استمعنا كثيرًا لمجموعة من حكم عن الصمت وقلة الكلام، وهذا الصمت الذي يعتبر ردة فعل من الإنسان بمواقف عديدة يتعرض لها، والتي قد تكون خوفًا من المجادلة أو لخوفه أو لحزنه الشديد، ويستخدم الصمت كأسلوب هروب في بعض الأحيان، ولكن للصمت ايضًا مميزات، ولذا سنذكر أهم الحكم عنه.
الصمت وعدم الكلام
هناك بعض الدلائل على حدوث السمت وعدم الكلام، ومن الممكن ان يكون سكوته مبالغ فيه، وهذا يعود للكثير من الأسباب التي تعرض لها في حياته، والأجواء والبيئة المحيطة به، ومنها مثلا:
أن الانسان الذي يبقى صامتًا لفترة طويلة هو دليل على إنه يلجأ في الكثير من الأحيان للإنعزال عن الأخرين وعدم التعامل معهم.
- فقد يكون هذا الشخص غير واثق في نفسه.
- او لا يتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه،ز
- أو لا يمكنه التعبير عن أفكاره بسهولة.
وهذه الأسباب كلها تعتبر من الحالات الأساسية التي تعرض الشخص للصمت وعدم الكلام، ولكننا في هذا المقال نتحدث عن الصمت الذي يكون له حكمه، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في الفقرات التالية.
الصمت هيبة العظماء
هناك أسماء عديدة من الشخصيات المعروفة في التاريخ والتي كانت تتميز بكثرة الصمت وقلة الكلام، حيث قيل أن الصمت هو أصعب من الكلام ويحتاج لتفسير أكبر.
كما أن الكثير من العظماء اقروا أن افضل جواب لبعض الأسئلة والاستفسارات يكون هو الصمت وهو إجابة لا يتقنها الكثير من الناس.
- وقال عمرو بن العاص “الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع وإن أكثرت منه قتل”
- وكذلك على ابن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال “إذ تم العقل نقص الكلام” كما قال ايضًا “بكثرة الصمت تكون الهيبة”
حديث الرسول عن الصمت وقلة الكلام
حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”. حديث صحيح.
وكل تلك الحكم والحديث الشريف يؤكد أن الصمت كان هيبة الكثير من الشخصيات التاريخية العظيمة.
قلة الكلام هيبة
من اجمل حكم عن الصمت وقلة الكلام هي حين قيل:
- “بكثرة الصمت تكون الهيبة، ومن كثر صمته اكتسب من الهيبة ما ينفعه، ومن الوحشة ما لا يضره”.
- ولقد قال رجل حكيم قديمًا عن الصمت حين سأل “متى أصمت؟ قال: إذا اشتهيت الكلام، فقال له: متي أتكلم؟، قال له: إذا اشتهيت الصمت”.
- وقال لقمان الحكيم لولده: “يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فأفتخر أنت بحسن صمتك”.
حكم عن الصمت وقلة الكلام
هذه بعض الحكم الثمينة جدا عن الصمت وقلة الكلام:
- إذا أردت ان تكون مملًا فتحدث في كل شيء.
- خير الكلام ما قل ودل.
- الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنية قبل أن يفتح الناس أفواههم.
- الإيجاز خلاصة الذكاء.
- إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك.
- تكلم وأنت غاضب، فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك.
- أول العلم الصمت والثاني حسن الاستماع والثالث حفظه والرابع العمل به والخامس نشره.
- إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
- من الاصغاء تأتي الحكمة، ومن الكلام تأتي الندامة.
فوائد قلة الكلام
ومن الحكم التي قيلت عن فوائد الصمت وقلة الكلام هي:
- الندم على السكوت خير من الندم على القول.
- من كثر كلامه قل احترامه.
- الفم المطبق لا يدخله الذباب.
- سلامة الإنسان في حفظ اللسان.
- لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الأخرين، فلا تنس أنهم مثلك لهم عيون وألسن.
- لا خير في الصمت عن الحكم، كما أنه لا خير في القول بالجهل.
- حسن الكلام من حسن الإيمان والبذاءة من الضلال والنفاق والكفر.
- الألفاظ هي الثياب التي ترتديها أفكارنا، فيجب ألا تظهر أفكارنا في ثياب رثة بالية.
- إلزم الصمت فأدني نفعه السلامة.
- إلزم الصمت يستنر فكرك.
الصمت حكمة الشافعي
من أهم من تكلم عن الصمت هو الإمام الشافعي رحمة الله، فلقد قال:
قالوا اسكت وقد خُوصِمْتُ قلتُ لهم: إنَّ الـجوابَ لِبابِ الشـرِّ مفتـاحُ
والصَّمْتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأُسْدَ تُخْشَى وهي صامتةٌ ؟ والكلبُ يخسأُ لعمري وهـو نبَّاح
كما قال ايضًا: “إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم، وإن شك لم يتكلم حتى تظهر”.
حكم عن الصمت وقلة الكلام في التراث العربي
أدرك أجدادنا من الحكماء والفلاسفة والعلماء أهمية وقوة الصمت، لذلك نجد أن تراثنا العربي يزخر بكثير من الـ حكم عن الصمت وقلة الكلام، ومن أهمها الآتي:
- قال لقمان الحكيم لأبنه: ” إذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر أنت بحسن صمتك.”
