بحث عن فوائد التسامح على نفس الفرد والمجتمع مقدمة وخاتمة، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً يُقتدى به في حسن الخُلق والتسامح مع الناس، ورغم الأذى الذين تعرض له من المشركين والأقوام الاخرى، إلا أنه كان يصفح عنهم عند دخولهم الى الدين الإسلامي، وفي هذا المقال سوف نعرض لكم بحث عن فوائد التسامح على نفس الفرد والمجتمع مقدمة وخاتمة.
مقدمة عن التسامح الديني
جاء الدين الإسلامي ليُرسي بالقيم والمبادئ الجميلة والفضيلة، ومنها التسامح، وهو العفو عن الآخرين والصفح عنهم، وعدم رد الأذى، وقد بينت الأحاديث النبوية الشريفة وآيات القرآن الكريم فضل التسامح، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما نقصَتْ صَدَقَة مِنْ مالٍ ومَا زادَ اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عِزاً وما توَاضَعَ أحدٌ للهِ إلا رفعهُ اللهُ”، وقد وصف الله تعالى المُتسامحين بالمُحسنين في قوله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
أنواع التسامح الديني
من يُعرف بالتسامح والعفو والصفح عن الناس تزيد محبته في قلوب الآخرين من حوله، ويكون صاحب شأن عظيم، ويكون أجره وثوابه عظيماً عند الله تعالى، حيث أن ثمرة التسامح هي العز لصاحبها في الحياة الدُنيا في والآخرة، أما عن أنواع التسامح نوضحها لكم في السطور التالية:
- التسامح الفكري: هو تقبل الفرد وفهمه لأفكار الآخرين ومُعتقداتهم التي تختلف عنه، حتى يكون الشخص قادراً على التعايش مع الأفكار المُتناقضة من حوله.
- التسامح العرقي: التفاعل والإنسجام مع الأشخاص من الأعراق والجنسيات والقيم المُختلفة.
- التّسامح الديني: هو تقبل واحترام المُعتقدات الدينية المُختلفة، وهو لا يعني أن يُغير الإنسان معتقداته من اجل مُعتقدات اخرى.
- التسامح الاجتماعي: هو تقبل الاختلاف في الطبقات الاجتماعية داخل المُجتمع، وهو يُساهم في نشر الوئام والاحترام بين أفراد المُجتمع، ويقضي على التعصب والتحيز.
- التسامح الجنسي: تقبل الجنس الآخر، والاحترام المُتبادل بين الجنسين، والمُساواة في الفرص.
مظاهر التسامح الديني
يُوجد العديد من المظاهر من الدين الإسلامي والتي تُثبت على تعامل المسلمين بالتسامح والصفح، ومن أبرز مظاهر التسامح الديني ما يلي:
- أمر الله تعالى المسلمين باتباع الحُسنى في الدعوة الى الدين الإسلامي، وأخذ الجزية ممن يرفض الإسلام، ليس بغرض المال، ولكن لتهيئة القلوب لقبول الدين الإسلامي.
- الدين الإسلامي دين يُسر وليس عُسر، حيث جعل التيمم في حالة المرض أو تعذر وجود الماء، أو إن كان يُشكل ضرراً على الجر، وفي حالة السفر، وغيرها في قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}.
- الرُخص التي أباحها في حالة السفر او المرض، وهو من سماحة الدين الإسلامي، حيث قال تعالى: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
- فرض الحج مرة واحدة في العمر، لرفع المشقة عن المسلمين، عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: “أيها الناس، قد فرض عليكم الحج، فحجوا”، فقال رجل: “أكل عام يا رسول الله؟”، فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “لو قلت: نعم، لوجَبت، ولما استطعتم”.
أهمية التسامح على الفرد والمجتمع
يُعتبر التسامح من الخصال الحسنة التي دعا اليها الدين الإسلامي، حيث أن له الكثير من الفضائل التي تؤثر إيجابياً على الفرد والمجتمع على حد سواء، تتمثل أهمية التسامح على الفرد والمجتمع في السطور التالية:
- يُعزز الشعور السلام والراحة في نفس الفرد، ويقضي على مشاعر الكره والبغضاء والحقد.
- يجعل الفرد مُستقراً، ويبعث الأمان والسكينة والطمأنينة في نفسه.
- يُعزز الثقة بالنفس.
- يجعل الفرد يتحلى بالصفات الحسنة، مثل التواضع والوفاء والصدق والإخلاص والأمانة.
- الثواب والأجر العظيم من الله تعالى ورضاه عنه.
- نشر المحبة والاحترام بين أفراد المُجتمع.
- تطور المُجتمع في شتى مجالات الحياة.
- حماية المُجتمع من انتشار الجريمة والفتن والحقد فيه، وحمايته من الأطماع الخارجية.
- تعزيز المُساواة والعدالة بين ابناء المجتمع، واحترام الحُريات والاعتراف بها.
خاتمة عن التسامح
وفي الختام، فإن التسامح من الخصال النبيلة، التي بنبغي على كافة أفراد المُجتمع التحلي بها، وفي ذلك ينمو المُجتمع ويزدهر، وينتشر الأمان والعدالة، كما أنه يرفع من شأن الفرد بين الآخرين، وتتجلى صورة التسامح العظيمة عندما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وجماعة من المسلمين مكة المكرمة، وعفا عن المُشركين بدفع الجزية، رغن أذاهم وسُخريتهم به في بداية دعوته الى الدين الإسلامي.
عرضنا لكم في هذا المقال بحث عن فوائد التسامح على نفس الفرد والمجتمع مقدمة وخاتمة، وهو من الفضائل التي حث عليها الدين الإسلامي في التعامل مع الناس.