قامت وحدة الأبحاث بمركز السكر التابع لمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بالرياض بدراسة مهمة على نوعية جديدة من الإنسولين طويل المفعول، والذي يستمر تأثيره في الجسم لمدة 24 ساعة، وهو ما يميزه عن الأنواع الأخرى من الإنسولين، حيث سيتمكن مريض السكري من أخذ حقنة واحدة يوميًا بدلاً من أخذ أكثر من حقنة على مدار اليوم.أوضح ذلك لـ«الثقافة الصحية» د.خالد الربيعان، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري ومدير المركز، وأضاف أن وحدة الأبحاث التابعة للمركز قامت بدراسة هذا الإنسولين على حوالي 45 مريضًا بداء السكري، 40 منهم مصابون بالنوع الثاني منه والخمسة الباقون من مرضى النوع الأول، وتتراوح أعمار المرضى جميعهم ما بين 21 عامًا و69 عامًا، وتمت متابعتهم لمدة 6 أشهر.
الأنسولين
وأكد د.الربيعان أن الدراسة لم تسجل أي حالة نقص شديد في سكر الدم، كما أوضحت تحسنًا واضحًا في مستوى السكر لدى أغلب المرضى، وما زالت نتائج استخدام هذا النوع من الإنسولين قيد البحث بالاشتراك مع باقي المراكز التي قامت بإجراء هذه الدراسة في مختلف أنحاء العالم.
وذكرت د.شادن الكنزي، الطبيبة الباحثة بالمركز أن مختبرات الأبحاث وشركات الأدوية تتنافس منافسة شديدة فيما بينها بهدف طرح أنواع جديدة من الإنسولين تفي باحتياجات المريض، وتلبي رغبة الأطباء في ضبط معدلات السكر في الجسم. ومن ذلك ما قام به أحد مراكز الأبحاث الفرنسية مؤخرًا من إنتاج إنسولين طويل المفعول يدعى الإنسولين جلارجين (لانتس)، وتم إنتاج هذا الإنسولين باستخدام تقنية الهندسة الوراثية، وهذا التغيير في تركيب الإنسولين أدى إلى استمرار تأثير هذا الإنسولين في الجسم لمدة 24 ساعة أي طوال اليوم، وهذا ما يميزه عن الأنواع الأخرى. وبهذا سوف يتمكن مريض السكري من أخذ حقنة واحدة يوميًا بدلاً من أخذ عدة حقن في كل يوم، وهو ما كان يسبب بعض الإزعاج لدى بعض المرضى. ومن ناحية أخرى فإن تركيب هذا الإنسولين الحمضي هو ما يضمن الحفاظ على مستوى ثابت في الدم، حيث إنه ما إن يستقر هذا المركب تحت الجلد بعد حقنه من قبل المريض فيبدأ بتعديل حموضته، وهو ما يدعى عملية التعادل، مؤديًا ذلك إلى تفكك بلورات الإنسولين بشكل تدريجي، وهذا ما يضمن وجود هذه البلورات خلال اليوم بأكمله.
أنواع الأنسولين
كما يتميز هذا الإنسولين بأن ارتفاع مستواه في الدم بعد حقنه يحدث دون أن يسبب ارتفاعًا حادًا في مستوى الإنسولين في الدم، وهو ما يعني في المقابل عدم حدوث نقص حاد في مستوى السكر على غرار الإنسولين متوسط المفعول أو ما يعرف بالـ NPH.
ومن المعروف أن أهمية الإنسولين لدى الكائنات الحية كالإنسان والحيوان تكمن في دوره في فتح أبواب الخلية والسماح لامتصاص السكر، وبالتالي استخدامه في إنتاج الطاقة في الجسم، وأن مريض السكري لديه نقص أو عدم إفراز الإنسولين في الدم، ما يعني ذلك بقاء السكر في الدم دون استخدامه من قبل الخلايا، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ومن هنا تأتي أهمية الإنسولين كعقار لدى هؤلاء المرضى لإنقاص مستوى السكر في الدم، ومن ثم تجنب المضاعفات المترتبة على ارتفاعه في الدم.
ولقد تم إجراء العديد من الدراسات على هذا الإنسولين في عدة مراكز منتشرة في مختلف دول العالم على أكثر من أربعة آلاف مريض سكري. وكان مركز السكر بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بالرياض أحد هذه المراكز.