يرجع سبب تغير لون بياض العين من الأبيض إلى الأصفر لتراكم مادة البيليروبين في الدم وهي عبارة عن صبغة ذات لون أصفر ينتجها الجسم بسبب انهيار خلايا الدم الحمراء القديمة وهنالك نوعين من الإصفرار الأول اصفرار طبيعي عادي والثاني هو عبارة عن أعراض لإصابة الشخص بأمراض أخرى كأمراض الكبد أو البنكرياس أو المرارة؛ لذلك وفي حالة حدوث الاصفرار يجب مراجعة الطبيب لإجراء فحص للعيون والكبد من أجل التعرف على السبب الرئيسي والمؤدي إلى حدوث الإصفرار، وفي هذا الموضوع سوف نتكلم عن إصفرار العين عند الأطفال.
إصفرار العين عند الأطفال المرضي
تعاني الغالبية العظمى من الأطفال، من إصفرار مرضي يكون بسبب ارتقاع كبير جدا بنسبة مادة البليرويين الناتجة عن تكسر كرات الدم الحمراء، فتأثر على عدم قدرة الكبد على التخلص منها بصورة طبيعية أو عدم اكتمال النمو للكبد أو لخلل في عمله ويظهر مع هذه الحالات اصفرار في الجلد ملازم للطفل، وهنالك حالات أخرى تكون بسبب نقص الأكسجين والتي يظهر بها الجلد باللون الأزرق، وفي حالات نادرة أخرى يكون بسبب مشاكل عضوية في البنكرياس أو المخ أو أمراض وراثية في العين أو الحواس.
علاج إصفرار العين عند الأطفال المرضي
يبدأ البحث عن علاج للإصفرار عندما يرى الأهل بأن تعريض الطفل للشمس لأكثر من أسبوعين متتالين دون الحصول على نتيجة ملموسة في تقلص الاصفرار أو زواله أو تخفيف حدته، بل يزداد في بعض الحالات، وهنا التدخل الطبي يجب أن يبدأ دوره، ويكون العلاج من خلال طريقيتين:
- الأضواء في المستشفيات: تسمى لمبة فلورسنت التي تقوم بتحفيز نمو الكبد وتنشيطه على القيام بعمله تجاه مادة البليرويين الناتجة عن تكسر كرات الدم الحمراء التي لا يحتاجها الطفل خلال اليوم الأول من ميلاده، ولمبة فلورسنت التي تعالج هذا الأمر هي تعمل لفترة من الوقت ثم تفقد مفعولها فيتم استبدالها في حضانة للطفل وليس كتلك التي في المنازل التي ليس لها علاقة بالعلاج ولكن بعض الناس يؤمن بها جهلا بالحقيقة.
- إذا لم تنجح هذه اللمبات الطبية أيضا لمدة تزيد عن 7 أيام، ولم يظهر أي تحسن للطفل فهنالك مشكلة حقيقية وعضوية يعاني منها المولود، يجب أن يخضع بها للفحص الطبي في مستشفى الأطفال لتحديدها وتحديد علاجها المناسب.
إصفرار العين عند الأطفال غير المرضي
ينتج إصفرار العين عند الأطفال غير المرضي عن تكسر الدم الزائد عن الحاجة في جسم الطفل وتكسر كرات الدم الحمراء التي تنتج مادة البليرويين التي يقوم الكبد بدوره بالتخلص منها عبر عملية الإخراج للطفل لذلك تكون أوساخ الطفل التي تخرج للمرات الأولى مختلفة تماما عن التي ستكون بعد شهرين لأن الأولى بها تنظيف جسم الطفل بالكامل.
قد يستمر إصفرار العيون لديه لمدة تصل لشهر ونصف، ولكنها تزداد من يوم ميلاده إلى حتى بلوغ الطفل الأسبوع الثاني لأن تأثير تكسر الدم يظهر بالتدريج على جسده، وبعد الأسبوعين ووصول الاصفرار إلى أعلى مستواه يبدأ بعدها بالتراجع والاختفاء تدريجيا أيضا ولكن بمدة أطول من مدة ظهوره قد تصل إلى خمسة أسابيع.
علاج إصفرار العين عند الأطفال غير المرضي
يخف هذا النوع تدريجيًا من تلقاء نفسه لمدة قد تصل إلى خمسة أسابيع، وأما من يريد تسريع عملية العلاج عليه تعريض الطفل لأشعة الشمس الصباحية الباكرة لمدة أقصاها 25 دقيقة، ولكن ليس كامل الطفل بل أطرافه مثل أطراف أقدامه وبعضا من ساقيه وكذلك يديه، ومراعاة تغطية رأس الطفل منعا لتعرضها لأشعة ضارة من الشمس.
