أين تقع الأعراف التي ذكرت في القرآن الكريم ومن أهلها، كثرت التساؤلات في الآونة الأخيرة حول من هم أصحاب الأعراف وما هو معنى الأعراف، فأصحاب الأعراف هم القوم الذين يقفون في المنطقة التي تكون بين النار والجنة، واختلفت أقوال الفقهاء والعلماء حول من هم أصحاب الأعراف والبعض قال بأنهم أولى الفضل من المؤمنين وهم القوم الذين خرجوا للجهاد في سبيل الله- عز وجل- من غير أخذ إذن آبائهم المشركين، ولكن حسب تصورات علماء الدين الإسلامي فإن أهل الأعراف جميعهم سوف يدخلون الجنة.
معنى الأعراف
- تفسر كلمة الأعراف في اللغة العربية بأنها الأماكن الغير مستوية والممهدة بل ترتفع عن الأرض بمقدار كبير وهذا ما عرفه الطبري.
- تعريف آخر ارتبط بعرف الديك وهو الجزء الأخير المرتفع عن مستوي الجسم كله.
- ويقال أن المكان أعرف من غيره، أما في تفسير القرآن فالأعراف هي أسوار عالية تفصل بين الجنة والنار.
- أو تلال تبعد عن مستوي رؤية العين المجردة.
- وفيها يطلع أهل الأعراف على أصحاب الجنة والنار وقلوبهم ترتجف من الخوف.
- وقد جاءت سورة الأعراف لتكون السورة رقم 7 في القرآن الكريم.
- ويبلغ عدد آياتها 206 آية، نزلت على رسول الله في مكة وبينت مصير أهل الأعراف، وذكرت قصص العديد من الأنبياء.
أين تقع الأعراف ومن أهلها
اختلفت آراء العلماء والمفسرين حول مكان الأعراف ومنطقة تواجدها اعتمادًا على آيات القرآن الكريم ومن أهم تلك الآراء ما يلي:
الرأي الأول
- يرى أصحاب هذا الراي أن الأعراف هي سور عال يفصل بين الجنة والنار.
- في ظاهره الرحمة لكن بباطنه النار.
- وقد اعتمد أهل العلم في تفسيرهم على الآية “وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ( 46 ) وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين”.
الرأي الثاني
- ويرى أصحابه أن الأعراف عبارة عن حاجز يحدد مكان الجنة عن النار.
- وقيل أيضا أنه تل كبير بينهما كما جاء في قول الإمام ابن القيم.
- حيث قال ” أهل الجنة وأهل النار يفصل بينهم حجاب هائل وهو سور مرتفع له باب من باطنه الرحمة وفي ظاهره العذاب”.
الرأي الثالث
- ويتبع أصحابه ما ورد عن عبد الله بن العباس رضي الله عنه” هم قوم تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، فلم يفوزوا بدخول الجنة، أو يعاقبوا بدخول النار، ويبقون بهذا المكان حتى يفصل الله في أمرهم ويعرفون مصيرهم بدخول الجنة برحمة الله الواسعة.
- ومن الجدير بالذكر أن كثير من أهل العلم سار على هذا الراي كونه أقرب إلى الصواب والله تعالى أعلى وأعلم.
من هم الأعراف
- مع بداية الحساب يوم القيامة يفصل الله بين عباده الذين فازوا بدخول الجنة، وبين الآخرين الذين كان مصيرهم النار.
- ولكن يظل هناك أناس يقفون حيري بين الجنة والنار عند السور العالي وهم من يدعون بأهل الأعراف حيث استوت عدد حسناتهم مع سيئاتهم.
- ويبقوا واقفين أعوام عدة حتى يبت الله في أمرهم، ويبدأ النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء لله بأن يغفر لهم ذنوبهم.
- ثم يصفح عنهم المولي عز وجل ويدخلهم جناته برحمته الواسعة إن شاء.
- وهناك رواية أخري عن هوية هؤلاء القوم فيقال عنهم أنهم الذين خرجوا للقتال في سبيل الله دون إذن من والديهم وعصوا رغبتهم.
- ثم استشهدوا، فمنعهم عصيانهم لآبائهم من دخول الجنة.
- وبسبب قتالهم في سبيل الله حرموا من دخول النار.
- وكذلك توجد رواية ثالثة تقول أنهم الأفراد الذين لم يرض عنهم أحد والديهم بالرغم من أعمالهم الصالحة الكثيرة.
- فيقفون أمام الأعراف حتى يبت الله في أمر عباده، ويقضي في أمرهم.
- ويفسر العلماء أن هؤلاء القوم سوف يقفون حيارى بين الجنة والنار.
- ينظرون إلى النار وكلهم ندم وأسى على ما ضيعوا عمرهم في عصيان الله.
- ثم ينظرون إلى الجانب الآخر ليرون الجنة وأهلها المنعمين في رغد منها فيتبتلون إلى الله أن يعفو عنهم ويشملهم في رحمته.
- وفي أغلب القول أن الله سيعفو عنهم ويدخلهم جنته الواسعة برحمته وكرمه ليكون مصيرهم الجنة.
- ويبتعدون عن النار الحامية القاسية، كما فضل بعض أهل العلم السكوت عن حال هؤلاء القوم وقال أن أمرهم كله بيد الله ولله.