
إن بعض الشعائر والطقوس الدينية يرتبط وجودها بشهر رمضان الفضيل، بحيث لا يمكن تأديتها إلا في شهر رمضان، من هذه الشعائر الدينية: تأدية صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة يومياً خلال شهر رمضان، الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان للفوز بليلة القدر، ما هو الاعتكاف وما حكمه؟ في هذا المقال سنتعرف أكثر حول موضوع الاعتكاف.

ما هو الاعتكاف وما حكمه
الاعتكاف في اللغة العربية يعني لزوم الشيء وحبس الأنفاس عنه برا أو غيره وقد جاء ذكر الاعتكاف في القرآن الكريم في قوله تعالى: ” ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون” أما عن الاعتكاف في الشريعة الإسلامية فهو الإقامة والبقاء في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان أي في الثلث الأخير من شهر رمضان، وبالتطرق إلى حكم الاعتكاف في الإسلام فهو سنة بإجماع أهل العلم، فيما ترى بعض المذاهب الفقهية بأنه سنة مؤكدة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك وفق قول السيدة عائشة -رضي الله عنها- : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر” فيما يُعتبر الاعتكاف واجباً إذا كان منذوراً. وقد جاء في ذكر الاعتكاف في القرآن قوله تعالى: ” أن طهّرا بيتي للطائفين والعاكفين والرُّكع السجود” (سورة البقرة، آية 125).
الحكمة من الاعتكاف
تتلخص الحكمة من مشروعية الاعتكاف في الإسلام من اعتباره وسيلة للتقرب إلى الله والتفرغ التام للعبادات، فيه سبيل للإكثار من ذكر الله والتسبيح والتهليل والاستغفار وقراءة القرآن، والابتعاد عن مشاغل الدنيا وبذلك تزكية للنفس وتنقية للقلب.
شروط الاعتكاف
يجوز الاعتكاف على كل مسلم بالغ عاقل مميز سواء كان ذكراً أم أنثى، ومن الواجب على المعتكف أن يكون طاهراً من الجنابة أي الحدث الأكبر، ولابد أن يكون مكان الاعتكاف في المسجد، ومن الأفضل أن يكون الاعتكاف في أحد المساجد الثلاثة المقدسة وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويصح للمعتكف استخدام العطر والطيب وأن يكون نظيف المظهر والملبس.
مبطلات الاعتكاف
يفسد الاعتكاف ويبطل إذا حدث واحد من مبطلات الاعتكاف وهي:
- الجماع بشكل معتمد وعن معرفة بذلك لقوله تعالى: ” ولا تُباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها” (سورة البقرة، آية 187).
- الخروج من المسجد، لكن لا يبطل في حالة قضاء الحاجة أو الاغتسال الواجب أو المرض الشديد أو الحاجة للطعام والشراب وعدم تمكنه من إحضاره إلا بالخروج.
- الحيض والنفاس وهذا يخص المرأة.