرفها من قبل الطبيب المختص، ولكن يجب التقيد بالجرعات التي يحددها الطبيب ومدة العلاج، وذلك لتفادي تفاقم العدوى او انتشارها الى أجزاء الجسم.
الأدوية المسكنة للألم، مثل الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة التي لا تحتاج إلى وصفة الطبيب، مثل الايبوبروفين، الاسبرين، الباراسيتامول، وذلك بهدف تقليل درجة حرارة الجسم الذي يرافق التهاب الحلق، والتقليل من الشعور بالألم
أدوية السعال، ومن الممكن أن تصرف من غير وصفة طبية.
كما يوجد هناك العديد من العلاجت المنزلية التي تعمل على تخفيف أعراض التهاب الحلق والتخلص منها، ومنها ما يلي:
- تناول العسل، فهو يعمل على تقليل الألم الناتج عن التهاب الحلق ومحاربة العدوى، ومن الممكن إضافته إلى أحد المشروبات الطبيعية.
- تناول زيت جوز الهند، فهو يفيد في التخفيف من التهاب الحلق والتقليل من الألم، بالإضافة إلى أنه يفيد في ترطيب الغشاء المخاطي للحلق ومكافحة العدوى، وذلك بفضل الفوائد العديدة التي يحتوي عليها، فيمكنك تناول ملعقة من زيت جوز الهند مباشرة
- الاكثار من شرب السوائل للحفاظ على رطوبة الحلق فيجب الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية، والكافيين لانها تزيد من جفاف الحلق.
- تناول شاي الأعشاب مثل الزنجبيل، البابونج، النعناع، فكلهم يعملون على التقليل من التهاب الحلق والتخفيف من أعراضه
- تناول عصير الليمون، حيث يعمل على زيادة إفراز اللعاب، وبالتالي يقلل من جفاف الحلق ويجعله أكثر رطوبة، وذلك لان الليمون يحتوي على فيتامين ج والكثير من مضادات الأكسدة.
- الحصول على قسط كاف من الراحة والاسترخاء بالاضافة إلى ضرورة إراحة الصوت بهدف الشفاء من التهاب الحلق بشكل أسرع.
- تناول القرفة، فهي تفيد في التخلص من الانفلونزا والتهاب الحلق لانها تحتوي على مضادات للأكسدة والبكتيريا.