تعد جرثومة المعدة من أخطر وأهم أمراض الجهاز الهضمي، وتكمن الخطورة في تشابه أعراض جرثومة المعدة وأعراض لأمراض المعدة الأخرى بل وبعض الأمراض النفسية، مما يؤخر من وقت اكتشافها والذي قد يتسبب في حدوث مضاعفات أخرى كبيرة.
لذا نهتم في هذ المقال باستعراض أعراض جرثومة المعدة في كافة أشكالها ومراحلها وكذلك نذكر مضاعفاتها والفئات الأكثر عرضة للإصابة بها.
ما هي جرثومة المعدة؟
هي بكتيريا لها شكل حلزوني, تنتقل للإنسان عن طريق العدوى من خلال الأطعمة الملوثة أو تنتقل عبر لعاب الشخص المصاب عن طريق القبل أو مشاركة أواني الطعام معه.
تعيش الجرثومة في بطانة المعدة وقد تظهر الأعراض بعد سنوات من الإصابة. ومن مسميات جرثومة المعدة الأخرى ” الجرثومة الملوية البوابية” أو “البكتيريا الحلزونية” أو “هيليكوباكتر بيلوري”.
اعراض جرثومة المعدة عموماً:
– الغثيان والقيء
– التجشؤ
– نقص الشهية
– حرقة المعدة
– ألم في البطن
– الانتفاخ
من الملاحظ ان الأعراض العامة لجرثومة المعدة تتشابه مع أعراض لأمراض أخرى, لذا يجب الانتباه عند حدوث الأعراض التالية والتي تختلف بحسب تطور المرض أو حالة المصاب نفسه.
– استمرار ألم البطن وارتفاع حدته وقد يستمر لساعات.
– زيادة الحموضة في الجسم مما يصعب على المريض تحملها حتى انها تصل إلى الفم.
– ارتجاع المريء.
– التهابات المعدة, يصاحبها انتفاخ وإسهال وغثيان وقيء في حالات الجرثومة الشديدة.
– ضيق التنفس في الحالات الشديدة أيضاً.
– ظهور الدم في القيء.
– ظهور الدم في البراز.
– يصبح لون البراز أسود.
– فقدان الوزن الشديد وغير واضح الأسباب.
وتظهر أعراض أخرى لأمراض ناتجة كمضاعفات للإصابة بجرثومة المعدة ومنها:
الأنيميا الخبيثة
في الحالة الطبيعية للشخص غير المصاب, تنتج المعدة بروتينا يساعد الأمعاء الدقيقة على امتصاص فيتامين B12, لكن في حالة الإصابة بجرثومة المعدة تؤثر الجرثومة سلباً على قدرة الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا الخبيثة وهي نقص فيتامين B12.
يعد ضيق التنفس من أهم العلامات والأعراض الدالة على الأنيميا الخبيثة.
قرحة المعدة. يصاب 10% من مصابي جرثومة المعدة بقرح معدية، وهذا بسبب اتلاف الجرثوم لبطانة المعدة مما يساعد حمض المعدة على إحداث قرح مفتوحة بالمعدة.
النزيف الداخلي.
سرطان المعدة. تعد جرثومة المعدة من عوامل الخطر للإصابة بسرطان المعدة.
الالتهاب المعوي: تسبب الجرثومة تهيج للمعدة, من اعراض الالتهاب المعوي ما يلي:
– القيء المصحوب بالدم.
– البراز المصحوب بالدم.
– ألم شديد في البطن مع الحمى والدوخة والإغماء.
– ارتفاع معدل ضربات القلب.
– افراط في التعرق.
– ضيق في التنفس.
أعراض جرثومة المعدة النفسية:
تؤثر جرثومة المعدة في تصنيع الهرمونات والمواد الكيميائية (النواقل العصبية) في الجسم مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض النفسية الخطيرة، وتختلف هذه الأعراض بين الرجل والمرأة.
أعراض جرثومة المعدة النفسية على الرجل:
يعاني الرجل من الأرق المصحوب بالإعياء المستمر, إلى جانب الكآبة الشديدة والقلق.
أعراض جرثومة المعدة النفسية على المرأة:
تصاب المراة بالحزن واليأس والنكد غير المبرر, القلق والتوتر الشديد, وقد تصاب بنوبات غضب وهياج شديدة وغير مبررة.
أما تأثير جرثومة المعدة على قدرة الجسم على تصنيع المواد الكيميائية الدماغية أو النواقل العصبية فقد يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية على الجنسين:
– الوسواس ويعني قلق وذعر.
– التشتت العام وقلة الانتباه والتركيز.
– اضطرابات في الأكل.
– التصلب المتعدد.
– الوسواس القهري.
– اضطرابات ما بعد الصدمة.
