المزين وش يرجع

المزين وش يرجع

أصل عائلة المزين (بتشديد الياء) والساكنين في الكويت وباديتها يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، وهم المعروفين باسم “المزاينة” أو أهل البيرق، ينتمون إلى الأعراق المراصعة من الحرشة والأعنة والجبلان وعلوى ومطير. للتفصيل الأكثر وضوحًا وتجنب الالتباس بسبب وجود عوائل أخرى تحمل نفس الاسم (المزين) والتي ظهرت حديثًا في دولة الكويت، يشير المقصودون هنا إلى أحفاد محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن حسن المزين، الذين حملوا البيرق الكويتي منذ أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. ومن بينهم كان عبدالله بن محمد الذي حمل البيرق في عهد الشيخ مبارك الكبير (أسد الجزيرة) واستشهد في معركة الصريف،  وتجدر الإشارة إلى أن محمد بن عبد الوهاب ترك اثنين من الأبناء، الأول هو عبدالله المذكور سابقًا والثاني هو عبد الوهاب الذي لم يترك من الأبناء شيئًا، مما يعني أن النسل انحصر بأبناء عبدالله المذكور.

المزين وش يرجع

خلال بداية القرن الثامن عشر، هاجرت عائلة المزين من الدرعية إلى العارض ثم إلى الكويت، حسب المصادر التاريخية والعائلية. العائلة كانت من أهل المرقاب وسُميت منطقة قريبة من مسجد الحمد بـ(فريج المزاينة).

أحداث تاريخية :

أسرة المزين (مع تشديد وفتح الياء) هي إحدى العائلات التي لها تاريخ طويل في هذا الوطن، حيث كانوا أهل البيرق وحاملي علم الكويت في معظم حروبها ومعاركها على مر العصور. وقد تولى أبناء هذه العائلة مهمة حمل البيرق من جيل إلى جيل، حتى وصل الأمر إلى المرحوم حمد بن ابراهيم بن عبدالله المزين الذي تم تسليمه إلى المتحف الوطني الكويتي كشاهد على هذا التاريخ العريق.

تم تكليف عائلة المزين بحمل الراية منذ معركة الرقة بين الكويتيين وبني كعب. في تلك المعركة قتل عبدالوهاب بن محمد المزين وتولى عبدالله بن محمد حمل الراية. كان عبدالله بن محمد هو الذي أرسله الشيخ جابر الأول الصباح مع عبدالرحمن الدويرج لمقابلة بندر السعدون عندما حاصر الكويت عام 1831. في معركة الصريف حمل عبدالله الراية وتم قتله. وقد تسببت هذه المعركة في إصابة ابراهيم المزين بكسر في يده وجروح عميقة في ظهره. اعتبر ميتا لحين أن سقط مغشيا عليه واتضح أنه مطلوب للقتل من قبل العدو.

بعد انتهاء المعركة، قاموا بالبحث عن المال في جيوب القتلى ولاحظوا صوتًا يصدر من راعي البيرق ابراهيم المزين، حيث كان على قيد الحياة. قاموا بإسعافه وعلاجه، وبعد شفائه غادر إلى أهله في الكويت وقد اعتقدوا أنه قد توفي. عمل ابراهيم المزين كحامل لراية البيرق للكويت بعد والده عبدالله المزين، وقام برفعها في معارك مثل هدية ومزبورة والرقعي وحمل مع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في حرب اليمن وشارك مع ابنة عائلته وكانت من بين الكويتيين الذين شاركوا في تلك الحروب في أواخر العشرينات.

المزين وش يرجعون

في معركة الجهراء، قرر محمد بن عبد الله المزين رهن كل ما يملك من الأراضي والأملاك، بما في ذلك الجمال والأغنام لدى التجار، لشراء الأسلحة والذخيرة وتوزيعها على معارفه وأقاربه وأي شخص لا يمتلك سلاحًا.

تولى محمد بن عبد الله المزين مسؤولية إشراف الأموال الصادرة والواردة عن طريق البر في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح. استشهد في معركة الجهراء أثناء تواجده على سطح القصر الأحمر. في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح، تم تكليف سالم بن عبد الله المزين بمرافقة الكولونيل ديكسون ورعايته. في مذكراته، وصف ديكسون سالم المزين بأنه رجل طيب وقوي البنية، ونموذج جيد للبدوي الذي يمتلك نصفًا من الثقافة الحضرية، وهو رجل يظهر بشكل جيد في المواقف الصعبة.

سأل المزين من ركب البحر غيصاً مع ابن اخته النوخذة مزيد المعوشرجي، وتُعتبر أسرة المزين من أوائل الأسر التي استوطنت خيطان، وذلك بعد الهدامة الأولى، حيث حُفرت فيها ثلاث آبار للشرب والري، وأقيم مسجدٌ من الخشب والجندل لمن أراد أن يصلي فيه.

حمد بن إبراهيم المزين، وهو واحد من أعضاء عائلة المزين، كان من أقدم تجار الأسلحة في الكويت. قام بفتح مخازنه الخاصة ومستودعاته للمواطنين ليستخدموا الأسلحة في الدفاع عن البلاد خلال أزمة عبدالكريم قاسم عام 1961.

صعد عبد الوهاب بن عبد اللطيف، الذي تخرج من كلية سانت هيرست الملكية البريطانية، في السلك العسكري حتى وصل إلى رتبة لواء في الجيش. شارك في حروب 1967 و 1973 ضد إسرائيل مع الجيش الكويتي والجيوش العربية. عمل كملحق عسكري في سفارة الكويت في الولايات المتحدة الأمريكية. تم اعتقاله من قبل القوات العراقية خلال غزو العراق للكويت في عام 1990، ولم تتوافر أي معلومات عنه حتى الآن.

صعد حجي بن إبراهيم المزين في الهرم الإداري لوزارة الداخلية حتى تولى منصب وكيل شؤون الجنسية، بينما انتخب خليل بن إبراهيم المزين نائبًا للمجلس الأول للأمة عن دائرة كيفان. وعين عبد الله بن سالم المزين مختارًا لمنطقة الظهر في عام 1989 بعد خدمته لمدة 25 عامًا في وزارة التربية.

ناصر حجي ابراهيم المزين تقدم في مجال الدبلوماسية حتى وصل إلى منصب وزير مفوض ، ثم عمل كسفير للكويت في كانبيرا، عاصمة أستراليا سابقاً، وحالياً يشغل منصب سفير الكويت في موسكو، عاصمة روسيا، وهو واحد من الشخصيات الدبلوماسية البارزة في الكويت.