قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها سبب النزول، حيث يحتوي القرآن الكريم على الآيات التي تحتاج للتفكير في نزولها وما هي أسباب نزولها، حيث كل آية من الآيات بها رسالة يريدنا الله عز وجل العمل بها أو معرفتها، والتي كان يوصلها لنا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث فسرت كتب التفسير كآفة الآيات القرآنية وأسباب نزولها، حيث يعتبر القران الكريم الدستور الصالح لكل زمان ومكان، لذلك نقدم لكم خلال هذه المقالة سبب نزول قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها.
تفسير الآية قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها
نقدم لكم هنا التفسير الكامل لآية قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، حيث جاء تفسير الآية القرآنية ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير )، كالتالي:
( سبب هذه الآية أن امرأةً لأوس بن الصامت رضي الله عنه وعنها، ظاهر منها زوجها أوس والظهار أن يقول الإنسان لزوجته أنت علي كظهر أمي، وكان الظهار طلاقاً في الجاهلية، فجاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع الله تعالى شكواها وأنزل حل قضيتها على نبيه صلى الله عليه وسلم فقال ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ) أي تجادلك في شأنه تريد منك حلاً له، والسمع هنا من الله عز وجل سمعٌ حقيقي سمع الله قولها وهو فوق سماواته على عرشه، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها تبارك الذي وسع سمعه الأصوات والله إني لفي الحجرة وإنه ليخفى عليّ بعض حديثها والله جل وعلا فوق عرشه عال على خلقه، سمع قولها ثم بين الله عز وجل أن الله يسمع تحاورها مع النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه تعالى سميع بصير قد وسع سمعه الأصوات فما من صوت خفيٍ ولا بين إلا وهو يسمعه سبحانه وتعالى، وما من شيء يُرى إلا وهو يراه سبحانه وتعالى، سواء كان خفياً أم بيناً ثم بين الله تعالى حكم هذه القضية وهي الظهار بأنها منكر من القول، وزور فهي كذب من أشد الكذب، إذ كيف تكون زوجتك التي أحل الله لك جماعها مثل أمك التي حرم الله عليك جماعها فتحريم الأم أي تحريم جماعها من أشد ما يكون إثماً وتحريماً وتحليل الزوجة من أبلغ ما يكون حلاً وإباحة فكيف يشبّه هذا بهذا وهو قولٌ منكر لأنه محرم مضادٌ لحكم الله عز وجل ولكن مع هذا فإن الله عفوٌ غفور إذا طلب الإنسان من ربه العفو والمغفرة غفر له سبحانه وتعالى أما من جهة حكمه من جهة الزوجة فإنه لا يجوز له أي لزوجها أن يمسها حتى يفعل ما أمر الله به حتى يعتق رقبة فإن لم يجد فإنه يصوم شهرين متتابعين قبل أن يمسها فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً قبل أن يمسها وفي هذه العقوبة الشديدة بل في هذه الكفارة الشديدة دليلٌ على عظم الظهار وتحريمه وكبره وأنه يجب على المرء أن يطهر لسانه منه وأن يتقي الله تعالى في نفسه فلا يظاهر من زوجته لما فيه من المنكر والزور والإضرار بها وبزوجها والله المستعان ).
ونكون قد وصلنا واياكم لنهاية المقالة، والتي عرضنا عليكم من خلالها قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها سبب النزول، مع الشرح الكامل للآية بالتفصيل، دمتم بود.