- قال الفاروق كرم الله وجهه: “ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارًا”.
- ايضا قال شاعر النثر مصطفى لطفي المنفلوطي: ” أول العلم الصمت والثاني حسن الاستماع والثالث حفظه والرابع العمل به والخامس نشره”.
- وأخيرا قول الله تعالى في كتابه العزيز ” فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا”.
الإمام علي بن أبي طالب قال بعض من أبيات الشعر الخالدة عن قلة الكلام:
- ” فلا تكثرنّ القول في غير وقته، وأدمن على الصمت المزيّن للعقل، يموت الفتى من عثرة بلسانه، وليس يموت المرء من عثرة الرّجل، ولا تك مبثاثًا لقولك مفشيًا، فتستجلب البغضاء من زلّة النعل”.
- كما يقول أيضا: “إذا كان في الكلام البلاغة، ففي الصمت السلامة من العثار”
حكم عن أهمية قلة الكلام
الصمت يحفظ الإنسان من الوقوع في زلات اللسان، ويقيه من فواحش الأقوال، فيما يلي أشهر حكم عن الصمت وقلة الكلام وأهميتهم:
- من صمت نجا
- اصمت دهرك، يجل أمرك.
- الصمت حكم، والسكوت سلامة.
- أكثر صمتك يتوفر فكرك ويستنر قلبك، ويسلم الناس من يدك.
- الصمت يكسيك الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار.
- الصمت روضة الفكر.
أجمل العبارات عن قلة الكلام
- لطالما أحببت من يلتزمون الصمت فلا يمكنك أبدا أن تعرف ما إذا كانوا يرقصون في أحلام اليقظة ، أم أنهم يحملون العالم فوق أكتافهم.
- الصمت يمنحك متعة التنزه في عقول الآخرين .
- الصمت لغة العظماء.
- إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب.
متى يكون الصمت أفضل من الكلام ؟
في بعض الأحيان، يمكن للصمت أن يعطي قوة أكبر من الكلمات، فقد قال المخترع والفنان ليوناردو دافنشي ، “لا شيء يقوي السلطة بقدر الصمت.”
كما يعرف القادة أهمية الصمت، وكيفية استخدامه كتكتيك للتحدث عن أنفسهم وكفرصة للقيادة.
فيما يلي ست حالات يمكنك استخدام الصمت فيها لزيادة قوة موقفك:
- بناء الثقة.
- إذا كنت ترغب في تطوير وتنمية علاقات فعالة، يجب عليك توطيد الثقة، ولتستطيع ذلك عليك أن تستمع.
- فعند إقامة علاقة، لا تتحدث كثيرًا، بل عرّف نفسك أولا، ثم اطرح أسئلة حول الشخص الآخر واستمع؛ بذلك تتعرف أكثر على الشخص الآخر.
- عندما يدرك الآخرين أنك تستمع إليهم، فسوف يستمعوا إليك.
- التأكيد على نقطة معينة
- إذا كنت تستخدم الكثير من الكلمات، فقد تضيع النقطة أو الشيء الذي تريد توضيحه.
- يتيح لك الصمت وقلة الكلام أن تُسمع عندما يكون الأمر مهمًا.
- لذلك إذا كنت في اجتماع، فلا تجيب على كل سؤال يطرح على المجموعة، أجب على سؤال أو سؤالين فقط، بذلك ستكون كلماتك لا تُنسى أكثر من أولئك الذين يتناغمون في كل فرصة ممكنة للتأثير.
- التفاوض
- يمكن أن يكون الصمت عند التفاوض محطماً للأعصاب، فعندما يصمت الشخص الآخر، تتساءل عما قد يفكر فيه، وقد يجعلهم ذلك ينقلبون رأسا على عقب، فمن الجيد أن تدعهم يتساءلون عما تفكر فيه.
- القادة نادرا ما يخبرون الناس بما يجب عليهم فعله؛ وبدلاً من ذلك، يمنح القادة الآخرين الفرصة لتحديد خارطة الطريق لتحقيق الأهداف التي قد وضعها من، فمن الذكاء أن تعرف ما يفكر به الآخرون حتي تعرف قيادتهم بقوة.
فوائد الصمت
هناك أوقات يمكن أن يتحدث فيها الصمت بصوت أكثر ثأثيرًا من الكلمات، أدرك جيدا أهمية ما قاله الذين سبقونا من حكم عن الصمت وقلة الكلام، واعرف متى يجب عليك الصمت ومتى تتكلم؟، وقم باستغلال السكوت جيدًا من أجل نيل احترام الآخرين، وكسب ثقتهم.
للصمت وقلة الكلام أهمية كبيرة في حياتنا، فإلى جانب منح آذاننا فترة راحة، فقد ثبت أن الصمت يقدم مزايا صحية كثيرة، منها مثلا:
- يساعد على خفض ضغط الدم مما يساعد في منع النوبات القلبية.
- يقوي جهاز المناعة في الجسم.
- ساعتين من الصمت يمكن أن تخلق خلايا جديدة في منطقة الحُصين، وهي منطقة دماغية مرتبطة بالتعلم والتذكر.
- كما أنه يقلل التوتر عن طريق خفض مستويات الكورتيزول في الدم والأدرينالين.