– الرهاب الاجتماعي.
– الاكتئاب.
عموماً, إذا وجدت نفسك تفكر في الموت على غير المعتاد, سواء تنتابك رغبة في الموت أو خوف شديد منه، فقد تكون مصابا بجرثومة المعدة وعليك استشارة الطبيب على الفور لعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة.
أعراض جرثومة المعدة عند الأطفال:
الأطفال من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بجرثومة المعدة, حيث يقدمون على تناول الأطعمة خارج البيت في غياب الأهل دون مراعاة نظافته, كما قد يتعرضون للعدوى بمشاركة إناء الطعام في المدرسة أو الحضانة مع طفل آخر مصاب بالجرثومة، وعلى الأم الانتباه جيدا للأعراض التالية:
– إحساس الطفل بألم شديد في الجزء العلوي من بطنه.
– عادة ما يشعر الطفل بالألم بعد ساعتين أو ثلاثة من تناول الطعام.
– ملاحظة النقصان الشديد في وزن الطفل.
– تلاحظ الأم طلب الطفل للماء بكثرة مما يدل على شعور دائم بالعطش.
– يشكو الطفل من إحساس دائم بالقيء أو قدر يتقيأ بالفعل.
– تظهر على الطفل علامات جفاف الجلد خاصة المنطقة حول الفم, وقد يتساقط شعره أو تتكسر أظافره.
– يصاب الطفل بالإسهال وقد يصحبه دم.
– يصاب الطفل بدوار وقد يصل إلى الإغماء.
– قد ترتفع درجة حرارة الطفل.
عموماً, عندما تلاحظ الأم انخفاضاً مفاجئاً في وزن طفلها, قد تكون إصابته بجرثومة المعدة هي أحد الأسباب التي يجب أن تفكر فيها.
طرق الوقاية:
– على الأم أن تعلم طفلها غسل يده قبل وبعد تناول الطعام.
– عدم مشاركة الطفل أواني الطعام مع زملائه.
– التأكد من نقاء الماء وعدم تلوثه قبل أن يقدم الطفل على الشرب.
– عدم السماح للطفل باللعب في الأماكن التي قد تنقل له العدوى.
– المتابعة الدورية للطفل بعمل الفحوصات والتحاليل الروتينية.
– تجنب الوجبات السريعة والدسمة والأطعمة المقلية, لأن الدهون العالية تحفز من نشاط الجرثومة.
أعراض جرثومة المعدة والحمل:
غالباً ما تكون العدوى بجرثومة المعدة للحامل قد حدثت قبل الحمل, لكن التغيرات الهرمونية وضعف المناعة الذي يصيب الحامل عامةَ يعمل على تحفيز الكربونات البوابية الكامنة مما يؤثر سلبياً على صحة الأم والجنين.
قد يؤثر على صحة الأم من خلال سوء التغذية بينما يؤثر على الجنين في تأخر النمو أو حدوث تشوهات خلقية.
ومن الأعراض التي تظهر على الحامل ما يلي:
– ألم معتدل في البطن.
– انتفاخ البطن.
– حدوث ارتجاع معوي.
– رائحة كريهة مستمرة في الفم.
– غثيان خفيف, وعلى الحامل أن تنتبه إلى أن إحساسها بالغثيان الناتج عن جرثومة المعدة يكون مختلفاً عن غثيان الحمل التقليدي.
ولتشابه أعراض جرثومة المعدة مع أعراض الحمل التقليدية لذا ينصح الأطباء بإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة للتاكد من عدم الإصابة, كفحوصات دورية مع متابعة الحمل.
طرق الوقاية من جرثومة المعدة:
– الحرص على تنظيف وغسل الفاكهة والخضروات جيداً.
– النظافة الشخصية وخاصة غسل اليدين قبل وبعد الأكل.
– شرب مياه معقمة وضمان عدم تلوثها.
– تجنب مشاركة أي شخص الطعام في نفس الإناء.
– النفخ في الطعام لا ينقل الجرثومة ولكنه ينقل أمراضا أخرى فيجب الكف عن هذه العادة السيئة.
ويتضح أن الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة من الأمور البسيطة حيث تعتمد على النظافة الشخصية في المقام الأول، ومحاولات تجنب العدوى وتعليم الأطفال وسائل الوقاية والنظافة العامة، فقد يصاب بها الشخص منذ طفولته ولا ينتبه إلى ذلك إلا بعد ظهور المضاعفات بعد سنوات.
جدير بالذكر أن علاج الجرثومة لا يكون إلا بالدواء, فلا توجد عملية جراحية للتخلص من الجرثومة, كما أن الأساطير المنتشرة حول علاج الجرثومة بالرشاد والخل غير صحيحة بالمرة.