نود الإشارة ان بعض الأباء يقوموا بتعريض الطفل للضوء المنزلي أو النيون الأبيض الذي يمكن أن يخفي الاصفرار نظريًا فقط لأنه ساطع الضوء ويلون عيونه بالأبيض، وضوء المنزل لا يمثل أي دور للعلاج بل يمكن أن يزيد المشكلة لدى الطفل بضرر عيونه نفسها.
أسباب إصفرار العين عند الأطفال
يواجه الرضع حديثو الولادة، مرض إصفرار العين وتوجد العديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي يعتبر إصفرار العين عارضًا من عوارضها أو ناتجًا عنها، لكن الأسباب تختلف بحسب الفئة العمرية، وأهم هذه الأسباب ما يأتي:
- التهاب الكبد: يحدث نتيجة دخول أحد فيروسات التهاب الكبد إلى خلاياه تصبح خلايا الكبد ملتهبةً مدمرة، ولا تستطيع فلترة الدم من البيلروبن بكفاءة.
- حصى المرارة: ربما تتسبب حصى صلبة في المرارة تعمل على سد فتحات القنوات الصفراوية التي يجب أن تصب فيها، لتبدأ المادة الصفراء بالانتشار إلى الدم.
- نزف تحت الملتحمة: يغطي بياض العين نسيج شفاف يسمى الملتحمة، التي تمتد لتبطن الجفون، حيث تحتوي شبكة أوعية دموية رقيقة تغذي باطن الجفن قد تنفجر عند التعرض لضربة على العين أو عند العطاس والسعال الشديدين، فيتسرب الدم ليستقر بين الصُّلبة والملتحمة، ويظهر على شكل بقعةٍ حمراء أو صفراء.
- فقر الدم الانحلالي: حيث يقوم جسم المصاب بتكسير خلايا الدم الحمراء بسرعة هائلة، فلا يعود الكبد قادرًا على تصفية كمية البيليروبن الهائلة الداخلة إليه، وقد يولد الإنسان بهذا المرض، وقد يظهر نتيجة عدوى أو مرض مناعي.
مضاعفات إصفرار العين عند الأطفال
قد يؤدي التأخر في إتباع إحدى طرق علاج اصفرار العين إلى زيادة كميات البيليروبن المتراكم في الدم نتيجة إحدى الأسباب التي ذكرت، فتظهر المضاعفات الآتية:
- إذا كان انسداد القنوات الصفراوية هو سبب الاصفرار، قد ينتج نزيفٌ يَصعُب إيقافه؛ وذلك لأن الانسداد يؤدي لحدوث نقصٍ في الفيتامينات اللازمة لحدوث التخثر.
- صعوبات في النوم.
- حكة شديدة يعاني منها مرضى اليرقان، قد تدفعهم لخدش جلودهم والتسبب بعدة جروح.
- إذا لم يعالج يرقان (ااتلوُّن الأصفر لبشرة وعين) الرضع، قد يؤدي لتلفٍ واعتلالٍ دائمين في الدماغ.
علاج إصفرار العين عند الأطفال
عرضنا إليكي أسباب إصفرار العين عند الأطفال فعند اتباع طرق علاج اصفرار العين، يبدأ اللون الأصفر بالزوال تدريجيا ليعود الأبيض الطبيعي، ويعتمد العلاج على اكتشاف المشكلة المسببة وحلها، وفيما يأتي بيان لأهم هذه العلاجات:
- لعلاج يرقان الرضع حديثي الولادة، ينصح الأطباء بالعلاج بالضوء، وهي إحدى طرق علاج اصفرار العين الشائعة، حيث يوضع الطفل تحت مصباح خاص يبعث الضوء ضمن الطيف الأزرق والأخضر، ليحول جزيئات البيليروبين إلى شكل يمكن أن يفرز في البول والبراز، وفي بعض الحالات الخطيرة النادرة، قد يلجأ الأطباء إلى عملية تبديل الدم، حيث يتم سحب كميات صغيرة من دم الطفل واستبدالها بأخرى من المتبرع، لتقليل تركيز البيليروبن المتبقي في دم الطفل
- استعمال أدوية يصفها الطبيب لإزالة حصى المرارة التي تسد القنوات الصفراوية، وقد يتطلب الامر تدخلا جراحيا.
- أخذ العقاقير المكافحة لفيروس التهاب الكبد، في حال وجوده.
- لا يحتاج نزيف تحت الملتحمة عادة لأي من طرق علاج اصفرار العين، إذ تختفي تلقائيًا في غضون أسبوع قد يعطى دواء الكوليسترأمين للمرضى الذين يشتكون حكةً مزعجة، وهو دواء يلتقط البيليروبن من الدم ويسرع عملية إخراجه من الجسم.
- اسشارة الطبيب للحصول على بدائل أكثر آمانًا، في حال كانت الادوية هي المسببة.