أسباب وعلاج التهاب اللثة والأسنان في المنزل

أسباب وعلاج التهاب اللثة والأسنان في المنزل
التهاب اللثة

يرى المتخصصون  أن الفم مدخل كل شيء لجسم الإنسان من غذاء وأمراض ومسببات، ويقود ذلك الرأي إلى أن صحة الفم وخلوه من الأمراض تعني خلو الجسم من المشاكل الصحية، كما أن وجود مشاكل فموية في «الأسنان واللثة» هي البداية الحقيقية لأمراض كثيرة يتعرض لها الجسم، باعتبار الفم البوابة الأولى، هذه الحقيقة أضحت ماثلة بقوة لدى الأطباء والمتخصصين، بل ويرونها أقرب إلى الواقع والصواب خصوصاً في ما يتعلق بأمراض اللثة والمشاكل الناجمة عنها.

الأسباب

التهاب اللثة من أمراض الفم العديدة، وهو ناتج عن وقوع التهاب بالأنسجة المحيطة بالأسنان، ويعد من أهم الأسباب المؤدية إلى فقدان الأسنان بعد سن البلوغ، وإصابة اللثة بالالتهاب ناتج عن وجود طبقة البلاك والتي تتكون من البكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة بحيث تقوم بإفراز سموم تعمل على تدمير الأربطة المحيطة بالأسنان على المدى الطويل.

ونتيجة لذلك تصاب اللثة بالتهاب وتنحسر عن الأسنان مُكونة جيباً يختزل مزيداً من البلاك، وبعد مرور وقت تستطيع السموم تدمير اللثة والطبقة الخارجية لجذور الأسنان وصولاً إلى العظم.

وعندها تبدأ المواجهة القاسية وعادة ما تكون لالتهاب اللثة أسباب هرمونية كحدوث حمل، أو الوصول لمرحلة البلوغ، أو الدورات الشهرية، أو انقطاع الطمث، أو تناول حبوب منع الحمل، كما تشارك مضادات الحساسية والتي تقلل من مستويات اللعاب في إحداث خلل في بيئة الفم، وبالتالي في حدوث التهاب اللثة، إضافة للآثار المترتبة عن أدوية معالجة السرطان أو السكري، لأن قدرتها على مكافحة بكتيريا الفم تكون قليلة، مما يؤدي إلى حدوث هذه الالتهابات.

أعراض الإصابة

في المراحل الأولى لالتهاب اللثة قد لا يشعر الشخص بأي أعراض والمتمثلة في الانتفاخ والاحمرار، ووجود ألم ورائحة كريهة، فتأتي أعراض متقدمة تصبح أكثر وضوحاً بحيث تكون اللثة نازفة خصوصاً عند لمسها، وتزداد رائحة الفم سواء، ويتكون الخراج بين اللثة والأسنان، وبالتالي حدوث تخلخل في الأسنان نتيجة فقدان الغطاء الواقي للجذور.. وهناك أنواع عديدة لالتهاب اللثة منها: التهاب النسيج المحيط بالأسنان، وهو عبارة عن مرض يظهر في سن المراهقة ويصيب الضرس الأول والقواطع، والتهاب النسيج المحيط بالأسنان الحاد والمميت للخلايا، وهو مرض ينتقل عن طريق العدوى البكتيرية التي تصيب اللثة.

اللثة والقلب

أكد الأطباء وجود ارتباط وثيق بين التهاب اللثة وأمراض عديدة تصيب الجسم، ورأوا أن الطريق إلى العيادات التخصصية الأخرى لابد أن يمر بطبيب الأسنان، فيما صرح الدكتور ريتشارد ستين ـ الناطق الرسمي لرابطة القلب الأمريكية ـ قائلاً:«الذين لديهم التهابات ميكروبية مزمنة، في اللثة هم عرضة بشكل أكبر في مراحل تالية من حياتهم لأمراض تصلب الشرايين وأمراض شرايين القلب تحديداً..».

مضيفاً أنه نصح من يراجعونه عن مرض شرايين القلب والمتطلعين للوقاية من المرض أو من جلطات الدماغ بجعل العناية باللثة والأسنان وانتظام المتابعة الطبية لهما ضمن استراتيجيات المتابعة الدورية، ويرى العديد من الخبراء أن علاقة صحة الأنسجة المحيطة بالأسنان هي أحد الهموم الصحية المرتبطة بشكل مباشر مع أمراض شرايين القلب.

أسباب التهاب اللثة

كما أوضح الدكتور ورنالد أنغي ـ مساعد المدير التنفيذي لشعبة شيكاغو التابعة لرابطة طب الأسنان الأمريكية ـ تفاعل الجسم مع التهاب اللثة المزمن قائلاً:«الالتهابات المزمنة في اللثة تضع عبئاً على جهاز مناعة الجسم بشكل متواصل طوال الوقت، مما يشتت جهوده في محاربة الأمراض وتفاعله الطبيعي معها..»، ليس ذلك فقط، بل إن هذا التفاعل المتواصل للجسم مع وجود الالتهاب البكتيري المزمن ينتج عنه إنتاج مواد عديدة تسهم في نشوء تضيّقات الشرايين التاجية في القلب.

