تصاب العديد من الحوامل بنوبات من القلق والخوف وكذلك الضغوطات النفسية خلال فترة الحمل، ولكن إلى أي مدى يمكن أن يهدد ذلك استقرار الحمل؟ وللإجابة عن هذا السؤال تابع معنا هذا المقال حيث سنتحدث عن العديد من المعلومات الهامة عن الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين.
الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين
تواجه الحامل خلال فترة الحمل عددا من الاضطرابات والضغوطات النفسية والتي تختلف شدتها من سيدة لأخرى.
ويعد هذا أمرا طبيعيا إلى حد ما نتيجة لعدد من العوامل التي تمر بها الحامل خلال هذه الفترة ومنها:
- الاضطرابات الهرمونية والتي تعد السبب الرئيسي لكثير من التغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها الحامل.
- التفكير في الحمل و التخطيط للمستقبل والقلق على صحة وسلامة الجنين.
- التغيرات والمشاكل الصحية التي تمر بها الحامل خلال فترة الحمل المعتادة مثل غثيان الصباح.
- المشاكل الصحية الاستثنائية التي قد تحدث لبعض الحوامل مثل سكر الحمل.
- زيادة الوزن والتغيرات الجسدية خلال فترة الحمل.
وبالطبع فإن هذه العوامل وغيرها قد تتسبب في مرور هؤلاء الحوامل بعض الاضطرابات والتغيرات النفسية مثل القلق والخوف وقد يصل الأمر لحدوث اكتئاب.
وتختلف شدة هذه الاضطرابات النفسية من امرأة لأخرى، إذ تتدرج هذه الأعراض من الخوف والقلق الطبيعي إلى القلق والاكتئاب الشديد.
علاقة طبيعة الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين
أوضحت العديد من الأبحاث أن للحالة النفسية للحامل وما تتعرض له من ضغط عصبي تأثيرا قويا على صحة الجنين العصبية والجسدية.
بل إن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى التأثير القوي وغير المتوقع أحيانا لحالة الحامل النفسية على الجنين كالآتي
- القلق والضغط العصبي الطبيعي هو أمر مفيد لصحة وسلامة الجنين النفسية والإدراكية بعد الولادة.
- الضغط العصبي والاضطرابات النفسية الشديدة تشكل خطرا على صحة المولود وسلامته النفسية وإدراكه.
- التقلبات المزاجية الشديدة التي قد تحدث للحامل وتجعلها تتأرجح بين السعادة المفرطة والاكتئاب الشديد أخطر على الجنين من الاستقرار النفسي حتى لو بالاكتئاب أو القلق الدائم أحيانا.
أثر الاضطرابات والمشاكل النفسية والعصبية على الجنين
إن إصابة الأم باضطرابات نفسية شديدة قد تجعلها تصل للاكتئاب أو القلق الشديد المتواصل قد يؤثر بالسلب على الجنين قبل وبعد الولادة بعدة طرق كالآتي
- قد يؤدي لزيادة فرصة إصابة الأم ببعض المشاكل الصحية مثل سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم مما يشكل خطرا على الجنين.
- من الممكن أن يؤدي لحدوث ولادة مبكرة.
- قد يجعل الأم تصاب باضطرابات الشهية مما يؤثر على صحتها وصحة جنينها.
- من الممكن أن يؤدي لولادة طفل غير مكتمل النمو أو ذي وزن أقل من الطبيعي.
- قد يؤدي لإصابة المولود ببعض المشاكل الصحية التي من الممكن تظهر في مراحل مختلفة من حياته مثل ضعف المناعة وأمراض القلب وغير ذلك.
- من الممكن أن يؤثر على حالة الطفل النفسية والعصبية وإدراكه إصابته بالتوحد أو العصبية الشديدة، وكذلك من الممكن أن يصاب بفرط الحركة المصاحبة لضعف الانتباه وغير ذلك.
- قد تصاب الأم بالاكتئاب الذي يمتد معها لما بعد الولادة فيما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة والذي يعد من أخطر المشاكل التي تؤثر في حياة الأم والمولود وكذلك الأسرة كلها، وعند عدم الحصول على الرعاية الطبية المناسبة قد يؤدي ذلك لمضاعفات خطيرة على الأم والجنين.
هل الحالة النفسية تؤدي للإجهاض
كما سبق وأشرنا فإن الحالة النفسية للحامل تؤثر بشكل كبير على صحة الحامل وسلامة الجنين.
وقد تؤدي الضغوطات والمشاكل النفسية الشديدة لولادة مبكرة أو ولادة طفل ذي وزن أقل من الطبيعي.
ولكن ماذا عن الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين في مراحل الحمل المبكرة؟
تشير بعض الآراء الطبية والأبحاث العلمية إلى أن إصابة المرأة ببعض المشاكل النفسية مثل القلق الشديد والاكتئاب الحاد في المراحل المبكرة من الحمل قد تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى حدوث إجهاض.
وتزداد احتمالية حدوث الإجهاض في هذه الحالات لمن لديها عوامل خطورة أخرى قد تزيد من فرصة عدم ثبات الحمل.
ومع ذلك لا سند علمي مؤكد يثبت هذه النظريات من عدمها إلى الآن.
نصائح هامة بخصوص الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين
بعد أن أشرنا إلى اضطرابات الحالة النفسية للحامل وتأثيرها على الجنين، سنقوم بتوجيه بعض النصائح الهامة للحامل والتي يوصي بها العديد من الأطباء المتخصصين لمواجهة وتقليل الاضطرابات والضغوطات النفسية التي قد تواجه الحامل ومضاعفاتها.
ومن هذه النصائح
- محاولة التواصل مع المقربين والتحدث معهم عن أي مشكلة قد تسبب اضطرابا نفسيا.
- ممارسة التمرينات الرياضية المناسبة للحامل وكذلك الرياضات الروحية مثل اليوجا.
- استشارة الطبيب النفسي المختص عند الحاجة.
- ممارسة أي موهبة تشغل التفكير وتقلل من الشعور بالقلق أو الاكتئاب.
- المداومة على العبادات الدينية التي تهذب النفس وتريح القلب.
- تناول طعام صحي متوازن غني بالفواكه والخضراوات والعناصر الغذائية المفيدة للحمل.
- الحرص على تناول المكملات الغذائية والأدوية التي يصفها الطبيب.
وفي النهاية فإن الاهتمام بصحة الحامل النفسية أمر هام للمساعدة على حماية الحامل والجنين من العديد من المضاعفات الخطيرة.