الزكاة فرضت أولاً في مكة على سبيل الإجمال، ثم تم تفصيل أحكامها وتحديد مقاديرها في المدينة المنورة في السنة الثانية من الهجرة. بمعني: فرضت أول مرة بمكة، لكن تنظيمها الكامل جاء بعد الهجرة.
الزكاة، الركن الثالث من أركان الإسلام، تمثل واحدة من أهم صور التكافل الاجتماعي في الشريعة الإسلامية، وهي عبادة مالية تؤدي دورًا روحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا. وقد شُرعت الزكاة في مراحل مبكرة من الدعوة الإسلامية، لكن فَرضها بشكل مُفصّل وواضح جاء في المدينة المنورة.
متى وأين فُرضت الزكاة؟
- فُرضت الزكاة في المدينة المنورة، بعد الهجرة النبوية من مكة.
- جاء ذلك في السنة الثانية للهجرة، بعد أن استقر المجتمع الإسلامي وتكونت نواته الأولى.
- نزلت آيات تفصيلية في القرآن توضح الأموال التي تجب فيها الزكاة، ومقدارها، ومستحقيها.
لماذا لم تُفرض الزكاة في مكة؟
في مكة، كانت الدعوة تتركز على ترسيخ العقيدة والتوحيد، ولم يكن للمسلمين كيان مستقل أو نظام مالي يمكن من خلاله جمع وتوزيع الزكاة. أما في المدينة، فقد أصبحت للمسلمين دولة ونظام، وأمكن تنظيم شؤونهم المالية والاجتماعية.
أهمية الزكاة:
- تطهير للمال والنفس: كما في قوله تعالى: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا”.
- تحقيق التكافل الاجتماعي: من خلال سد حاجات الفقراء والمساكين.
- دعم الاقتصاد الإسلامي: بتنشيط الدورة المالية في المجتمع.
من مصارف الزكاة:
ذكرت في سورة التوبة (الآية 60)، ومنهم: الفقراء، المساكين، العاملون عليها، المؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل.
الزكاة فُرضت في مكة بعد أن أصبحت للمسلمين دولة مستقلة تنظم شؤونهم. وهي ليست مجرد عبادة، بل نظام مالي واجتماعي متكامل يهدف إلى تحقيق العدالة، ورفع المعاناة عن المحتاجين، وتعزيز القيم الإنسانية في المجتمع الإسلامي.