وكانت دراسة طبية أمريكية قد خلصت إلى نتيجة مفزعة بيّنت أن ارتفاع مستوى التهابات اللثة البكتيرية يرفع من معدلات الإصابة بأمراض شرايين القلب، وهو ما يوضح ارتباط صحة الفم بصحة بقية الجسم.

تساقط الأسنان وأمراض الشرايين

دراسة طبية حديثة قام بها المركز الأمريكي للتحكم في الأمراض ومنع انتشارها ربطت بين انتشار أمراض شرايين القلب الذي يتسبب في معدلات كبيرة للوفاة والإعاقة على مستوى العالم وبين حالات تساقط الأسنان، جاء ذلك بعد قيام الدراسة بملاحظة 42 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين «40 ـ 80» عاماًَ، وإجراء مسوحات صحية عليهم وملاحظة تأثيرات عوامل عدة كالعمر والجنس والعرق ووجود أمراض كالسكري وارتفاع الكوليسترول.

وأظهرت النتائج أن من لديهم سقوط «5» أسنان يُمثل المصابون بشرايين القلب 21% منهم، فيما تصل نسبة الإصابة ممن لديهم تساقط «6 ـ 31» سناً إلى 60% ، بينما من لم يتبق لديهم أسنان فيشكلون 80% من عدد المصابين بأمراض شرايين القلب، وهو ما يؤكد أنه كما زاد عدد الأسنان المتساقطة نتيجة أمراض اللثة البكتيرية في السن نفسه أو في الأنسجة المحيطة تزداد احتمالات ظهور أمراض شرايين القلب.

علاج التهاب اللثة وانتفاخها في المنزل
التهاب اللثة

 

كولتسرول ضار

وجود تغييرات تطال نسبة الكولسترول في الدم لدى مرضى التهابات اللثة المزمنة أكدت بشكل أكبر العلاقة المكتشفة حديثاً بين أمراض اللثة المزمنة وأمراض الشرايين.

الدكتور ريك فان انتيرين ـ رئيس فريق للباحثين من جامعة كومونويلث بولاية فرجينيا الأمريكية ـ نبه للعلاقة، وأشار إلى أن أهم أسباب الارتباط المباشر بين التهابات اللثة وأمراض شرايين القلب هو ارتفاع أحد أنواع الكولسترول الخفيف الضار بالشرايين والذي يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة.

أنواع التهاب اللثة

وأضاف: «هذا النوع من الكولسترول قد يكون مرتفعاً لدى مرضى اللثة وهو ضار بالشرايين، والمصابون بالتهاب اللثة يكونون عرضة لأمراض شرايين القلب والدماغ أكثر من غيرهم بنسبة تتجاوز ستة أضعاف».

لثة الحامل وآثار على الجنين

تشير الدراسات إلى أن وجود التهابات ميكروبية لدى الأم الحامل يلعب دوراً مهما في حصول 50% من حالات الولادة المبكرة، خصوصاً في حال تعرضها لالتهابات الأنسجة المحيطة بالأسنان التي تتشعب تأثيراتها على الحمل والجنين، وقد أثبتت بعض الدراسات تأكيدات على أن بعضاً من هذه الميكروبات قادرة على اختراق المشيمة والوصول إلى الجنين وإحداث التهابات لديه.

كما لفت باحثون من أمريكا الجنوبية ـ قاموا بإجراء دراسة خاصة حول ذلك ـ إلى أن النساء اللواتي يحصل لديهن  التهاب في اللثة أثناء الحمل تزداد معدلات ولاداتهن المبكرة، بالإضافة إلى إنجابهن مواليد قليلي الوزن، منوهين بضرورة مراجعتهن الأطباء المتخصصين للتقليل من المخاطر المتعلقة بالحمل والولادة، وأن المتابعة المثالية للمرأة الحامل لنظافة الفم وصحته، وتشخيص وجود الالتهابات في أي مرحلة من مراحل الحمل تقطع احتمالات الولادة المبكرة أو ولادة أطفال ناقصي الوزن.

علاج التهاب اللثة

الوقاية من أمراض اللثة

للابتعاد عن التهابات اللثة والأسنان المختلفة وما تقود من مشاكل مرضية ناجمة عنها على بقية أجزاء الجسم، فإنه بات من المهم العناية بالفم من خلال عدد من السلوكيات منها :

  •  الحرص على تنظيف الأسنان مرتين في اليوم بالفرشاة وبطريقة سليمة، لأن التنظيف الخاطئ قد يزيد من المشاكل في الأسنان أو التهابات اللثة، ومن الممكن اتباع نصائح الطبيب الخاصة بتنظيفها.
  • تخليل الأسنان ـ بعد تنظيفها ـ بالخيط مرة يومياً.
  • تناول الأطعمة الخاصة والمقوية لبناء أنسجة الجسم ومناعته وكذا الخضار والفواكه.
  • استخدام غسول فم، في حالة نصح الطبيب بذلك.
  • زيارة طبيب الأسنان مرة كل ستة أشهر.